المصدر: النهار
الكاتب: فرح نصور
الخميس 30 أيار 2024 20:08:53
تحيي "منظمة الصحة العالمية" في 31 أيار من كل عام "اليوم العالمي للامتناع عن التدخين"، بهدف إبراز المخاطر الصحية المرتبطة بالتدخين بجميع أشكاله، والدعوة إلى وضع سياسات فعالة للحد من استهلاكه. واتسم هذا العام بشعار "حماية الأطفال من تدخل صناعة التبغ". وبحسب أرقام المنظمة، يتنفّس ما يقرب من نصف الأطفال هواءً ملوثاً بدخان التبغ، ويموت 65000 طفل كل عام بسبب أمراض مرتبطة بالتدخين السلبي. وفي كل عام، يموت أكثر من 8 ملايين شخص بسبب تعاطي التبغ، إذ تحدث معظم الوفيات المرتبطة بالتبغ في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، التي غالباً ما تكون هدفاً للتدخل المكثف من قبل صناعة التبغ وتسويقه، إلى جانب تسبب التدخين السلبي بوفاة 1.2 مليون شخص سنوياً.
وتظهر إحصاءات منصة Statista، أنّ ما مجموعه 13 مليون فتى و6 ملايين فتاة في جميع أنحاء العالم كانوا مدخنين خلال الفترة 2012-2022، لأطفال تراوح أعمارهم بين 13 إلى 15 سنة في جميع أنحاء العالم.
في إحصاءاتها الجديدة لعام 2023، نشرت مؤسسة World Population Review أرقاماً جديدة حول أعداد المدخنين في مختلف أنحاء العالم. وحسب التقرير، يوجد معظم المدخنين عموماً في جنوب شرق آسيا وكذلك في منطقة البلقان بأوروبا. واحتلّ لبنان المرتبة الأولى عربياً لناحية نسبة المدخنين بنسبة 42.6 في المئة، 49.4 في المئة منها من الذكور، 35.9 في المئة من الإناث.
السيجارة الإلكترونية أسوأ
يوضح رئيس "مركز المعرفة حول تدخين الشيشة" في الجامعة الأميركية في بيروت التابع لاتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ، ورئيس اللجنة العلمية لتنظيم المنتجات التبغية التابعة لمنظمة الصحة العالمية الدكتور غازي الزعتري، أنّ المأساة الكبرى أنّ شركات التبغ تستغل غياب بعض الدول عن تنفيذ القوانين، للتسويق للمنتجات. فالهدف من صناعة التبغ هو إدمان المستخدِم على النيكوتين، لذلك تغري الأطفال والمراهقين بمنكهات وتصاميم تجذبهم، "ومشكلة التدخين ليست مشكلة صحية فقط، بل مشكلة اجتماعية أيضاً".
ثبت أنّ ادعاءات الشركات التجارية بأنّ السيجارة الإلكترونية تساعد على الإقلاع عن التدخين، غير صحيحة، لا بل إنّها أكثر ضرراً، فمدخّنو السيجارة الإلكترونية يدخنون بكميات أكثر من مدخني السيجارة العادية. وأصبح ثابتاً علمياً أنّ هناك مواد مسرطنة في السيجارة الإلكترونية. ومن الطرق التسويقية أيضاً أنّه يمكن استخدام هذه السيجارة في الأماكن المغلَقة، للهروب من تطبيق قانون منع التدخين في هذه الأماكن.
وعندما تطلق شركة تبغ سيجارة إلكترونية وسائل لها بنكهات مثل الـ Bubble Gum فهي تستهدف مباشرةً صغار السن. والسيجارة الإلكترونية التي تتحمّص، تتكوّن من التبغ أيضاً، بينما السيجارة الإلكترونية الأخرى تحتوي على سائل يتضمن النيكوتين، ويجري تسويق النوع الأول بشكل غير واضح وصريح للصغار.
وفيما قسّمت منظمة الصحة العالمية العالم إلى ست مناطق، سجّلت منطقة الشرق الأوسط أعلى نسبة تدخين في ما بينها، والتوقعات بالارتفاع، إذا ما استمرّت بهذا المنحى.
تقوم الحكومات والمراكز الطبية عالمياً وعربياً بتوفير برامج للحد من التدخين والتوعية من مضار إدمانه. وفي هذا الإطار وبمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن التدخين، يقوم المركز الذي يرأسه الزعتري، بندوة بالتعاون مع جمعية "حياة حرة بلا تدخين" في الجامعة الأميركية في بيروت، لرفع الصوت تجاه الممارسات التجارية وغياب الإجراءات الصارمة في تطبيق القوانين التي تحدّ من التدخين، وتأثيرها على الأطفال بالدرجة الأولى.
وتتّخذ دول الخليج خطوات إيجابية ومتقدمة في إطار الحد من التدخين، كإلغاء العلامة التجارية عن أوراق تغليف علب الدخان واستبدالها بتحذيرات صورية، إضافة إلى التشدّد في بيع الدخان إلى صغار السن ومَن هم دون سن الثامنة عشرة، إلى جانب توفير برامج حديثة في مراكز عيادات الإقلاع عن التدخين. إلى ذلك، تحدَّد كمّية السائل المستخدَم في السيجارة الإلكترونية، عبر فرض أن تكون الزجاجة كاملة تحتوي فقط على 20 ملغراماً من السائل. فالمبالغة في تعاطي هذا السائل يمكن أن تسبّب تسمّم الطفل ووفاته.
ويدعو الزعتري إلى التوعية عبر منصات التواصل الاجتماعي التي يستخدمها الصغار والمراهقون بشكل مكثف، فهي منصات تستخدمها شركات التبغ للترويج لمنتجاتها وبيعها أيضاً.
كيف نمنع الأطفال والمراهقين من التدخين والتدخين الإلكتروني؟
- الحفاظ على الحوار: ابدأ بالتحدث مع أطفالك عن التدخين والسجائر الإلكترونية، وكن صادقاً ومنفتحاً لرؤية الأشياء من وجهة نظر طفلك، واستمر في المحادثة مع تقدم الأطفال في السن.
- اشرح لهم أنّ التبغ والشيشة والسجائر الإلكترونية كلها تنطوي على مخاطر، بما في ذلك إدمان النيكوتين.
- ناقش ما قد يقولونه إذا عرض عليهم أحد الأصدقاء سيجارة أو سيجارة إلكترونية.
- كن قدوةً حسنة، فإن كنت تدخن أو تستخدم السجائر الإلكترونية، فإن أفضل ما يمكنك فعله هو الإقلاع عن التدخين. على الأقل لا تدخن بالقرب من أطفالك.
-أنشئ منزلاً خالياً من التدخين.
ماذا يحصل لجسمك عندما تقلع عن التدخين؟
يقلّل الإقلاع عن التدخين من خطر الإصابة بالسرطانات بمرور الوقت، بما في ذلك الرئة والمعدة والبنكرياس والكبد وعنق الرحم والقولون والمستقيم، بالإضافة إلى سرطان الدم النخاعي الحاد، إلى جانب تقليل خطر الإصابة بمرض السكري فيما يساعد الأوعية الدموية على العمل بشكل أفضل، ويساعد قلبك ورئتيك، ويمنحك احتمال إضافة ما يصل إلى 10 سنوات إلى حياتك.
إلى جانب عدم هدرك للأموال على التبغ، سيصبح مذاق الطعام أفضل، وتعود حاسة الشم لديك إلى وضعها الطبيعي، وستتحسن رائحة أنفاسك وشعرك وملابسك، وتتوقف أسنانك وأظافرك عن الاصفرار، ويصبح تنفّسك أفضل، وتقي التجاعيد المبكرة للجلد وأمراض اللثة وفقدان الأسنان.
كيف تشغل نفسك كي لا تدخّن؟
التقط بعض الصور، تعلّم الحياكة أو الكروشيه، تعلّم آلة موسيقية، اكتب قصيدة أو قصة، ارسم، قم بالتلوين، اخبز كعكة، ابنِ شيئاً من الخشب، أعد صقل أو تنجيد قطعة من الأثاث، اصنع شموعاً أو صابوناً في المنزل، قم بحل الكلمات المتقاطعة، العب مع حيوانك الأليف، اقرأ كتاباً، اكتب قائمة مهامك لليوم أو الأسبوع أو الشهر، قم بصيانة حديقتك، قطّع الخضار واحتفظ بها في الثلاجة للحصول على وجبة خفيفة سريعة وصحية، اذهب في نزهة عبر الغابة أو حول المبنى، اذهب إلى صالة الألعاب الرياضية وتمرّن، جرّب نوعاً جديداً من التمارين، ابدأ برفع الأثقال أو ممارسة تمارين وزن الجسم.
ما هي بدائل التدخين؟
- أجهزة الاستنشاق
- بخاخات الأنف
- مضغ العلكة
- لصقات النيكوتين
- الأدوية التي تعمل عن طريق منع النيكوتين من الارتباط بالمستقبلات في دماغك
- العلاجات التكميلية مثل اليقظة الذهنية، اليوغا، تمارين التنفس، وتمارين التأمل
- العلاج بالإبر (acupuncture)
- العلاج بالتنويم المغناطيسي