الامن في لبنان ممسوك وتفريقه عن الجريمة ضروري

 تتكتم الاجهزة الامنية والمراجع المعنية حول الكشف الصريح والحقيقي عن ازدياد نسبة الفلتان الامني في البلاد، ولكن ذلك لم يمنع المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا من التعبير عن قلقها اثر الشغور الرئاسي من احتمال تمدد الفراغ وتدهور الوضع الامني، لا سيما وان البلاد لا تزال تعاني من تأثير الازمة الاجتماعية والاقتصادية والمالية التي طال امدها، مشددة على ان معالجة هذه التحديات الرهيبة تتطلب انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة. 

واذ ابدت الاستعداد الدائم للامم المتحدة لتقديم الدعم للبنان، لكنها لا تستطيع ان تحل محل الدولة اللبنانية، عبرت عن تخوفها من تدهور الوضع اكثر، إذ تلاحظ تراجع الخدمات الاساسية للبنانيين ما يرفع منسوب التدهور الأمني. 

وختمت بالقول ان لبنان دخل في فراغ رئاسي هو الثالث بعد اتفاق الطائف نتيجة عجز الطبقة السياسية عن انجاز هذا الاستحقاق ضمن المهلة الدستورية.

مدير التوجيه السابق في الجيش اللبناني العميد الركن الياس فرحات يقول لـ"المركزية": "قد يكون اختلط على السيدة فرونتسكا التمييز بين الجريمة التي ارتفع منسوبها بفعل تدهور الاوضاع المعيشية وبين الامن الممسوك تماما من قبل الاجهزة الامنية على تنوعها بدليل حالة الاستقرار السائدة في البلاد والتي تضاهي الوضع في الدول الكبرى". 

ويتابع: "صحيح أن هناك تحركا لبعض الخلايا الارهابية على الارض وفي بعض المناطق النائية والفقيرة، لكن سرعان ما تعمل الاجهزة الامنية على كشفها وتوقيفها حتى ان اخرها كان قبل يومين وهذا شيء عادي لان العمل الامني يأخذ في الاعتبار كل الفرضيات ولا يستبعد شيئا". 

ويختم مؤكدا سلامة الوضع الامني في البلاد، وذلك نتيجة عوامل عدة اهمها أولا وعي اللبنانيين واتعاظهم من التجارب المريرة السابقة وثانيا عدم وجود قرار خارجي بهز الاستقرار في لبنان لاعتبارات عدة في طليعتها امكانية تدفق النازحين منه الى دولهم.