الاحتدام الحربي يتصاعد وانشداد إلى جولة القاهرة

على صفيح ساخن للغاية يتقلّب فوقه الوضع الميداني على الجبهة الجنوبية اللبنانية مع إسرائيل، تتّجه الأنظار مجدّداً إلى جولة جديدة من المفاوضات المتصلة بحرب غزة، والتي ستعقد اليوم في القاهرة، وسط مؤشرات لا تختلف واقعيّاً عن المؤشرات المأزومة والمعقدة التي كانت تسبق دوماً الجولات السابقة ولم تؤدِّ إلى أيّ نتائج إيجابية من شأنها وضع حدٍّ للحرب.

وبطبيعة الحال، لبنان يرصد بدقّة هذه الجولة الجديدة أولاً لارتباط وضع الجبهة الجنوبية مع إسرائيل ارتباطاً قسريّاً بحرب غزة وكل تطوّر يتّصل بها، وثانياً لأنّ الاحتدام الواسع الحاصل منذ أيام على هذه الجبهة يبدو على صلة مباشرة وأساسية بهذه المفاوضات وما يمكن أن تُسفر عنه. ولذا، بدا مهمّاً رصد وصول وفد من حركة "حماس" برئاسة خليل الحية إلى القاهرة بناءً على دعوة الوسطاء في مصر وقطر، للاستماع الى نتائج المفاوضات التي جرت في مصر، الخميس الماضي، حاملاً تجديد التزام الحركة بمقترح الرئيس الأميركي جو بايدن في 2 تموز الماضي وقرار مجلس الأمن، وكامل جهوزيته لتنفيذ ما اتفق عليه، في موازاة وصول الوفد الاسرائيلي اليوم.

ولكن المشهد اكتسب مزيداً من دلالات الخطورة عندما أُعلن أن رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي سي كيو براون بدأ، أمس السبت، زيارة لم تكن معلنة لمنطقة الشرق الأوسط، لمناقشة سُبل تجنُّب أي تصعيد جديد للصراع. وقال بروان، الذي بدأ رحلته في الأردن، أنه سيسافر أيضاً إلى مصر وإسرائيل في الأيام المقبلة لسماع وجهات نظر القادة العسكريين.

وأضاف بروان لـ"رويترز": "لا اتفاق في الأفق لكن التوصل إليه سيساعد في خفض حدة التوتر". وتابع: "في الوقت ذاته، أبحث مع نظرائي ما يمكننا القيام به لمنع أي نوع من التصعيد وضمان أننا نتخذ كل الخطوات المناسبة لتجنب صراع أوسع نطاقاً".

ولم تغِب طهران عن المشهد المشدود، إذ أعلن وزير الخارجية الإيراني الجديد عباس عراقجي أنّ "اعتداء الكيان الصهيوني على أمننا وسيادتنا لن يبقى من دون رد"، مشيراً إلى أنّ "ردّنا سيكون دقيقاً ومدروساً، ونأخذ كلّ المسائل بعين الاعتبار". وقال: "انتقامنا سيؤخذ في الوقت المناسب والطريقة المناسبة ولا تردد في هذا الأمر"، مشدّداً على "أنّنا لن نقع في الفخ الذي قد يكون نصب لنا".