المصدر: العرب اللندنية
الثلاثاء 9 شباط 2021 02:20:26
أعلنت السفارة القطرية في بيروت عن زيارة لوزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، الثلاثاء، إلى لبنان يلتقي خلالها بالرئيس ميشال عون لبحث آخر المستجدات في الشأنين اللبناني والإقليمي.
وذكرت السفارة أن الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني سيعقد مؤتمرا صحافيا في القصر الجمهوري ببعبدا عقب اجتماعه بعون، دون الإشارة إلى باقي المسؤولين الذين سيجتمع بهم خلال الزيارة التي تدوم يوما واحدا.
ويأتي توجه المسؤول القطري إلى بيروت بعد أيام قليلة من زيارة أداها رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري إلى القاهرة حيث كان له لقاء مع الرئيس عبدالفتاح السيسي وعدد من المسؤولين المصريين، فيما بدا أن هناك توجها لأن تلعب مصر دورا في جهود حلحلة الأزمة اللبنانية بعد عقود من الانقطاع.
وترى دوائر سياسية أن زيارة وزير خارجية قطر لا تبدو بريئة من حيث توقيتها وخصوصا أن أجندتها لم تتضمن أي إشارة إلى لقاء مع الحريري. ولا تستبعد هذه الدوائر أن يكون التحرك القطري يرمي إلى مناكفة القاهرة ومحاولة قطع الطريق أمام إمكانية أن يكون لها أي دور مستقبلي هناك.
وتقول الدوائر إن الدوحة تحاول بالواضح تفعيل دورها انطلاقا من بعبدا، وهي تملك من المؤهلات التي يمكن أن تراهن عليها في سياق تثبيت دور لها في لبنان وفي مقدمتها قدرتها على توفير دعم مالي لهذا البلد الذي يعاني من أزمة مالية واقتصادية متفاقمة.
ونجحت الدوحة على مدى العقود الماضية في نسج علاقات مع جميع مكونات المشهد السياسي في لبنان بما في ذلك حزب الله الذي يبسط اليوم سيطرته على مفاصل القرار ويحمله الشارع الجزء الكبير من المسؤولية عمّا آل إليه وضع البلد.
وكانت الدوحة لعبت دورا أساسيا في العام 2008 حينما احتضنت حوارا بين الفرقاء اللبنانيين انتهى بالتوصل إلى تسوية لأزمة سياسية حادة تخللتها أحداث عنف واستمرت لنحو 18 شهرا.
وتوضح الدوائر أن قطر قد ترى أن اللحظة مناسبة حاليا لتفعيل دورها على الساحة اللبنانية ولمَ لا تحقيق "اتفاق دوحة 2"، لاسيما مع تسجيل عودة وإن كانت خجولة للاهتمام الدولي بلبنان، معتبرة أنه من غير المستبعد أن يكون هناك تنسيق قطري – تركي للتحرك في هذا الشأن والغرض هو تحقيق انتصار دبلوماسي يحسب لهما إقليميا ودوليا وأيضا قطع الطريق أمام عودة الاهتمام المصري بالساحة اللبنانية.
وجدير بالذكر أن آخر زيارة أجراها وزير خارجية قطر إلى لبنان كانت يوم 24 أب 2020 بعد انفجار مرفأ بيروت الذي خلف المئات من القتلى والجرحى.
ويرى مراقبون أن محاولة قطر النسج على منوال اتفاق الدوحة السابق يبدو أمرا صعبا؛ ذلك أن الوضع الإقليمي حينها كان مختلفا، ففي ذلك الوقت كان هناك دفع عربي قوي لإنجاح ذلك الاستحقاق، كما كانت هناك إرادة محلية أنتجت جملة من التنازلات، وهو ما لا يبدو متوفرا حاليا في ظل شكوك متزايدة حيال عدم رغبة حزب الله في كسر الجمود الحاصل بانتظار ما يحدث على خط واشنطن - طهران.