المصدر: ليبانون ديبايت
الأحد 3 تموز 2022 11:17:04
تُنذر التطورات السياسية الأخيرة على خطّ تأليف الحكومة بالمزيد من التعقيدات في ضوء التجاذب ما بين الرئاستين الأولى والثالثة والذي يبدو مرشحاً للتصاعد في الأيام المقبلة، وذلك في إطار عملية تقاذف المسؤوليات بين الطرفين. وفي هذا السياق، تكشف أوساط قيادية في حزب الكتائب، عن أن نهج المحاصصة المعتمد في كل عمليات تشكيل الحكومات في الفترة الماضية، هو المسؤول عن واقع العجز في السلطة التنفيذية، وعن الوصول إلى مرحلة الكارثة بكل ما للكلمة من معنى.
وأكدت الأوساط الكتائبية لـ"ليبانون ديبايت"، أن الكتائب دعت ومنذ البداية إلى تشكيل حكومة مستقلين واختصاصيين وأصحاب كفاءة، مشيرةً إلى أن هذه المعادلة تنطبق على الحكومة رئيساً ووزراء، ولهذه الغاية كانت تسمية نواب الحزب للسفير نواف سلام أو لشخصية تشبهه، لأنها تعتبر أن الحكومة المستقلة، وحدها قادرة على القيام بإصلاحات جذرية وإلاّ فإن الفشل سيتواصل على كل المستويات.
ورداً على سؤال عن واقع عملية التأليف الحالي، قالت الأوساط الكتائبية، إن التأليف أمام سيناريو من اثنين، الأول أن يواصل رئيس الجمهورية ميشال عون، برفض كل التشكيلات التي سيقدمها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، والثاني بقاء الحكومة الحالية خصوصاً وأن لا مشكلة لدى الرئيس ميقاتي ببقائها وهو ما يُعتبر كارثة، لأن كل الأفرقاء السياسيين، ينظرون إلى الأشهر الأربعة المقبلة، وكأنها وقت ضائع ويريدون تمريرها في تصريف الأعمال، بينما ما سيحصل فعلياً خلال هذه الأشهر القليلة، هو تفكك وانحلال الدولة ودمار إقتصادي.
وعن احتمال إدخال تعديلات على الحكومة الحالية، أشارت الأوساط الكتائبية نفسها، إلى أن هذا الأمر مشروط بحصول العهد على حصته، أي استمرار نهج المحاصصة رغم تبديل بعض الأسماء. وبالتالي فإن توزير أشخاص غير كفوؤين وعاجزين عن القيام بالمهمة المطلوبة من الحكومة، وهي الإصلاحات، يعني بقاء لبنان في محورالإنهيار والفشل.
وشددت الأوساط نفسها على أن إنجاز المحاصصة والإتفاق بين الرئيسين عون وميقاتي، سيؤدي إلى تعديل في تركيبة الحكومة الحالية ، موضحةً أن ما يحكى عن عدم حصول الحكومة المقبلة أو المعدلة على الثقة في مجلس النواب، ليس واقعياً، لأنه كما نجحت القوى السياسية في تأمين 65 صوتاً لانتخاب النائب الياس بوصعب نائباً لرئيس المجلس، تستطيع تأمين الثقة للحكومة المقبلة، وبالتالي ستكون حفلة محاصصة جديدة لا أكثر ولا أقلّ، ما يجعل من الأمل مقطوعاً منها.
وعن الحلّ البديل، أكدت الأوساط الكتائبية القيادية، على وجوب إجراء انتخابات رئاسية مبكرة وليس انتظار شهر تشرين الأول المقبل، وذلك للخروج من جهنم. لكنها أوضحت أنها لا تراهن على أن رئيس الجمهورية سيوافق على هذا الأمر لأنه ليس من النوع الذي يضع المصلحة العامة أمام مصلحة فريقه.