الإقليم المتفجّر يشغل كواليس لقاءات باريس... وخيارات لبنان تضيق

اتجهت الانظار في الساعات الماضية إلى باريس، حيث شهدت العاصمة الفرنسية على اجتماعين بالغي الأهمية، الأول بين سوريا وإسرائيل برعاية أميركية، حيث كشف المبعوث الاميركي توم برّاك عن انعقاده من دون صدور مواقف رسمية حول تفاصيله من كلا الجانبين. وأما محور المباحثات فكان الجنوب السوري على أثر أحداث السويداء الدامية، والاتفاق على تفاهمات أمنية أولية.

أما الاجتماع الثاني فكان سورياً فرنسياً أميركياً، ولم ينفصل بدوره عن أحداث الأيام الماضية، مع التأكيد على ضرورة المصالحة في السويداء ومحاسبة مرتكبي أعمال العنف.

إلا أن اجتماعاً ثالثاً لم يكن يقلّ أهمية لم يُكتَب له النجاح، وكان من شأنه أن يفتح نافذة على الحل بين الحكومة السورية و"قسد"، إلا أن الظروف يبدو أنها غير ناضجة للقاء، وربما أكثر من ذلك بانتظار ما تخفيه الكواليس.

الخبير العسكري العميد الركن المتقاعد ناجي ملاعب علّق على اجتماع باريس الإسرائيلي السوري، معتبراً في حديث لجريدة الأنباء الالكترونية أن الرئيس الأميركي يسعى الآن لتوسيع مساحة إسرائيل من خلال إحكام السيطرة على ثلاث محافظات في سورية، بحكم تشاركها الجغرافي وهي درعا والقنيطرة والسويداء، بحجة خلق منطقة آمنة تديرها قوى. وهو ما تم بحثه في باريس بين وزير الخارجية السوري ووزير الأمن الاستراتيجي الاسرائيلي. 

وأشار ملاعب إلى أن إسرائيل مصمّمة على تقسيم سوريا، مقدّراً منح الأكراد والدروز حكماً ذاتياً، يمتد الى بلاد العلويين.

الخيارات تضيق

في هذه الأثناء، يبدو أن البعض في لبنان لم يلتقط بعد مؤشرات التحوّلات الكبرى التي تشهدها المنطقة، ولا يمكن وصف زيارة السفير برّاك إلا بغير الموفقة، وإن كان لبنان يتوقّع إجابة تصل عبر السفارة الأميركية أو عبر برّاك شخصياً. لكن المؤكد أن الوقت يمرّ والخيارات بدأت تضيق، لا سيما وأن الحديث عن مهل زمنية كان بغاية الوضوح هذه المرة.

وفي هذا السياق، لفت ملاعب الى فشل مهمة برّاك، وأن حزب الله لن يسلّم سلاحه، وان الدبلوماسية اللبنانية وعلى مستوى الرئاسات الثلاث نجحت بالتمسك بضمانات. ووصف هذا الموقف بالهام جداً وأن من حق لبنان المطالبة بضمانات قبل تسليم السلاح.