المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الكاتب: لارا يزبك
الأربعاء 15 كانون الثاني 2025 11:55:48
بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون في قصر بعبدا في اطار الاستشارات النيابية الملزمة الاثنين، تحدث رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد باسم الكتلة، فقال "لقاؤنا مع فخامة الرئيس كان للاعراب عن اسفنا بسبب من يريد ان يخدش اطلالة العهد التوافقية. مرة جديدة يكمن البعض من اجل التفكيك والتقسيم والشرذمة والالغاء والاقصاء، تعنتا وكيدية وتربصا. نحن خطونا خطوة إيجابية عند انتخاب رئيس الجمهورية، وكنا نأمل ان نلاقي اليد التي طالما تغنت بأنها ممدودة، فإذا بها تقطع والآن نقول بكل بساطة وبكل هدوء أعصاب، من حقهم ان يعيشوا تجربتهم ومن حقنا ان نطالب بحكومة ميثاقية، لان أي سلطة تناقض العيش المشترك لا شرعية لها على الاطلاق". وختم "وبكل الاحوال سنواكب الخطوات ونترقب ونمضي بكل هدوء وحكمة حرصا على المصلحة الوطنية، وسنرى افعالهم من اجل اخراج المحتل من ارضنا ومن كل حبة تراب فيها، وجهودهم لاستعادة الاسرى، وجهودهم لاعادة الاعمار، وكل الجهود للتنفيذ الصحيح للقرار 1701 بما يحفز الوحدة الوطنية والتوافق الوطني، وما لا يهدد العيش المشترك في هذا البلد".
هذا الموقف قاله رعد بغضب بدا واضحا على ملامحه، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، غضب ظهر في حديثه عن "مكمن" للعهد، غامزا من قناة تعرض الحزب لخديعة بعد أن سارت رياح التكليف في اتجاه لا يناسبه مع تسجيل القاضي نواف سلام تقدما غير مسبوق على المرشّح الذي كان الثنائي يطمح الى وصوله الى السراي، اي الرئيس نجيب ميقاتي.
وفق المصادر، رعد أراد مما قاله "تحدي" الدولة، على قاعدة "فرجينا" ما سوف تتمكنين من فعله لاخراج الاسرائيليين من الجنوب... وهو هنا، يلمّح الى ان هذه الامور لن تتحقق الا بالسلاح وبسلاح حزب الله تحديدا.
واذ تسأل عما تمكّن هذا السلاح مِن فعله خلال حرب الإسناد المُفترض التي بدأ فيها حزب الله في 8 تشرين من دون استشارة أحد في الداخل اللبناني، تقول المصادر إن موقف رعد، ممتاز في الواقع، وهو عينُ الصواب، فالمطلوب هو ان يسلّم الارض والقرار والسلاح... الى الدولة اللبنانية فقط.
هذا ما ورد في اتفاق وقف النار الذي وافق عليه حزب الله، وهذا ما يجب ان يحصل بشكل بديهي وطبيعي في الدول التي تحترم نفسها، وإلا تحوّلت الى ساحة ومشاع، كما فعل بها الحزب طوال السنوات الماضية.
وبعد خطاب القسم وكلمة الرئيس المكلف نواف سلام امس، تدعو المصادر رعد، الى الهدوء، وتقول: فليطمئنّ، اذا وقف الحزب خلف الدولة، بِحُلّتها الجديدة، وأعطاها فرصة، فإن الاسرائيلي سيخرج، واتفاق وقف النار سيُطبّق، وعلى حزبه بالتأكيد دورٌ كبير في تنفيذه، لأنه يطال سلاحَه وترسانته. فهل سيتعاون ويسهّل مهمةَ تحرير الارض على الدولة، ام سيبقى متشددا ويرمي العصي في عجلات الشرعية؟