المصدر: موقع السياسة
الأربعاء 2 حزيران 2021 15:34:22
كتبت ريم تقي الدين في "السياسة":
تتراجع الآمال بتأليف الحكومة على وقع التجاذبات بين فريق العهد والفريق المكلّف.
والأكيد أنّ الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري لن يقبل ان يكون في موقع المدان، والهوة بينه وبين فريق العهد تتسع.
وفي ظل الحديث عن تمسّك الرئيس المكلف بورقة التشكيل، هنالك محاولات لتحميله مسؤولية التعطيل، الا ان اعتذاره عن التأليف غير وارد حتى الآن، رغم انعدام البوادر الايجابية على ما يبدو. فهل اصرار الحريري على التمسك بالتشكيل سيكون ورقة رابحة في جيبه؟
الصحافي علي حمادة لفت في حديث لـ "السياسة" الى أنّ: "لا ايجابيات في الموضوع الحكومي والارجح ان الحكومة سوف تتأخر، والسبب في ذلك هو التباعد الكبير في المواقف، وهناك عرقلة واضحة". وأضاف انه "حتى الآن اعتقد أنّ الحريري إذا ما استطاع تشكيل الحكومة فهو سيشكّلها وفق نظرته ووفق مشروعه الاساسي اي المبادرة الفرنسية، وعندها ستكون ورقة التشكيل رابحة. لأنه سيتمكّن عبرها من التوجه الى المجتمع الدولي والمالي وهو مدعوم من حكومة ذات مصداقية وهذه هي الاشكالية الاساسية، أمّا في حال، كانت الشروط على عكس التي وضعها، فانه لن يشكّل حكومة لكن الاعتذار حتى الآن غير وارد".
وأكدّ حمادة ان "اتهام الحريري بعرقلة تشكيل الحكومة مصدره الاساسي التيار الوطني الحر وفريق رئيس الجمهورية". وأضاف:" الرئيس المكلف لا يستطيع ان يشكّل حكومة بأي ثمن، لأن الامور تغيّرت والمعادلات تغيّرت ولأن الازمة متفاقمة بشكل يدفعه الى التمسك بالمشروع الاول الذي قدّم ترشيحه من اجله وهو المبادرة الفرنسية".
وتابع "عندما رشّح الحريري نفسه قال انه آت وفق مبادرة فرنسية لتشكيل حكومة مهمة من مستقلين غير حزبيين، وهذا هو مشروعه حتى الان، ولذلك لن يتزحزح عن موقفه في مقابل محاولة الطرف الآخر اختراق هذه المبادرة بشكل او بآخر عبر العودة الى صيغة التسوية سنة 2016".
استقالات من المجلس النيابي وانتخابات مبكرة
تلوّح بعض الاطراف السياسية منذ فترة بتقديم استقالاتها من المجلس النيابي، الا ان وقع هذه الاستقالة ليس بأمر جيد ولا يناسب معظم الاطراف.
وهنا أشار حمادة الى ان "الاطراف السياسية كلها لا يناسبها ان تقدّم استقالاتها وتسقط في مجلس النواب الآن، بل يناسبها البدء بالتحضير للمعركة الانتخابية بعد سنة".
واعتبر انه "من المبكر جدا على هذه القوى السياسية ان تخوض معركة انتخابية". وأضاف: "أعتقد أنّ مسألة الاستقالة من المجلس مسألة مؤجلة أقله لبضعة أشهر. وفي كل الاحوال إذا حصلت استقالة في نهاية فصل الصيف من قبل فريق وازن أي بالشكل الذي يُسقط مجلس النواب، فإن الانتخابات لن تكون ممكنة خلال الشتاء وسوف تحصل في ربيع العام المقبل".
وتابع حمادة " على الأرجح لا استقالات في الوقت الحاضر ولا مصلحة لأحد بذلك لأسباب كثيرة أقلها السبب المالي والمادي وكون البلاد ليست جاهزة لخوض انتخابات نيابية".