نبض الكتائب في باريس

كتب زياد الحاج: منذ أن بلغ سن المراهقة، دخل الشاب جان كلود بشارا في فرقة الأشبال وبعدها في القوى النظامية الكتائبية في ضيعته إهمج. وقد تعلّم من الكتائب الانضباط ،احترام النظام وحب الوطن. خاض معاركَ عديدة للدفاع عن وطنه وشاء القدر أنه هاجر إلى فرنسا واستقرّ في باريس؛ ولكنه لم يهجر الكتائب. نجح في عمله وأصبح رجل أعمال. أما حنينه للحزب فلم يتوقف، بل بحث عن الكتائب إلى أن تعرّف على رئيس الهيئة الاغترابية الكتائبية الأستاذ وليد فارس. فأعاد إحياء نشاطه والتزامه في الحزب وأطلق شعار " نخدم الكتائب لتكون في خدمة لبنان ".
بعد استشارات بين الرفاق، استلم رئاسة قسم باريس بتاريخ ١٧ شباط ٢٠٢٠ واضعاً نُصب عينيه هدفين:
1) تفعيل العمل المؤسساتي بالحزب؛
2) تعزيز دور الكتائب على الساحة الباريسية.

شكّل فريق عمله وبدأ الفتى الكتائبي العمل ليلاً نهاراً ومن دون ملَل ولا كلَل، حيث سخّر كل طاقته الفكرية وعلاقاته العامة والخاصة من أجل الحزب. تواصل مع الجميع، حاك شبكة علاقات واسعة، شارك ولبّى كل الدعوات من جميع الجمعيات والأحزاب الأخرى. ولم يقصّر بتاتاً خلال أزمة كورنا بتعاونه مع السلطات اللبنانية والفرنسية على حدّ سواء، من أجل تسهيل أمور الطلاب ونقلهم إلى لبنان، كما خصّ العائلات اللبنانية بالاهتمام ونقل الدواء والحليب وجميع المساعدات الطبية والغذائية إلى لبنان بعد انفجار بيروت. ورغم تدابير الحَجْر الصحي، نظّم عدة محاضرات عبر تطبيق "زوم" حول تاريخ الانتخابات النيابية اللبنانية وحول التحقيق في انفجار ٤ أب ٢٠٢٠، كما حثّ اللبنانيين على التسجيل ضمن لوائح الانتخابات النيابية، فلفت أداؤه المحطات الإعلامية، وقد كانت له مقابلات عبر راديو الشرق وتلفزيون الحدث والــMTV، متحدثاً باسم الكتائب عن تحضيره للانتخابات. وأخيراً توّج نشاطه الحزبي بدعوة رئيس الحزب والمرشّح للانتخابات النيابية الشيخ سامي الجميل يتاريخ ١٢ آذار إلى إلقاء محاضرة في باريس ، وقد دعمه في كل هذه النشاطات فريق عمل متكامل مندفع الى اقصى الحدود، أمّا اللقاء مع رئيس الحزب فقد حمل مفاجأة ثلاثية الأبعاد.

المفاجأة الأولى:
وصل الشيخ سامي إلى قاعة المحاضرات وإذا به يتفاجأ حيث كان بانتظاره حشد من المحبّين قلّما عرفت مثله العاصمة الفرنسية، ٤٤٠ شخصاً تراوحت أعمارهم بين سن السادسة عشرة وسن الثمانين. فاجتمع أشخاص من ثلاثة أجيال ومن جميع الطوائف، حضورهم أشبه بالفسيفساء اللبناني.

المفاجأة الثانية:
خاطب رئيس الحزب الحاضرين خلال الساعة الأولى باللغة الفرنسية، ثم أجاب، خلال الساعة الثانية من اللقاء، على أسئلتهم غالباً بالعامية.
فاجأ الشيخ سامي الحاضرين، حيث لم يكن أحد يتوقع موضوعية واعتدال خطابه العابر للطوائف وتسلسل أفكاره، محدداً ثلاث نقاط للردّ على السؤال " لماذا عليك أن تنتخب الكتائب؟ "، فجاء الجواب: لأنها لا تكذب، لا تساوم، ولديها برنامج سياسي اقتصادي زراعي اجتماعي صحي تعليمي، قائم على تفعيل اللامركزية الإدارية وحياد البلد.

المفاجأة الثالثة:
فيما كان جميع الحاضرين يهمّون لمغادرة القاعة والتحلق حول الرئيس لالتقاط الصور والتحدث معه ، إستقبلتهم حواجز طيّارة مكوّنة من عناصر كتائبية شبابيّة منضبطة ومنظّمة، وزّعوا عليهم الكوكتيل اللبناني المؤلف من ستة عشر صنفاً بالإضافة إلى المرطّبات والنبيذ الفرنسي. لم يكن أحد يتوقع هذا الكم من أصناف الأكل الطيّب والوافر، المرفَق بابتسامات وترحيب وفرح. فالمفاجأة الكبرى ردة الفعل عند الجميع ومن دون استثناء. فكان هذا المهرجان ناجحاً ومنظّماً، دون أية شائبة، وقد أنعش ذاكرتهم معيداً إلى أذهانهم مهرجانات الكتائب في بيروت .

ربحت كتائب باريس الرهان في تقوية حضورها على الساحة الباريسية وانهالت عليها التهاني، وهي تتأمل أن تكون صناديق الاقتراع في الثامن من أيار ٢٠٢٢ وساماً يتوّج هذا الحضور، حيث عدد المسجّلين على لوائح الشطب بلغ ٢٨٠٨٣ ناخباً في فرنسا.