الحريري عن عدم لقاء جنبلاط: البروتوكول في الطابق الثاني...والمختارة تردّ

غادر الرئيس سعد الحريري بيروت الى ابو ظبي، وافاد مكتبه الاعلامي في بيان انه «توجّه بالشكر والامتنان لعشرات آلاف الاوفياء الذين أتوا من مختلف المناطق اللبنانية ومن العاصمة بيروت، للمشاركة في احياء ذكرى جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه». وجدّد «دعوة الجميع، وخصوصا اهل الوفاء، للحفاظ على البلد». وقال: «كما كنّا سوا سنبقى وسأكون الى جانبكم أينما كنت». وأسف «لعدم تمكّنه من لقاء جميع الوفود بسبب ضيق الوقت»، وأعربَ عن أمله «في لقاء الجميع في وقت ليس ببعيد».

واختصرت مصادر «بيت الوسط» نتائج زيارة الحريري لبنان لمدة اسبوع بالقول لـ»الجمهورية»: «انّ الزيارة والحشود بعشرات الالوف عند الضريح وفي «بيت الوسط» عدا عمّن لم يتمكن من الوصول، أثبتت انّ شعبيته لم تتراجع بل ربما زادت، تعبيراً من الناس عن وفائهم لبيت الحريري ولنهج الاعتدال الذي يمثله وللأمل بتحقيق نوع من الاستقرار السياسي والاقتصادي والتمسّك بالدولة ومرجعيتها».

واشارت المصادر الى «انّ كل القوى السياسية والشخصيات الديبلوماسية التي زات الحريري أجمَعت على مطالبته بالعودة الى ممارسة العمل السياسي والعام، عَدا عن انّ الحضور الديبلوماسي الكثيف أظهَر استمرار علاقات الحريري الخارجية القوية».

وعن سبب عدم زيارة الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وقيادة الحزب التقدمي و»التيار الوطني الحر» للحريري، أوضحت المصادر «انّ الحريري سُئل عن هذا الموضوع، فأجاب: «البروتوكول في الطابق الثاني (من بيت الوسط) وهو من يأخذ المواعيد وليس أنا». لكنّ المصادر قالت موضحة: «لا يُخفى انّ علاقة الحريري بجنبلاط تشوبها بعض الندوب لكن لا قطيعة مع اي طرف سياسي، وطبيعة الوفود السياسية المتنوعة التي جاءت أثبتت هذا الامر».

لكنّ المحامي حسام حرب مستشار رئيس الحزب التقدمي النائب تيمور جنبلاط، ابلغ الى «الجمهورية» انّ الحزب التقدمي «لم يطلب موعداً لزيارة «بيت الوسط» بل ان رئيس الحزب ونواب الكتلة (اللقاء الديموقراطي) واعضاء القيادة الحزبية زاروا ضريح الرئيس الشهيد، كذلك زاره الرئيس السابق للحزب وليد جنبلاط وزوجته، وذلك «من باب الوفاء للعلاقة والصداقة القديمة التي ربطت الحزب وجنبلاط بالشهيد الحريري، ولذلك تحمل زيارة الضريح عدة معان وجدانية وعاطفية وليس سياسية فقط».

واوضح حرب ان «لا سبب او خلاف جوهرياً وراء حالة عدم التواصل بيننا وبين الرئيس الحريري أخيراً، وليس صحيحاً ما تردد عن انّ سبب الخلاف هو القرار الذي اتخذه وزير التربية في حق الموظفة في الوزارة امل شعبان، فهذا موضوع إداري يعالج في مكانه. وقنوات التواصل غير المباشر مع الحريري ظلت قائمة بواسطة النائب وائل ابو فاعور عبر صديق مشترك، بعد زيارتنا له، تيمور جنبلاط وابو فاعور وأنا في ابو ظبي، قبَيل الانتخابات النيابية عام 2022 وبعدها لم يعد هناك من تواصل رسمي». 

وقبل سفره زار الحريري مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان. وأفاد المكتب الإعلامي في دار الفتوى «ان اللقاء تركّز حول أوضاع المسلمين السنة واستنهاضهم وتعزيز الوحدة الوطنية بين اللبنانيين»، واكد المفتي «ان دار الفتوى حريصة على كل أبنائها من المسلمين واللبنانيين جميعاً لإنقاذ وطنهم من الانهيار، والحد من الفوضى، والعمل معاً لتحقيق آمال وطموحات اللبنانيين الذين يعانون تفاقم الأزمات الواحدة تلو الأخرى الى حين انتخاب رئيس للجمهورية يكون جامعاً وتشكيل حكومة فاعلة وقادرة تكتسب ثقة النواب ممثلي الشعب».

واكد دريان «أن لبنان لا ينهض إلا بالتعاون والتضامن بين جميع مكوناته ومساعدة الأشقاء والأصدقاء». وقال: «الجهد والمساعي التي تقوم بها اللجنة الخماسية لخرق الجمود الحاصل على الصعيد الرئاسي مشهود لها على رغم من كل الصعوبات التي تواجهها من الداخل اللبناني المنقسم على نفسه». واعتبر أنّ «توسيع العدوان الصهيوني على غزة وجنوب لبنان هو جريمة موصوفة، وإثبات فشل حكومة العدو من تحقيق أهدافها يدفعها الى ارتكاب المزيد من المجازر والإجرام غير المسبوق في العصر الحديث».