المصدر: النهار
الثلاثاء 1 نيسان 2025 07:12:21
أعلن البيت الأبيض أنّ ضربات أميركية في اليمن في آذار الماضي، قتلت أبرز خبير صواريخ حوثي، إلّا أنّ الجيش الأميركي يرفض حتى الآن تأكيد الوفاة، كما لم تتّضح هوية القائد الحوثي المشار إليه.
كان مستشار الأمن القومي مايك والتس قد قال في تصريحات لـ"سي.بي.إس نيوز"، بعد ضربات 15 آذار، إنّ الموجة الأولى منها قتلت "كبير مسؤولي الصواريخ لديهم".
كما تحدّث والتس عن عملية القتل في محادثة نصية سرية، والتي كشفت عنها ذي أتلانتيك الأسبوع الماضي، قائلاً إنّ "الهدف الأول كبير مسؤولي الصواريخ لديهم... تسنّى لنا تأكيد هويته وهو يدخل مبنى يخص صديقته وهو منهار الآن".
وقال مسؤولون أميركيون، تحدثوا لـ"رويترز" بشرط عدم الكشف عن هوياتهم، إنّهم لم يرد إليهم أي تأكيد مستقل من الجيش الأميركي لمقتل شخص مثل هذا.
ومن غير المعتاد أن تمتنع وزارة الدفاع الأميركية عن تأكيد إعلان البيت الأبيض عن عملية عسكرية. فعادة ما يكشف الجيش علناً عن تفاصيل بشأن الأهداف الكبرى في غضون أيام من نجاح المهمة.
وعند طلب تأكيد مقتل كبير خبراء الصواريخ لدى الحوثيين في غارة أميركية، أحال البيت الأبيض "رويترز" إلى الجيش الأميركي. ورفض الجيش الأميركي طلبات متكررة قدمت على مدى أسبوع لتأكيد مقتله أو الكشف عن اسم القتيل.
ووفقاً لمؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات، وهي مؤسسة بحثية مقرّها واشنطن، فإنّ عبد الخالق بدر الدين الحوثي هو "القائد الفعلي لقوات الصواريخ الاستراتيجية".
وعكف محمد الباشا، الذي تعمل شركته المتخصصة في استشارات المخاطر "باشا ريبورت" في البحث في المعلومات مفتوحة المصدر بشأن اليمن، على فحص تقارير الحوثيين عن مقتل أكثر من 40 مقاتلاً حوثيّاً خلال الاشتباك في ضربات جوية في آذار.
وقال إنّه لم يتم رصد أي شخص رفيع المستوى مثل عبد الخالق بدر الدين الحوثي بين القتلى المعلن عنهم حتى الآن، كما لم يرصد أي إعلان وفاة على قناة تلفزيونية تابعة للحوثيين عن شخص تتطابق بياناته مع ما ذكره والتس.
غير أنّه قال إنّ الحوثيين لا يعلنون دائما هويات قتلاهم على الفور، كما نوّه إلى أن قادة القوة الصاروخية يعدون "سريين".
وقال مايكل نايتس، الزميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إنّ من أشار إليه والتس سيكون خبيرا في الصواريخ مدربا في إيران "ضالعا في إدارة هذه المنظومة".
وأضاف: "إذا كانوا يعتقدون أنهم نالوا من هذا الشخص، فربما نالوا منه بالفعل".
لا ذكر لخبير صواريخ في التصريحات العلنية
لم يذكر اللفتنانت جنرال ألكسوس جرينكويش مدير العمليات في هيئة الأركان المشتركة في تصريحاته العلنية بشأن الغارات التي شنت في 17 آذار أيّ صواريخ. غير أنه قال إن منشأة للطائرات المسيرة "قُصفت، وبها عدد من كبار القيادات".
وفي منشور على منصة "تروث سوشال"، يوم الاثنين، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الغارات الأمريكية "دمرت" الحوثيين.
وكتب "لم يعد الكثير من قادتهم بيننا"، وذلك دون التطرق لمزيد من التفاصيل.
تهدف هذه الغارات، وهي أكبر عملية عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط منذ تولي ترامب منصبه في يناير كانون الثاني، إلى إجبار الحوثيين المتحالفين مع إيران على وقف هجماتهم على سفن الشحن في البحر الأحمر، وكذلك السفن الحربية الأميركية.
ونفذت الجماعة أكثر من 100 هجوم على سفن شحن منذ بدء حرب إسرائيل مع حركة حماس أواخر 2023، قائلة إنها تفعل ذلك تضامنا مع الفلسطينيين في غزة.
وأثرت الهجمات على حركة التجارة العالمية، ودفعت الجيش الأمريكي إلى شن حملة مكلفة لاعتراض الصواريخ.
وتحت قيادة عبد الملك الحوثي، يقدر عدد مقاتلي الحوثيين بعشرات الآلاف، وصار لديهم ترسانة متطورة من الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية.
ويقول قادة الحوثيين إنّهم سيصعّدون هجماتهم ردّاً على الحملة الأميركية.
وقال نايتس إنّ الضربات الأميركية أشدّ بكثير من تلك التي نفذت في عهد إدارة الرئيس السابق جو بايدن. غير أنه شكك في إمكانية استسلام جماعة صمدت لسنوات في حربها ضد تحالف تقوده السعودية.
وقال نايتس إنّ "قدرتهم على تحمل الألم كبيرة، لذا فإن محاولة إخضاعهم من أصعب المهام".
وأضاف: "محاولتنا لإخضاع الحوثيين أشبه بالسعي لتحقيق مالا يمكن تحقيقه".