المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الكاتب: لارا يزبك
الثلاثاء 28 كانون الثاني 2025 12:27:22
بلا مبرر او سبب واضح، وبهدف يبدو انه الاستفزاز فقط، اقتحمت مواكب دراجة لحزب الله، المناطق الآمنة في الجميزة وبرج حمود وعين الرمانة والشياح وصولا الى مغدوشة، مساء الاحد، والى الجديدة امس، محتفلة بعودة الاهالي الى قرى الجنوب، رافعة اعلام حزب الله ورايات حسينية ومرددة "شيعة شيعة".
الجيش تدخل لمنع اي احتكاكات، خاصة ان المناطق التي قرر مناصرو الحزب الاحتفال فيها، ليست من التوجه السياسي ذاته، بل في الخط المعاكس تماما. وصدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه امس بيان قالت فيه "على خلفية قيام بعض المواطنين الذين يستقلون دراجات نارية ويرفعون أعلامًا حزبية بمسيرات في عدد من المناطق اللبنانية ليل الاحد، تخلّلها إطلاق نار واستفزازات مما يؤدي إلى تهديد السلم الأهلي، سيّرت وحدات من الجيش دوريات لمنع الأعمال المخلّة بالأمن والاستقرار، وأوقفت عدة أشخاص، فيما تستمر ملاحقة بقية المتورطين". ودعت قيادة الجيش "المواطنين إلى التحلي بالمسؤولية، والتصرف بحكمة حفاظًا على الوحدة الوطنية والعيش المشترك".
لكن بحسب ما تقول مصادر سياسية سيادية لـ"المركزية"، فإن الاصح، بدلا من التوجه الى "المواطنين" ودعوتهم الى التحلي بالمسؤولية، هو التوجه الى قادتهم، اي الى قيادة حزب الله تحديدا. فهي المسؤولة الاولى والاخيرة عن تحركات انصارها، خاصة بهذا الشكل المنظم، وخاصة عندما يكون للتحرك طابَع "أمني". فالكل يعرف، تتابع المصادر، ان هذه المسيرات ليست بهدف الاحتفال، بل بهدف محاولة اثارة مواجهات مع الفريق الآخر في البلاد.
لماذا يريد الحزب هذه التوترات وايقاظ الفتنة؟ لأنه ببساطة يريد مِن خلالها قلب المعادلة الموجودة على الارض السياسية منذ ما بعد انتخاب الرئيس جوزيف عون وتكليف الرئيس نواف سلام، والتي ليست مرضية له. ايضا، فإن الحزب يتطلّع مِن خلال هذه "العراضات" القول لمَن يعنيه الأمر إنه لا يزال الاقوى على الارض، وإنه قادر على كسر الموازين وقلبها لصالحه وبـ"القوة" اذا اقتضى الامر، تماما كما فعل في 7 ايار 2008.. على اي حال، ألم يقل مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله "واصلة معنا للمنخار ولا تجرّبونا"؟
هي بروفا لـ"لا تجربونا" اذا. لكن بحسب المصادر، هذه المرة، الجيش في المرصاد، والعهد الجديد في المرصاد، لكل مَن يحاول اللعب بالاستقرار لأي فريق او جهة انتمى، بدليل انه اوقف متورطين في تعكير الامن الاحد وايضا مَن اطلقوا رصاصا في الهواء على اوتوستراد السيد هادي نصرالله مساء امس.. كما ان القوى السياسية المعارضة للحزب، والتي احتضنته خلال تهجيره ابان الحرب الاخيرة، وتبرّعت له بالمأوى والمأكل والدم، مُدركة ايضا لما يحاول الحزب فعله، ولن تنجرّ، بقرار واضح من قياداتها، الى ما يريده الحزب ولن تقدّم له هدية زعزعة الامن. بل ستفعل كل ما يلزم، لضبط قواعدها من جهة، ولايصال التكليف الى التأليف، والبلاد الى بر الانتخابات النيابية المقبلة، تختم المصادر.