الاتحاد الاوروبي يصنف الحرس الثوري الايراني كمنظمة إرهابية

طلب البرلمان الأوروبي الخميس من الاتحاد الأوروبي إدراج الحرس الثوري الايراني على القائمة السوداء ل"المنظمات الإرهابية".

وصوت نواب البرلمان الأوروبي لصالح إدراج الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي و المرشد الأعلى على خامنئي و المدعي العام محمد جعفر منتظري وجميع المؤسسات ذات الصلة بالحرس الثوري الإيراني ضمن قائمة العقوبات، في تصويت غير ملزم.

وجاء في نص قرار البرلمان على موقعه الإلكتروني أن التجاهل الصارخ للنظام الإيراني للكرامة الإنسانية والطموحات الديمقراطية لشعبه بالإضافة إلى دعم روسيا "يتطلب إجراء المزيد من التعديلات على موقف الاتحاد الأوروبي تجاه إيران".

وأدان البرلمان بأشد العبارات أحكام الإعدام وعمليات إعدام المتظاهرين السلميين في إيران، وطالب السلطات الإيرانية بإنهاء أعمال القمع ضد شعبها، كما حث على الإفراج الفوري عن جميع المتظاهرين الذين حُكم عليهم بالإعدام. 

وحذرت طهران من أن مثل هذا القرار ستكون له "عواقب سلبية" في وقت تزداد مواضيع الخلاف مع الاتحاد الأوروبي منذ عدة أشهر على خلفية حركة الاحتجاج في البلاد والحرب في أوكرانيا.

النص الذي تم تبنيه الخميس، يؤكد صراحة وجوب إدراج فيلق القدس وميليشيا الباسيج التابعين للحرس الثوري على القائمة السوداء.

ومع الأخذ في الاعتبار أن الحرس الثوري حاضر في الاقتصاد الإيراني من خلال العديد من الشركات التي يسيطر عليها بشكل مباشر أو غير مباشر، يدعو النص أيضاً إلى حظر "أي نشاط اقتصادي أو مالي" معه.

واعتبر يانيك جادو النائب الاوروبي عن حزب البيئة والخضر أن الوقت حان لإضافة "الذراع الأيديولوجي والقمعي لنظام الملالي" إلى القائمة الأوروبية للمنظمات الإرهابية. وأضاف: "هكذا ستكون أوروبا بمستوى النضال الرائع للإيرانيين والإيرانيات من أجل حرياتهم وقيم الاتحاد" مؤكداً أن الكرة أصبحت الآن في ملعب المجلس الأوروبي.

وفي وقت سابق الخميس، حذر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من أنّ الاتحاد "سيطلق النار على قدميه" بتصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية عن عبد اللهيان قوله: "قلنا مراراً إن الحرس الثوري منظمة رسمية وسيادية تلعب دوراً محورياً في ضمان أمن إيران. وخطوات البرلمان الأوروبي لتصنيف المنظمة إرهابيةً نوع من إطلاق النار على قدمي أوروبا نفسها".

وأضاف الوزير الإيراني: "من الضروري احترام الأمن المتبادل في عالم الدبلوماسية وتعزيز الثقة المتبادلة بدلاً من اتباع لغة التهديدات والأعمال غير الودية. وفي حال اعتماد أي تصنيف إرهابي، ستتخذ إيران إجراءات مماثلة".

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين الثلاثاء، إنها تؤيد إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية للرد على "انتهاك" حقوق الإنسان الأساسية في إيران.

وفي 10 كانون الثاني/يناير، قالت وزارة الخارجية الفرنسية إنها لم تستبعد فكرة إدراج الاتحاد الأوروبي الحرس الثوري الإيراني على قوائم الإرهاب، بعد يوم من قول ألمانيا إن التحرك سيكون مهماً ومنطقياً على الصعيد السياسي.

وكانت فرنسا تعارض حتى الآن ضغوط إدراج الحرس الثوري على قوائم الإرهاب. لكن باريس تركت الباب مفتوحاً أمام هذا المسعى، عقب مزيد من وقائع الإعدام لمحتجين هذا الأسبوع والتنسيق العسكري الأوثق بين طهران وموسكو الذي شهد نقل طائرات مسيّرة إلى روسيا في حربها على أوكرانيا.

وتدهورت العلاقات بين الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي وطهران في الأشهر القليلة الماضية مع تعثر الجهود لإحياء الاتفاق النووي. ويوجه الاتحاد الأوروبي انتقادات متزايدة لحملة قمع المتظاهرين في طهران، التي تضمنت إعدام بعضهم، كما اعتقلت طهران عدداً من المواطنين الأوروبيين.

والأربعاء، صوت البرلمان الأوروبي بأغلبية ساحقة على نص يدعو إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية "نظراً لنشاطه الإرهابي وقمع المحتجين وتزويد روسيا بطائرات مسيرة"، حيث صوت 598 نائباً لصالح النص، مقابل تسعة معارضين وامتناع 31 عن التصويت.