المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام
السبت 11 كانون الثاني 2020 00:14:41
اعتبر وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال جمال الجراح في حديث تلفزيوني أن "البيان الذي صدر الليلة عن الرئيس المكلف حسان دياب يوضح بشكل نهائي وواضح حجم الضغوط والتباينات داخل الفريق الواحد المكلف تشكيل الحكومة".
ورأى ان تلك القوى السياسية "خرجت عما كان متفق عليه مع الرئيس المكلف من حجم الحكومة ونوعيتها ومواصفات الوزراء، وأن بعض القوى السياسية لا تعي حجم المأزق الذي وقع فيه البلد والهوة الاقتصادية والمالية والنقدية وهي تغالي في موضوع الاستئثار والحصص والثلث المعطل، وكل ما يمكن ان يستحضر من مشكلات في وجه التأليف"، معتبرا ان هذا يدل على انه "عندما ايدت القوى السياسية الرئيس المكلف في هذه الخطوط الاساسية لتشكيل الحكومة المقبلة تراجعت عن التزاماتها بالشكل والمضمون وعادت الى نغماتها مع الحكومات السابقة، من الثلث المعطل والاحتفاظ ببعض الوزارات، رغم انهم قضوا فيها اكثر من 12 سنة من فشل الى فشل والذي كلف اكثر من 50 مليار دولار للدولة ولا يزالون يريدون الاحتفاظ بهذه الوزارات عبر مستشارين او اصدقاء واستحضار كل عدة التأزيم الى تشكيل الحكومة".
وقال الجراح :"الواضح من بيان الرئيس المكلف ان هناك ضغوطات كبيرة على المسلمات الاساسية المتفق عليها سلفا، وهذا يعني ان هناك كما كبيرا من الضغوطات وهو يتلقى احجاما كبيرة منها تنسف الاسس والمبادىء، وان هذه القوى غير متفقة في ما بينها وهي عادت الى الممارسات السابقة".
اضاف: "هذه القوى لا تعي حتى الآن حجم الهوة والمأزق الذي نعيش فيه"، وسأل: "هل هذه القوى جاهزة لتعلن حياد لبنان في هذه المرحلة الدقيقة، خصوصا في موضوع المواجهة الايرانية - الاميركية عبر الوكلاء في المنطقة، وفي لبنان هناك حزب كبير من ضمن هؤلاء الوكلاء، فهل سنكون من ضمن عدة المواجهة مع الاميركي في المنطقة ونتحمل تبعات ذلك، ام سيكون هناك قرار من القوى السياسية التي تشكل الحكومة بتحييد لبنان"؟
وشدد الجراح على انه "لا يمكن ان ننهض من ازمتنا السياسية والمالية اذا لم نحيد لبنان عن الصراعات في المنطقة".
واكد ان الرئيس سعد الحريري خلال وجوده على رأس الحكومة وبعد استقالته "يمارس دوره واتصالاته على اكمل وجه بشكل بعيد احيانا عن الاعلام، وذلك لايجاد الحلول للمأزق الاقتصادي والمالي والنقدي".
واشار الى ان حكومة الحريري "كانت فاعلة قبل الاستقالة وان الحريري قال اننا لم نكن قادرين على الانجاز بسبب العراقيل التي واجهتها الحكومة، والورقة الاقتصادية التي طرحها الرئيس الحريري جرى عرقلتها خلال 3 اشهر قبل طرحها، وفي النهاية تمت الموافقة عليها".
ورأى انه في حال ارادت الحكومة المستقيلة تصريف الاعمال من دون خطة اقتصادية واضحة ومؤيدة من كل القوى السياسية، ومن دون عراقيل، فانه لا يمكنها ان تنجز شيئا".
وقال: "القوى السياسية التي كانت تعرقل الورقة الاقتصادية والمماحكات التي مارستها عند مناقشة الموازنة لم تعد الى رشدها بعد، بدليل العرقلة التي تحدث عنها الرئيس المكلف والانقلاب عليه".
وتابع : "الرئيس الحريري كان واضحا وقال انه يريد حكومة تشبهه من تكنوقراط مستقلين.عندما قرر الرئيس الحريري عدم رغبته ترؤس الحكومة المقبلة لم نكن سلبيين في اي موقف من المواقف والرئيس المكلف يقول انه يتعرض لضغوطات كبيرة وهذه الضغوطات ليست من تيار "المستقبل" ولا "القوات اللبنانية" ولا "الحزب التقدمي الاشتراكي" ولا "الكتائب" بل من قبل الفريق الداخلي الذي يعرقل عملية التشكيل".
من جهة اخرى اكد الجراح ان الاتصال بين الرئيسين الحريري وبري لم ينقطع وان احدا لا يرغب بانقطاع التواصل مع بري لما يمثل من موقع ومسؤولية، نافيا علمه بوجود اشارات جديدة الى الرئيس الحريري، مجددا تأكيده "ان حكومة تصريف الاعمال لن تؤدي الى نتيجة في هذا الظرف العصيب والدقيق، الا اذا صاغت القوى السياسية برنامجا اقتصاديا نقديا ماليا متكاملا واعلنت حياد لبنان وكانت جدية في التزاماتها، لكننا كما فهمنا من بيان الرئيس المكلف ان القوى السياسي لا تلتزم بما تتفق عليه مع الرئيس المكلف في الاوقات الصعبة، فكيف لها ان تفي بالتزاماتها مع الرئيس الحريري وهي لم تف بذلك معه سابقا"؟
اضاف: "كل ما نسمعه من اتهامات لفريقنا السياسي وكأن البعض منهم وصل بالامس الى مطار بيروت ولا يعرف شيئا وغير مسؤول عن شيء بما فيه موضوع الكهرباء".
واكد الجراح ان تيار المستقبل لم يحرك الشارع ضد الرئيس المكلف، واعتبر انه لا يمكن فصل ادارة البلاد المالية والاقتصادية والنقدية عن السياسة، فهناك مواضيع سياسية اساسية تجعل اي رئيس ينجز في الموضوع الاقتصادي والاجتماعي والمالي او لا.
واشار الى حديث حاكم مصرف لبنان بالامس عندما قال بشكل واضح "اننا بحاجة الى دعم خارجي، فعن اي دعم خارجي نتحدث عندما تعلن قوى اساسية انها في المواجهة وان عليها دورا معينا ستتصدى له، وعلى كل المقاومين في كل العالم العربي ان يشاركوا في هذا القتال".
وختم الجراح: "هناك جدول مواصفات يختلف جذريا عن جدول الرئيس المكلف في تشكيل الحكومة، وعلى الرئيس المكلف ان يصارح القوى السياسية في هذا الموضوع، فاذا خرجوا عن التزاماتهم السياسية معه، عليه ان يصارح الشعب اللبناني وان يسمي الاشياء بأسمائها، لأن البلد لم يعد يحتمل مماطلة ومحاصصة والغاء للآخرين، وبالامس نحن سمعنا رياض سلامة الذي حفظ البلد لسنوات وقال انه آن الاوان لأن يتحمل احد مسؤولية البلد معي، وعلى الرئيس المكلف مسؤولية مصارحة الناس بحقيقة نتيجة ال 3 اسابيع".