الحطب للتدفئة في الشتاء... فهل قطع الاشجار مسموح؟

 

بين تنورين وبسكنتا وبكيفا ومزمورة ومزرعة الضهر وبسابا وعين سعادة وغيرها من الأحراج عامل واحد مشترك وهو ألسنة النيران التي أكلت جزءاً منها او قسماً كبيراً من محمياتها.

 قد تكون هذه الحرائق بأغلبها مفتعلة وكلها تحت عنوان واحد او هدف واحد وهو قطع الأشجار والحطب من اجل تأمين التدفئة للشتاء سيما مع ازداد الازمة الاقتصادية ورفع اسعار المازوت بشكل غير مسبوق وغير اعتيادي نسبة الى سائر السنوات السابقة.

وفي هذا الصدد يؤكد الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين ان الاتجاه هذا العام لجمع الحطب اذ ان جمع اطنان الحطب للشتاء يكلف 36 مليون ليرة مقابل 70 مليون ليرة للتدفئة من خلال المازوت عبر المدفأة، اي حوالي 7 مليون للطن الواحد.

طالب: لادارة متكاملة للغابات

وفي الاطار نفسه، يشير الخبير البيئي المهندس الزراعي ورئيس جمعية درب عكار علي طالب الى وجود مافيات من الحطب تعمل بأساليب غير شرعية في قطع الاشجار. غير انه لفت من جهة اخرى الى انه من غير المقبول ان يكون هناك كثافة شجرية في الغابات، ولا سيما في غابات الصنوبر والسنديان، لأنه عدا عن قطع الاشجار غير الشرعي وخطورة اندلاع الحرائق في ظل ارتفاع الحرارة، تنعدم كل فرصة لتجدد الغابات بفعل الظلال الكثيفة.

ويوضح طالب ان قطع الحطب ليس جريمة بحد ذاته، فالاشجار بحاجة الى التشحيل والتنظيف"، الا ان ما يحصل هو قطع الاشجار المعمرة او تلك التي تنمو بشكل بطيء كالشوح والارز واللزاب، بدلاً من الالتفات الى اشجار الصنوبر والسنديان القابلة للتجدد بشكل سريع.

وشدد طالب على ضرورة الادارة المتكاملة في الغابات اي عدم منع قطع الحطب 100% ولا سماحه بنسبة 100% انما ان يتم تقسيم الاحراج لوحدات متكاملة ويتم قصّها وتشحيلها وفقاً لمدة زمنية معينة ومتفق عليها، من هنا اهمية تعديل القوانين وإدخال برامج الادارة المتكاملة للغابات.

عليه، اشار طالب الى ان الجريمة الحقيقية التي تحدث تكمن بترك مخلفات القطع والتشحيل لتشكل وقوداً للحرائق وتساهم بسرعة انتشار النار.

ويضيف: "الحل بإختصار يكمن بالبدء بخطوات عملية لايجاد حلول على المدى القصير والمتوسط والطويل:

على المدى القصير ودائما بالنسبة الى طالب:

"- القيام باحصاء سكاني- اجتماعي لدراسة السكان واعدادهم واوضاعهم ومن استطاع تأمين التدفئة ام لا.

- التكافل الاجتماعي ومساعدة الميسورين بسدّ حاجات المعدمين والفقراء."

على المدى المتوسط:

- التنسيق مع الجهات المانحة او المستثمرين لإنشاء معمل للحطب الصناعي وتشغيله بالطاقة البديلة يكون على مستوى بلدية او عدة بلديات وبيع الحطب المنتج بأسعار مقبولة (اي معمل يُشغل بالمازوت ستكون تكلفته اعلى من عائداته).

- تشكيل لجان من البلديات وفعاليات المجتمع المحلي والتعاون مع الخبراء لوضع خطة ادارة لأحراج كل بلدة خاصة ان كانت تضم سنديان وصنوبر.

- اعطاء حوافز لأصحاب الاراضي الخاصة او المزراعين الراغبين بفرم مخلفات التشحيل وكبسها.

- كلفة المعمل كاملاً مع التشغيل بالطاقة البديلة بين 120-200 الف دولار (الكلفة التقديرية لتدفئة 120-200 منزل سنوياً).

على المستوى الطويل:

- السعي لتعديل قوانين الحماية وتخفيف القيود، ضمن رقابة صارمة."