الأسعار إلى ارتفاع.. هل من أزمة على أبواب رمضان؟

شهر رمضان المبارك على الأبواب. وكما كلّ عام، اعتاد اللبنانيّون أن يحمل هذا الشهر معه ارتفاعاً في الأسعار. وكثر باتوا يستبقون حلول شهر رمضان بالتبضّع و"التموّن" لئلا يضطرّوا إلى دفع زيادات هم في غنى عنها خصوصاً في ظلّ الأوضاع الحاليّة. فماذا عن رمضان هذا العام؟ وهل سنشهد ارتفاعاً في الأسعار؟ 

ترتفع الأسعار عادةً مع بداية شهر رمضان المبارك من كلّ عام إذاً، وهذا العام من المتوقّع أن تشهد الأسعار مزيداً من الارتفاع مقارنة مع السنوات السابقة وذلك بسبب التطوّرات الإقليميّة والدوليّة. فإلى جانب العادات الغذائية التي ترفع الأسعار والحرب الروسيّة الأوكرانيّة وتأثيراتها، يُضاف هذا العام ارتفاع أسعار الشحن البحري والجوّي والتأمين بسبب ما يحصل في البحر الأحمر. 

كلّ ذلك من المتوقّع أن يؤثّر على الأسعار. هنا لا بدّ من الإشارة إلى عامل أساسيّ أيضاً هو ما حصل من تكدّس للبضائع في مرفأ بيروت جراء الإضراب، لما له من تأثير كبير ليس فقط على الأسعار إنّما على توفّر البضائع أيضاً. في هذا السياق، يؤكّد رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي، في حديثٍ لـ"الأنباء" الإلكترونيّة، أنّه بعد الجهود التي بُذلت، عاد موظفو وزارتي الزراعة والاقتصاد إلى مكاتبهم للعمل وهذا ما يُشكّل بداية حلحلة لمسألة الحاويات التي كانت مكدسة في المرفأ على أعتاب شهر رمضان"، مضيفاً: "نحن لا نقول إنّ المسألة حُلت بالكامل ولكن على الأقلّ تمّ استئناف العمل في هاتين المؤسستين وهذا ما يُخفّف من الضغط الذي كان قد يتسبّب به استمرار الإضراب والإقفال" لناحية وفرة البضائع والأسعار. 

ولكن، تبقى المشكلة أنّ الموظفين أعلنوا العودة عن الإضراب لمدّة أسبوع فقط حتى الآن ما يعني أنّ الأزمة قد تتجدّد. هنا يقول بحصلي: "سننتظر ما سيحصل ولكنّنا ننظر إلى الموضوع بشكل إيجابي وإلى النصف الممتلئ من الكوب". 

ماذا عن الأسعار؟ نسأل بحصلي، فيُجيب: "نعتبر أن الأسعار معرّضة لعامل العرض والطلب وبالتالي عندما يحصل أي نقص في البضائع سيؤثّر ذلك بشكل سلبيّ على الأسعار ولكن لا يمكن لأحد أن يحتكر ويقوم برفع الأسعار بشكل عشوائي بسبب عامل المنافسة". 

"لن يكون هناك انقطاع للبضائع ولا أزمة. وجلّ ما قمنا به هو التنبيه لناحية أنّ هناك بضائع مستوردة من الخارج لتغطية الطلب في شهر رمضان وأنّه يجب ألا تتعرقل أو تتأخر. كما نؤكّد أنّه لا يجوز أن يبقى مرفأ بيروت رهينة للتجاذبات بغضّ النظر عن أحقيّة مطالبات الموظفين"، يختم بحصلي. 

البضائع متوفّرة إذاً. ولكن الأسعار، وكما العادة، ستكوي اللبنانيين. وقد تحرم بعضهم فرحة العيد.