الجيش يستعد للحظة الارتطام الكبير.. كيف سيتصرف حزب الله؟

كتب منير الربيع في المدن:

دخل لبنان في مدار الانهيار. لم تعد المعركة تتعلق بالحكومة أو بتفاصيل تشكيلها. ولنسّلم بكل الأجواء الإيجابية التي تتم إشاعتها، حول إمكانية تشكيل الحكومة الأسبوع المقبل. فما الذي يمكن لهذه الحكومة تحقيقه؟ لبنان في فوضى سياسية، تتشعب فيها حرب التسريبات والشروط. لكنها كلها لا يمكنها إشاحة النظر عن القضية الأساسية، وهي الأزمة الكبرى التي تمرّ بها البلاد.
مدار الانهيار سيقود إلى مدار الارتطام. كل المؤشرات تفيد أن تشكيل الحكومة لن يكون قادراً على معالجة الأزمة. داخلياً وخارجياً، تصدح أصوات رافضة لآلية تشكيل الحكومة. وتبرز تأكيدات بأن أي حكومة لم تعد قابلة لأن تتشكل إلا بشروط رئيس الجمهورية، ميشال عون.

دور الجيش
وسط هذه الجلبة الحكومية، لا بد من الوقوف أمام خطوة استنثائية وأساسية اتخذها الجيش اللبناني بمداهمة المحطات بحثاً عن المحروقات المخزنة. ولا بد من الإشارة إلى البيان الصادر عن الجيش اللبناني، داعياً اللبنانيين إلى التبليغ عن أي محطة محروقات تعمل على تخزين المواد لديها. مرفقاً البيان بأن المواد المصادرة سيتم توزيعها على الناس بلا مقابل. هذا الأمر ليس تفصيلاً عابراً. وسيمهد لدور أوسع للجيش عند لحظة الارتطام الكبير. يأتي ذلك بعد اجتماع عقده قائد الجيش مع مختلف قادة الأجهزة الأمنية، للتنسيق وضبط الاستقرار، ومكافحة الاحتكار، ومواكبة أي تطورات قد تؤدي إلى اهتزاز الأمن.

تترافق هذه الخطوات، مع كلام كثير، داخلياً وخارجياً، بأن الوضع في لبنان لم يعد يحتمل. ووسط تقديرات بأن الحكومة في حال تشكيلها لن تكون قادرة على لجم الانهيار، ولا على الحدّ من الفوضى الاجتماعية. فقرار رفع الدعم مغطى دولياً. ولا مبادرة دولية حقيقية للإنقاذ. ولا بوادر لتقديم مساعدات قادرة على معالجة الوضع الإقتصادي. حتى المساعدات الإنسانية التي سيتم توزيعها، سيكون التفويض الأكبر والأوسع للجيش للقيام بهذه المهمة. كذلك، الموقف الخليجي، وتحديداً السعودي، من حكومة نجيب ميقاتي معروف. وبالتالي، هناك قرار دولي عربي معارض لمثل هذه التسوية وهذه التركيبة.

حالة طوارئ؟
في الكواليس أيضاً، داخلياً ودولياً، كلام كثير عن وصول لبنان إلى الحاجة لفرض حالة الطوارئ. هنا سيكون الجيش صاحب الدور الأبرز في هذا الموضوع، بتوفير آلية توزيع المساعدات والحفاظ على الاستقرار. يستند هذا الكلام إلى تقارير متعددة، خصوصاً في حل عدم النجاح بتشكيل حكومة. عندها سيترهل الوضع أكثر، وسيستفحل الانهيار. وعندها لا بد للجيش من تأمين حماية لكل المناطق، ولكل المقومات الاجتماعية بالحدّ الأدنى. أما بحال تشكلت الحكومة، فإن خطوة إعلان حالة الطوارئ ستتأخر وسيتم تأجليها، لأن تشكيل الحكومة قد يرخي أجواء إيجابية (معنوياً) ما يؤدي إلى إراحة البيئات الاجتماعية المختلفة. المسار الذي يطبع مفاوضات تشكيل الحكومة، ينطوي على شد حبال هائل، قد يؤدي إلى ولادة تسوية، أو قد يؤدي إلى الإطاحة بكل الآمال في سبيل تشكيلها. لا قدرة لأي طرف على حسم الاتجاه، ولا التوقع الدقيق بما ستؤول إليه الأمور.

جواب حزب الله
وسط الضوضاء القائمة، وبحال تقدم أكثر خيار إعلان حالة الطوارئ، ثمة سؤال لا بد من طرحه، وهو المتعلق بموقف حزب الله من هذا الإجراء. فهل ستكون خطوة الجيش منسقة مع الحزب، لا سيما أن حزب لله يستشعر كماً كبيراً من الضغوط داخل بيئته وخارجها، وبالتالي هو يفضل التنسيق مع الجيش لضبط الأمن، وكي لا يكون هو في مواجهة بيئته الحاضنة، أم أن مسار الانهيار الضغط الدولي سيكون أبعد وأمضى، ما قد يؤدي إلى فرز حقيقي، بين مناطق جغرافية يعمل الجيش على حماية وتوفير مقومات الأمن والاستقرار فيها، ويتولى توزيع المساعدات، مقابل مناطق تبقى خاضعة لسيطرة حزب الله الكاملة، بانتظار ما تفرزه كل هذه التحولات.