المصدر: وكالة أخبار اليوم
الاثنين 19 تموز 2021 18:09:12
فوز عارف ياسين في انتخابات نقابة المهندسين، وهو الشيعي من بلدة حولا الجنوبية، يعني ان الصوت المعارض للثنائي، وتحديدا حزب الله، بات مسموعا، ولا يمكن للحزب ان يتجاوزه، ويبقى مكتوف الايدي امام الازمة الحادة التي تعصف بالبلد، وهو من احد مسبباتها نتيجة الحصار المفروض على لبنان جراء العقوبات الغربية بحقه من جهة، ومن جهة اخرى تشريع الابواب امام التهريب، اكان من خلال تغطيته او "قبة الباط لحصولها" .
وهذه الازمة وضعت جميع اللبنانيين في خطر والشيعة من ضمنهم.. فالوضع الامني بدأ بالانهيار نظرا الى ان رواتب الجيش وقوى الامن الداخلي وسائر الاجهزة الامنية باتت تساوي عددا محدودا من الدولارات، الامر الذي بدأ ينعكس تراجعا لحضورها على الارض... هذا الى جانب الانهيار السياسي والاقتصادي...
والسؤال هنا الموجه الى حزب الله، هل يساهم في اجتراح الحلول او يتجه البلد نحو حرب اهلية، حيث ونتيجة للاحتقان باتت اسبابها الموجبة متوفرة، ولا تحتاج الا السبب المباشرة الذي قد يحصل في اي لحظة... وقد يكون تافها!.
ويتزامن الانهيار اللبناني مع سعي اسرائيل لحرب على بلد لم يعد يشكل عليها اي خطر، وان وقعت فلبنان بلا مستشفيات وبلا دواء والشعب دون استثناء يعاني من الفقر والعوز، وهو لم يجد احدا ليساعده في ايام السلم، فهل سيجد العون في ايام الحرب؟!
مشروع خارجي
يستبعد مرجع سياسي معارض واسع الاطلاع ان يساهم حزب الله في اي حلحلة، قائلا، عبر وكالة "أخبار اليوم": كل المشاكل في لبنان قابلة للحل ويمكن ايجاد التسويات لها، الا حزب الله، موضحا ان الفئات الاخرى من مختلف الطوائف، ليس لها اي مشروع خارج اطار الدولة والنظام، وكل ما تطلبه هذه الفئات من تعديلات دستورية كتعديل القانون الانتخابي او انشاء مجلس الشيوخ او اعتماد اللامركزية الادارية... تبقى ضمن النظام وتطويره ولكن لدى حزب الله مشروع نقيض للنظام الديموقراطي والتركيبة اللبنانية بما تمثله من تعددية وصيغ التعايش المسيحي- الاسلامي.
ويضيف: بالتالي المشكلة الاساسية العصية على الحلّ هي مشروع حزب الله، وليس الحزب – كافراد وعناصر، حيث يمكن ايجاد العديد من نقاط الالتقاء. فهؤلاء لبنانيون، ولكن مشروع حزب الله هو ايراني يمتد من طهران الى العراق وسوريا ولبنان وغزة.
عرقلة التأليف
ويشدد على انه لا يوجد دولة مستقلة لديها كيانها وحدودها ونظامها وتقاليدها وقوانينها وميثاقها يمكن ان تتآلف مع هذا المشروع، من هنا فان عرقلة تأليف الحكومة هي من افرازات هذا المشروع، لذا الكلام عن وزيرين مسيحيين او عدد الوزراء في الحكومة، او خلاف بين الرئيس سعد الحريري والنائب جبران باسيل.... ليس الا واجهة لمشروع حزب الله الرافض لاعادة بناء الدولة على اساس اتفاق الطائف والنظام اللبناني والميثاق، كل ما تبقى تفاصيل.
وفي هذا السياق، يذكّر المرجع، بعدة مفاوضات حصلت مع الحزب في العديد من المحطات، اكانت من خلال البطريركية وعدد من الاحزاب المسيحية، المستقبل، الاشتراكي ، الى جانب طاولات الحوار التي عقدت لاكثر من مرة منذ 2006 الى 2012 ولم تؤد الى اية نتيجة... وكل هذا التعطيل ناجم عن سياسة مرسومة ومخطط لها من قبل الحزب، لان لا مصلحة له بالحل.
حقيقة الصراع
وردا على سؤال، يعتبر المرجع ان هناك جهتين تريدان انهاء الحالة اللبنانية الراهنة:
- دول الخليج والولايات المتحدة، ويرون انه من خلال اسقاط كل ما له علاقة بحزب الله في لبنان، يمكن اعادة قيامة لبنان الغربي- العربي.
-حزب الله ومن خلفه ايران، يريدان اسقاط كل ما له علاقة بالعرب والغرب في لبنان، لبناء لبنان الشيعي- الايراني.
ويضيف: هنا يكمن الصراع الحقيقي، وكل ما هو حاصل راهنا من اسقاط الحكومة، وعدم وضع قانون انتخابي جديد وضرب مصرف لبنان والقضاء والاجهزة الامنية يصب في هذه الخانة، حيث اول ضحية كانت رئاسة الجمهورية التي سيطر عليها الحزب بدءا من العام 2016، واعتذار الحريري منذ ايام لا ينفصل عن هذا السياق،
لبننة الحزب!
ويعتبر المرجع ان مشروع حزب الله لا يتوقف عند انتصار بمعركة بل يستكمل المعارك للانتصار بالحرب، كاشفا ان رئيس مجلس النواب نبيه بري سعى مع الامين العام السيد حسن نصر الله الى لبننة الحزب بالحد الادنى، لكنه عبثا حاول.
ويختم: البلد تلقى العديد من الضربات بين حكومة مستقيلة ورئيس مكلف وعاجز عن التأليف حيث خلال فترة التسعة اشهر الاخيرة سقطت كل المؤسسات، والقطار يستمر في السير بقيادة حزب الله!