الجيش الروسي بدلاً من قوات "يونيفيل" في جنوب لبنان لضمان أمن إسرائيل؟!

كتب الزميل أنطون الفتى في وكالة أخبار اليوم:

تبقى الهواجس الأمنيّة الداخلية والخارجيّة في الواجهة دائماً، فيما ستتركّز الأنظار في المستقبل القريب على ملف تجديد مهام قوات الأمم المتحدة الموقّتة في لبنان، "يونيفيل"، بعد نحو شهرَيْن، وانعكاسات طاولة فيينا النووية عليه، بإيجابياتها المُحتمَلَة أو سلبياتها المُمكِنَة. كما أن المفاعيل "الصّاروخية" لحرب غزة الأخيرة، التي تُقلِق إسرائيل كثيراً، قد تنعكس على هذا الملف أيضاً، وعلى المطالب الأميركية المتعلّقة بدور القوات الدولية في لبنان، مستقبلاً.

وضع جديد

يرى بعض الخبراء أنه عاجلاً أم آجلاً، يتّجه لبنان نحو وضع جديد، قوامه تعزيز الدور الروسي فيه، من زاوية أن موسكو هي الجهة الدولية الوحيدة القادرة على ضمان أمن الحدود اللبنانية الجنوبيّة، بما يوفّر الأمان لإسرائيل، تماماً كما أن الروس يضمنون أمن الحدود الإسرائيلية - السورية.

تعدّديات دوليّة

هذا الوضع سيُشرّع لبنان أمام تعدّديات دوليّة كثيرة فيه مستقبلاً، بحُكم الأمر الواقع، مُوزَّعَة بين احتفاظ الغرب عموماً، والولايات المتحدة الأميركية خصوصاً، بدعم الجيش اللبناني، وبورقة الوساطة الأميركية في المفاوضات الحدودية البحرية غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل، برعاية دوليّة. الى جانب الدور الأميركي والغربي المُتوقَّع، في تصحيح الوضع المصرفي والمالي اللبناني.

أما الروس، وكما أنهم الجهة الدولية الأكثر قدرة على لَجْم الخطر الإيراني عن إسرائيل في سوريا، فإنّ توسيع أدوارهم الأمنيّة في لبنان مستقبلاً، وفي الجنوب اللبناني، لهذا الهدف نفسه، مقابل مكاسب إقتصادية لموسكو فيه (لبنان) تموّل أدوارها الأمنية، قد يُصبح من ضمن الحوارات الأميركية - الروسية - الإسرائيلية، خصوصاً أن نتائج أدوار قوات "يونيفيل" لا تتناسب مع التكاليف الباهظة التي يفرضها تمويل عملها، بالنّسبة الى كثيرين في الداخل الأميركي تحديداً.

حرائق

أوضح مصدر واسع الإطّلاع أن "تقديم الضمانات الأمنية لإسرائيل في المنطقة، يتعلّق بمجلس الأمن الدولي عموماً. فالولايات المتحدة بدرجة أولى، وكل الأطراف الدائمة العضوية في مجلس الأمن، لديهم هذا الإلتزام الثابت بأمن تل أبيب. ولكن وجود روسيا في سوريا يساعد في ملفات عدّة، ترتبط بإسرايل وإيران وتركيا وسوريا".

وأشار في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "التجديد للقوات الدولية في جنوب لبنان يحصل دائماً باتّفاق بين الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن. والمهمّ هو أنه يضمن أمن لبنان منذ سنوات، ويجنّبه الحرائق الإقليمية".

ترابُط

ولفت المصدر الى أن "روسيا تتمتّع بعلاقات جيّدة مع إسرائيل، ولكنها تعمل على إخماد فرص الحروب في المنطقة عموماً، وتحديداً في سوريا ولبنان. ولكن ذلك لا يعني أن لبنان لن يكون تحت المظلّة الأميركية - الغربية. فروسيا تعلم التعقيدات والخصوصيات اللبنانية، ولا تريد النّفوذ رقم 1 في لبنان".

وأضاف:"التواجُد الروسي في سوريا يضع لبنان في زاوية الأمان الإقتصادي والأمني الذي تحتاجه روسيا. وبالتالي، ترتبط العلاقات اللبنانية - الروسية بالارتباط الجغرافي بين لبنان وسوريا، وهذا ما يجعلها من ضمن الأهداف الاستراتيجية الروسية".

ضروريّة

وردّاً على سؤال حول التجديد لمهام قوات "يونيفيل" في لبنان بعد نحو شهرَيْن، أجاب المصدر: "منذ سنوات، وفي كلّ مرّة يقترب فيها موعد التجديد لمهام تلك القوات، تتراكم مطالب بعض الدول حول إدخال تعديلات على مهامها، أو إضافة بعض البنود".

وختم: "وسط مفاوضات فيينا، وبموازاة تحسُّن العلاقات الأميركية - الروسية بعد اللّقاء الأخير الذي جمع الرئيس الأميركي جو بايدن بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في سويسرا، وبمعيّة المفاوضات وقنوات التحاوُر السعودية - الإيرانية، لا مصلحة لأحد بتوتير لبنان من خلال عَدَم التجديد للقوات الدولية. فهذه الخطوة ضرورية لمواكبة مناخ الحوارات الإقليمية، والدولية، والإقليمية - الدولية، على أكثر من مستوى".