المصدر: Kataeb.org
الأربعاء 19 آذار 2025 19:40:56
أكد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل أن السلاح والانتماء للخارج يمنعان المصارحة والمصالحة وفتح صفحة جديدة بين اللبنانيين. وتمنى على رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون البحث مع حزب الله في كيفية تنفيذ ما التزم به في اتفاق وقف إطلاق النار، مشددًا على أن دور الرئيس أساسي في التحاور مع الحزب لأن مشكلته مع الدولة وليست مع طرف سياسي.
وأشار إلى أن وزراء حزب الله وافقوا على اتفاق وقف إطلاق النار بالإجماع، لافتًا إلى أن حكومة الرئيس ميقاتي كانت حكومة حزب الله وهي التي وافقت على الاتفاق الذي ينص على تسليم سلاح الحزب من جنوب الليطاني إلى كل لبنان، ولم يعد الموضوع محل نقاش ولا يمكن التنصل من الالتزام.
الجميّل ذكر أن المرحلة السابقة كانت مليئة بالتكاذب والحذر، مما سمح لأحد الأطراف بالهيمنة على الآخر، وأكد أن الوقت حان لأخذ استراحة والنظر إلى الماضي لتقييم العلاقات وبناء البلد، مشيرًا إلى أن الهدف هو معالجة المشكل البنيوي لتجنب تكرار الأزمات والحروب واستمرار الأحقاد.
ودعا رئيس الكتائب إلى "إعطاء فرصة للقلب وكسر الحواجز تحت مقومات الدولة، مع الحفاظ على حكم القانون والدستور وضمن التعددية، وطمأنة الفئات على مستقبلها، عبر اللامركزية أو مجلس الشيوخ أو غيرها".
وعن الحدود اللبنانية السورية، قال: "نريد أن يبسط الجيش اللبناني سلطته على كامل الـ 10452 كلم، ولا يمكن لأحد أن يدّعي أن هذه المنطقة له ويمنع الجيش من دخولها. الجيش يدخل أينما يريد ودوره أن يكون في كل الأماكن، ومن لا يعجبه هذا عليه أن يصطدم بالواقع."
المقابلة كاملة
اعتبر رئيس الكتائب انه ولأول مرة منذ 35 سنة يتحرر لبنان من أي وصاية وقد بات قادرا على فتح صفحة جديدة في تاريخه. هذه الصفحة لا يمكن أن تفتح في ظل الهيمنة سواء كانت سورية أو لحزب الله أو الاحتلال الإسرائيلي. اليوم، يمكننا كلبنانيين أن نقرر بدلاً من أن يأتي القرار من الخارج."
ولفت في حديث لـ "صوت لبنان" إلى أن السياسة في الماضي كانت مبنية على التكاذب والحذر مما أدى إلى الهيمنة، وقال: "طالما تحررنا من الوصاية، فقد حان الوقت للنظر في علاقاتنا وتجاربنا والعمل على بناء البلد مشيراً الى انه للمرة الأولى منذ العام 1975 لغاية اليوم، بات بإمكاننا كلبنانيين أن نجلس ونقرر بدلًا من أن يأتينا القرار من الخارج.
وشدّد على أن اليوم الوقت المناسب للمصارحة لأننا أمام مرحلة جديدة، فإما أن ندخل إليها بصدق وبجو من الارتياح والطمأنينة أو بالحذر والتحدي والخوف مشدداً على ان المحاسبة هي جزء أساسي من المسار وكذلك العدالة مذكراً بما جرى في أفريقيا الجنوبية وفي لبنان بعد اتفاق الطائف عندما صدر عفو ولكن المحاكمات بالاغتيالات السياسية استمرت لأن لا عفو عليها ولهذا حوكم حبيب الشرتوني وكل من ارتكبوا جرائم سياسية وهذا لا يعني ان يحاسب كل مقاتل حمل السلاح ."
وأوضح أن عملية التنفيذ تقوم على أمرين: أولاً: التصميم على ألّا نضيّع الوقت في هذا الموضوع لأنه يجب أن يوضع على السكة ويبدأ المسار بأسرع وقت، وثانيًا: الطمأنة من أنه إذا نزعنا السلاح وتم تسليمه فستكون الطائفة غير مستهدفة ومستضعفة، وهنا تأتي أهمية ما قلته في مجلس النواب أي ممنوع أن تشعر أي طائفة أنها مستهدفة بل على العكس يجب أن يكون الجميع شركاء في بناء المستقبل انطلاقًا من مبدأ المساوة الذي لا يتحقق بوجود السلاح."
وأكد رئيس الكتائب أن السلاح والانتماء للخارج يمنعان المصارحة والمصالحة، وتمنى على الرئيس عون أن يتباحث مع حزب الله في كيفية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. وأوضح أن موضوع وجود السلاح ليس محل نقاش بل كيفية استيعابه في إطار الدولة، مع ضمان المساواة وحماية الجميع من الاستهداف.
أردف: "خوفي ألا يكون اللبنانيون قد تعلّموا من كل ما مررنا به،" سائلا: "هل اتفقنا على لبنان والمبادئ التي سنبني لبنان على أساسها ومنها سيادة الدولة والشراكة والاعتراف بالآخر وتحييد لبنان عن الصراعات وكتابة كتاب تاريخ مشترك وأن نبني المؤسسات ويطمئن الأقليات إلى مستقبلهم
وأشار إلى أن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة يجب أن يتحملا مسؤولياتهما في الحديث مع حزب الله، مؤكدًا أن فشل المصارحة سيؤدي إلى كارثة، ولذلك يجب ضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والالتزام بالقانون والدستور.
وحول الاستعداد للرضوخ لإملاءات الخارج حول السلاح شدّد على أنه عندما كان الغرب يدعم الحزب كنا ضده، ولا ننتظر من أحد أن يخبرنا عن تحقيق سيادتنا. وعندما كان المجتمع الدولي يدعم مرشح الحزب كنا ضده، ودفعنا الثمن.
الحكومة
وفي ما يتعلق بشيطنة الأحزاب لابعادها عن المشاركة في الحكومة، قال: "إن رئيسي الجمهورية والحكومة تمنيا عدم وجود حزبيين في الحكومة الحالية، وأنا احترمت هذا الأمر. لكن الحياة السياسية لا يمكن أن تكون من خارج الأحزاب، والمشكلة أن بعض الأحزاب تحولت إلى ميليشيات شوهت سمعة الأحزاب."
"حول الإصلاحات والخطط الجديدة للحكومة، قال: "عمر الحكومة 3 أسابيع وعقدت خلالها 3 اجتماعات، لكننا انتظرنا 25 سنة، فلا يمكننا أن نطلب منها معالجة كل الملفات في 3 أسابيع. يجب أن نكون واقعيين وما زلنا في بداية الطريق."
وعن النقاش الاقتصادي، قال: "مجلس الوزراء مكوّن من عدة أفرقاء وليس حكومة أكثرية لنتحدث عن اتفاق على وجهة نظر واحدة. برأيي، إذا كانت منطلقات النقاش فكرية وعملية، فهذا أمر صحي، أما إذا تحول النقاش إلى شعبوية مع التخوين والاتهامات المتبادلة، فإن كل شيء يضيع."
وعن الحملة التي تتعرض لها جمعية"كلنا إرادة"، قال: "أؤكد أن ألبير كوستنيان من أنظف وأكفأ الناس في لبنان ولا يمكن لأحد الطعن في أخلاقه ونزاهته. اتفقنا أو اختلفنا معه، لكن اتهامه بأمور غريبة هو حملة تجنٍّ. هو مناضل وشارك في العديد من المراحل المهمة، وكان حريصًا على السيادة والمقاومة. هو عصامي جمع ماله بنزاهة.
أما بالنسبة لـ "كلنا إرادة"، فقال: "تناقشنا معهم، اختلفنا في بعض الأمور واتفقنا في أخرى، لكن النوايا صافية من جانبنا. لكل منا قناعاته وهناك ما نتفق عليه وما نختلف عليه. أؤمن بمصداقيتهم وهم جمعية رجال أعمال لبنانيين مغتربين شكلوا جمعية لدعم المسار الإصلاحي في لبنان."
وأوضح الجميّل أن "ليس كل الودائع الكبيرة يجب شطبها. هناك ودائع نظيفة لشركات كبرى خلقت فرص عمل ولم تخطئ. لا يمكن اعتبار أموالهم تبييضًا. يجب أن يتحمل مصرف لبنان والمصارف والدولة المسؤولية بعدما دفع المودعون الثمن في خسارة اموالهم ." وسأل: "كيف تم تمويل عجز كهرباء لبنان والموازنات والمشاريع والمناقصات من سدود وغيرها؟"
أما عن التعيينات، قال: "نحن واعون بأن البلد لن يصطلح دفعة واحدة، ولن يصبح الوضع مثاليًا بين عشية وضحاها. لكنني أتمنى على الرئيسين عون وسلام ألا يتساهلا مع أي تعيين غير مقتنعين به وأن تُطبّق الآلية بعدالة ومساواة في جميع المواضيع."
وأضاف: "أنا متفائل بمستقبل البلد للفترة المقبلة ، وأدرك أن أخطاء ستُرتكب ولكن الصورة الكبيرة أن لبنان ذاهب باتجاه أفضل، فلدينا رئيس جمهورية قادر على اتخاذ المواقف بجرأة كما ورد في خطاب القسم ورئيس وزراء من الأكثر نزاهة، وهناك مواكبة دولية لنا وقد يتم توقيع معاهدات جديدة وقد يستعيد لبنان سيادته والجيش اللبناني لا يخشى الضرب بيد من حديد ويجب أن ننظر للصورة الكبرى بالرغم من أمور قد تزعجنا ولم نسكت ولن نسكت عنها، مشدّدًا على أنّ دور حزب الكتائب أن يحمي "بعبدا" لأن المهمة صعبة وهناك كثير من الألغام والقرارات الصعبة وهنا يكون رئيس الجمهورية بحاجة لحزب الكتائب."
ولفت الى أنّنا نفكر بالبلد واليوم فخامة الرئيس يحظى بثقة دولية وداخلية وقد اجتمعنا به ووثقنا أنه ذاهب بالاتجاه الصحيح وراهنّا ونجحنا، أمّا إذا ناقض الرئيس خطاب القسم فعندها لا يمكن أن يلومنا على موقفنا منه ولكن ما كرّس هذا الدعم هو خطاب القسم وما التزم به الرئيس من هنا هو يحظى بكل دعمنا.
وعمّا يحصل على الحدود اللبنانية السورية قال: "لست في موقع تحليل ولا أحد يعرف ما يحصل إلا الجيش اللبناني ولدينا ثقة به وبقراره ودعمنا له مطلق، ونريد أن يبسط الجيش اللبناني سلطته على كامل الـ 10452 كلم ولا أحد يمكن أن يدّعي أن هذه المنطقة له ويحق له أن يستعمل السلاح وأنه لا يحق للجيش الدخول إليها، فالجيش يدخل إلى المكان الذي يريده ودوره وواجبه أن يكون في كل الأماكن "واللي مش عاجبو يضرب راسو بالحيط".
ووجّه الجميّل تحية لوزير الدفاع، مشيرًا الى أنّه شخص إستثنائي وقائد الجيش هو من نفس طينة الناس الأكفاء ولديه إيمان بلبنان والمؤسسة العسكرية ودورها، وأردف: "بين فخامة الرئيس ووزير الدفاع وقائد الجيش أستطيع أن أطمئن اللبنانيين أن لبنان بأيادٍ أمينة".
وأشار إلى ألا مصلحة للسوريين بأن يشتبكوا معنا كدولة ولبنانيين وجيش، ولذلك عندما اتصل وزير الدفاع اللبناني بنظيره السوري توقف إطلاق النار فبزّة الجيش اللبناني برمزيتها وضعت حداً للأمر .
تابع: بعدما وافق الحزب على الاتفاق المطلوب استرجاع حقوق لبنان من إسرائيل عبر ترسيم الحدود البرية واسترجاع ما تبقى من أسرى لبنانيين في إسرائيل وعودة الفلسطينيين الى بلادهم وحلحلة مشكلة اللبنانيين الذين لجأوا إلى إسرائيل الذين تخلّت عنهم الدولة واضطروا للذهاب إلى إسرائيل."
وسأل:" هل يحق لحزب الله فقط أن يفاوض فيما يمنع على الدولة المفاوضة لاسترجاع حدودها؟" وأكد أنه لا بد من حالة أمان ووئام على الحدود اللبنانية الإسرائيلية لوقف القصف الذي يدمّر جنوب لبنان كل 10 سنوات ونحن لا نتحدث بالسلام والتطبيع فلسنا مضطرين لذلك".
وقال: "لا بد من خطوات مدروسة وذكية وبأن يتجاوب حزب الله وشعوري أن هناك انقسامًا ووجهتَيْ نظر داخل الحزب، بين من يريد بناء الدولة ومن هم متطرّفون وعلى الحزب فتح نقاش وأن يصارحونا لأننا لا نريد المشاكل في الحالتين."
وعن مشاركته يوم الأحد في احتفال المختارة توجه لجمهور الحزب الاشتراكي بالشكر كما شكر لوليد بك ولتيمور جنبلاط حفاوة الاستقبال فقد أعطونا أملا بلبنان الذي نحلم به.
وبموضوع الإنتخابات البلدية قال: "نصرّ على إجراء الانتخابات البلدية بوقتها ولا أتوقع تأجيلًا تقنيًا."
وعن موضوع القانون الانتخابي في الانتخابات النيابية أشار الى أنّ قانون الصوتين التفضيليين أسوأ من الحالي ولا أشعر بإمكانية تغيير هيكلية القانون، مشيرًا إلى أن موضوع المغتربين يحتاج لمعالجة.
وذكّر بأننا حاولنا معالجة مشاكل البلد بالنظريات والإيديولوجيات والقوة والسلاح والتحدي وطُرحت كل الأفكار والكل حاول إلغاء الكل وأبرم تحالفات وأخذ البلد باتجاه ما وما من أمر نجح، فلنغلّب لغة القلب ولو لمرة وليس عقلنا وعضلاتنا، فنحن شعب عاطفي فلنكسر كل الحواجز تحت مقوّمات الدولة أي حكم القانون والدستور وضمن التعددية وطمأنة كل الفئات على مستقبلها ، عبر اللامركزية أو مجلس شيوخ أو غيرها، ولنحاول الوصول إلى موقف إيجابي، فلا أحد يمكنه أن يكسر أحدًا ولا أحد سيربح الآخر، فقد قتلونا واغتالونا وبقينا مؤثرين وانتخبنا رئيسًا للجمهورية ومبادئنا انتصرت ، وفي الوقت نفسه لن يقول الجمهور المكسور انا انكسرت فهذا لن يحصل ولا يجب أن يحصل، لا بد من أن نصل الى بناء البلد معًا وأن تتم المحاسبة على الاغتيالات لأننا لن نتخلى عن العدالة."
وختم قائلاً: "الكلام الذي أقوله لا يُربّحنا انتخابات نيابية بل يبني البلد وعلينا أن نتخذ القرار ببناء البلد فحزب الكتائب لم يفكّر في أي مرة بمصلحته الخاصة بل بمصلحة البلد .