المصدر: المدن

The official website of the Kataeb Party leader
الخميس 28 آب 2025 15:43:46
أكد تقرير إسرائيلي أن الجيش الإسرائيلي غير معني بوقف غاراته شبه اليومية على لبنان، معتبرًا أن وقفها يمنح حزب الله فرصة لإعادة بناء قوته، وذلك رغم تقدّم الاتصالات نحو "تسوية أمنية" بوساطة أميركية؛ وفي تقدير الجيش الإسرائيلي، حسب التقرير، فإن حزب الله اليوم أضعف مما كان عليه بعد الحرب.
يقول التقرير إن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تدفع باتجاه عدم وقف ما تُسمّى "هجمات الإنفاذ" التي تُنفذ بوتيرة شبه يومية ضد أهداف في لبنان، رغم ما تصفه أوساط إسرائيلية بتقدّم إيجابي في الاتصالات مع بيروت نحو "تسوية أمنية".
وبحسب التقرير الموسّع الذي نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الخميس، يعتبر قادة الجيش الإسرائيلي أنّ "التسوية المرتقبة" قد تُضعف حزب الله أكثر، غير أنهم يدفعون باتجاه استمرار الغارات والهجمات.
وأشارت الصحيفة إلى أن آلية مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، التي تكمل عامها الأول قريبًا، تُعدّ ناجحة من وجهة النظر الإسرائيلية، بعد أن خضعت لتغييرات عزّزت من فعاليتها بين الجيشين الإسرائيلي واللبناني.
وفي تقييم أمني حديث، بحسب الصحيفة، يرى الجيش الإسرائيلي أنّ حزب الله اليوم أضعف مما كان عليه بعد الحرب الأخيرة، رغم احتفاظه بقدرات يجري التعامل معها كـ"تهديد مركزي".
غير أنّ التباين بين مواقف القيادة السياسية والعسكرية في لبنان، من جهة، ومواقف بعض القوى المحلية، من جهة أخرى، وفق التقديرات الإسرائيلية، قد يُبقي الاحتمال قائمًا لمواجهات جديدة، بما في ذلك عبر فصائل فلسطينية أو مجموعات أصغر حاولت في مرات سابقة إطلاق قذائف نحو مواقع إسرائيلية بعد دخول وقف النار حيّز التنفيذ.
ورغم ذلك، بحسب التقرير، يُعرّف الجيش الإسرائيلي حزب الله بأنه "العدو رقم واحد" و"التهديد المركزي" بسبب القدرات العسكرية التي لا تزال بحوزته، غير أن التقديرات العسكرية تشير إلى أن التنظيم فقد ما يُسمّى "القدرات على تفيذ ضربات قوية"، مثل تنفيذ اجتياح بري واسع داخل إسرائيل أو شن هجمات صاروخية قوية ومركّزة ضد مواقع إستراتيجية.
ويشنّ الجيش الإسرائيلي هجمات مرة كل يومين تقريبًا ضد أهداف يزعم أن حزب الله ينشط فيها أو يعمل على إعادة تأهيلها، تشمل استهداف ناشطين وبنى تحتية. في المقابل، لم يرد حزب الله على هذه العمليات حتى الآن.
كما أوردت الصحيفة أن الرئيس اللبناني جوزاف عون يمارس ضغوطًا داخلية على الحزب للتخلي عن سلاحه، عبر قرارات برلمانية والشروع بـ"نزع سلاح" مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.
وتطرّق التقرير إلى الدور الأميركي، موضحًا أن فريقًا من الضباط الأميركيين يعمل بشكل دائم في مقر قيادة المنطقة الشمالية التابعة للجيش الإسرائيلي في صفد، حيث يتلقى صورًا وبيانات استخبارية إسرائيلية عن "انتهاكات" وقف النار، مثل تحركات أسلحة أو نصب قاذفات. هذه المعلومات تُنقل بسرعة إلى البعثة الأميركية في بيروت ومنها إلى الجيش اللبناني، إلا أنّ الجيش الإسرائيلي يحتفظ بحق تنفيذ ضربات مباشرة وفقا لتقديراته.
وادعت الصحيفة أن قوات الجيش الإسرائيلي رصدت آليات مدنية في القرى الحدودية، قيل إنها تعمل على إزالة أنقاض العمليات السابقة، لكنها استُهدفت جويًا بزعم أنها تعيد بناء مواقع رصد لحزب الله وفق الرواية العسكرية. واستهدفت إسرائيل مشغلي هذه الآليات - الجرافات - الأمر الذي أدى إلى مقتلهم دون أن يواجه الأمر ردًا من الحزب.
ورغم ذلك، ينقل التقرير عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين خشيتهم من أن يقرر حزب الله "كسر الصمت" في أي لحظة وإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل. وبرغم مقتل المئات من قادة الحزب وكوادره، لا يزال التنظيم يحتفظ – وفق تقديرات الجيش – بترسانة تشمل عشرات الصواريخ الدقيقة وآلاف القذائف والطائرات المسيّرة، بعضها محلي الصنع. كما ذكر التقرير أن الجيش اللبناني أحبط قبل شهر عملية تهريب صواريخ عبر الحدود مع سورية.
في هذا السياق، يشير التقرير إلى أن قادة الجيش يوصون بعدم وقف الهجمات الجوية، معتبرين أن أي خفض لها قد يمنح حزب الله فرصة لإعادة بناء قدراته. لذلك، تبقى القوات الإسرائيلية منتشرة في خمسة مواقع داخل جنوب لبنان قرب الحدود رفضت الانسحاب منها رغم الاتفاق، بدعوى أن السكان في الجليل لم يعودوا جميعًا إلى بلداتهم بعد، وأن "الإحساس بالأمن لم يُستعد بالكامل".
"الجيش اللبناني يقوم بأقل مما هو مطلوب
وأضافت الصحيفة أن الضربات الإسرائيلية لم تصل إلى جميع مستودعات الأسلحة التابعة للحزب ولا إلى كامل بنيته التحتية على جانبي نهر الليطاني، مع الإشارة إلى بلدات مثل النبطية التي تعرضت بشكل رئيسي لقصف جوي، بينما لا يزال كثير من عناصر الحزب مقيمين فيها.
ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن مصادر في الجيش قولها: "الجيش اللبناني ليس متجانسًا، ويقوم بأكثر مما توقعنا لكنه أقل مما هو مطلوب، لذلك نحن نهاجم أحيانًا على مستوى الكتائب أو الألوية".
وبحسب المصادر العسكرية، قتل منذ بدء وقف إطلاق النار أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، نحو 250 من عناصر وقادة حزب الله في ضربات إسرائيلية.
ووفقا للتقرير، فإن الحزب يحاول إعادة تنظيم صفوفه بمساعدة مالية مباشرة من إيران، إضافة إلى تدريبات ميدانية علنية وسرية.
في المقابل، تواصل إسرائيل تنفيذ هجمات "محدودة" في البقاع وبيروت رغم الضغوط الأميركية للتهدئة. إحدى هذه الضربات الأخيرة استهدفت قاعدة تحت الأرض قرب قلعة شقيف، ما أدى إلى انفجارات في صواريخ كانت مخزّنة هناك.
وخلص التقرير إلى أنّ الجيش الإسرائيلي يواصل مراقبة الحزب عبر مركز نيران يعمل على مدار الساعة، ويصنّف المقاتلين بين من عادوا إلى حياتهم المدنية وبين من عادوا إلى النشاط العسكري. كما رُصدت محاولات لنقل أسلحة من الجنوب إلى شمال لبنان.