المصدر: Kataeb.org
الكاتب: شادي هيلانة
الأربعاء 27 آب 2025 12:40:08
فيما تتكثف الحركة الدبلوماسية الأميركية في لبنان، وتتكشّف تباعاً خيوط المبادرة المرتبطة بسلاح "حزب الله"، تتجه الأنظار نحو علاقة الحزب التاريخية برئيس مجلس النواب نبيه برّي، وسط تساؤلات متصاعدة عن إمكان تغيّر التوازنات، أو حتى سحب التفويض من عين التينة.
فهل نحن فعلاً أمام بداية انقسام شيعي داخلي؟
زيارة الوفد الأميركي: وضوح بلا هوادة
زيارة الموفدين الأميركيين إلى بيروت لم تكن مجرد استطلاع، بل حملت توضيحاً دقيقاً لموقف الإدارة الأميركية من بيان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أعاد التأكيد على مبدأ "الخطوة مقابل خطوة"، فإسرائيل لن تُقدم على أي انسحاب من النقاط الحدودية المتنازع عليها قبل أن ترى خطوات ملموسة نحو سحب سلاح الحزب، كذلك الجانب الأميركي لم يخفِ شروطه، وقد أوضح الموفد توماس باراك أن إسرائيل مستعدة للمضي في خطتها بمجرد أن تبدأ الحكومة اللبنانية، عبر الجيش، بتنفيذ خطتها لسحب السلاح. هذا الموقف لاقى تأكيداً إضافيًا من أعضاء في الكونغرس الأميركي، الذين شددوا على أن لا مساعدات ولا انسحابات قبل نزع السلاح غير الشرعي.
الموقف اللبناني: حذر وتوازن
السلطات اللبنانية من جهتها أبدت التزامًا بالورقة الأميركية - اللبنانية المشتركة، وبإعلان وقف إطلاق النار، ومع ذلك، فإن التعاطي مع هذه المبادرة يجري بحذر بالغ، نظرًا لحساسية ملف السلاح داخليًا، وما يثيره من توازنات دقيقة في الداخل اللبناني.
قاسم هاشم لـkataeb.org: لا جديد في الطروحات الأميركية
وفي هذا السياق، قال عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم في حديث إلى موقع kataeb.org إن زيارة الوفد الأميركي لم تأتِ بجديد، مشيرًا إلى أن "ما أعلنه الرئيس نبيه بري بشأن غياب أي تقدّم هو توصيف دقيق لما جرى، فالأفكار المطروحة لا تحمل أي جديد ولا توحي بإيجابيات جدية.
وإذ شدّد هاشم على أن "لبنان لا يقبل الإملاءات بل يسعى إلى تحقيق مصلحته وفق رؤيته الوطنية"، واشار إلى أن خطة الجيش اللبناني لسحب السلاح لم تُعرض بعد، وعلينا أن ننتظر مضمونها، على أن تراعي مصلحة جميع اللبنانيين، لا أن تكون أحادية أو مفروضة.
أما في ما يتعلّق بالعلاقة بين الحزب والرئيس برّي، فنفى هاشم وجود أي شرخ أو تصدّع، مؤكدًا أن العلاقة جيدة والتفويض لا يزال قائمًا، واصفًا كل ما يُقال عن خلاف بين الطرفين بأنه مجرد استهلاك إعلامي لا أكثر.
وتطرّق هاشم إلى اللقاء الذي جمع برّي برئيس حزب الكتائب سامي الجميّل، واصفًا إياه بأنه كان إيجابيًا في إطاره العام، وجاء ضمن سياق الحفاظ على العلاقات السياسية المفتوحة، مضيفًا أن "الباقي يُترك للمجالس في الأمانات".
"حزب الله" يرفض... وطهران تدعم
ورغم التحركات الأميركية، فإن الحزب لا يزال على موقفه الرافض للمساس بسلاحه، مدعومًا بمواقف إيرانية واضحة، كان آخرها تصريح وزير الخارجية عباس عراقجي الذي قال صراحة إن قضية سلاح حزب الله تعود للحزب نفسه والحكومة اللبنانية، في ما يبدو تأكيدًا على أن لا تنازل قريبًا في هذا الملف.
حقيقة الخلاف، تصدّع أم توزيع أدوار؟
مع كل هذه التطورات، يظل السؤال الأكبر مطروحًا: هل نحن أمام تصدّع حقيقي في جدار التحالف بين الحزب وبرّي، خصوصًا في ضوء الضغوط الأميركية المتزايدة؟ أم أن ما يجري لا يعدو كونه إعادة توزيع للأدوار، وتثبيتاً لمعادلات مرنة تتيح هامشاً سياسياً أكبر في مواجهة التحديات الإقليمية؟
حتى اللحظة، لا مؤشرات حاسمة، لكن الواضح أن التفويض السياسي داخل البيت الشيعي لم يعد بمأمن من التحديات، وأن المرحلة المقبلة قد تشهد إعادة رسم للخطوط الحمراء بين الحلفاء أنفسهم.