الحكم بـ68 عاماً أشغالاً شاقة على مغتصب أطفاله الثلاثة

منذ أشهر، ألقت الأجهزة الأمنية القبض على المدعو (ن.ر)، وهو متزوج، وأب لثلاثة أطفال، بعد اتهامه باغتصاب اطفاله، لمرات عديدة داخل المنزل تحت ذريعة خلافاته مع والدتهم، ورغبته بالإنتقام منها بعدما قررت ترك المنزل والانتقال إلى مكان آخر.

واليوم، وبعد توسّع القضاء اللبناني في هذه القضية، أصدرت محكمة الجنايات في الشمال برئاسة القاضي داني شبلي وعضوية المستشارين القاضيين لطيف نصر وطارق صادق حكمًا يقضي بتجريم الوالد المتهم "بجنايات المواد 503\2 و505\1، 509\1، 509\2، معطوفة على المادة 511 من قانون العقوبات لإقدامه على "مجامعة أطفاله الثلاثة البالغين من العمر 9 و11 و12 عامًا، لمرات عدة وعلى امتداد سنة من الزمن". وأنزلت المحكمة به عقوبة الأشغال الشاقة لمدة 68 عامًا.


تفاصيل مروعة!
وبحسب مصادر قضائية لـ"المدن" فإن القضاء اللبناني توسع بتحقيقاته نتيجة شكوى قدّمت أمام القضاء المختص، حيث جرى اتهام الوالد باغتصاب أطفاله داخل المنزل. وقد اعترف المتهم بهذا الأمر خلال التحقيقات، مبرّرًا ذلك برغبته بالإنتقام من زوجته التي تخلت عنه وتركته برفقة أطفاله. وبحسب المعلومات فإن الشكوى رفعت أمام القضاء اللبناني بعد سماع صراخ الأطفال أثناء اغتصابهم. وفي التفاصيل فإن الأطفال كانوا يحاولون الاختباء من الوالد أثناء تواجده داخل المنزل، إذ كان يتحول إلى كائن متوحش فجأة، فيقفل باب المنزل وينقض عليهم، ويسحب أحد الأطفال من تحت السرير ويقوم بضرب الطفل الثاني أثناء اغتصابه، أما طفلته الوحيدة والتي لم تتجاوز بعد الـ13 عامًا فكان يغلق فمها بيديه لمنعها من الصراخ أو البكاء ومن ثم ينقض عليها ويغتصبها.

اغتصب الوالد أطفاله مرات كثيرة، وحاولوا الهروب من المنزل أكثر من مرة لكن جميع محاولاتهم باءت بالفشل نتيجة إقفال أبواب المنزل بشكل دائم، ومنعهم من الخروج. وبحسب معلومات "المدن" فإن الوالد كان يحاول اغتصاب الأطفال الثلاثة في آن معًا، الأمر الذي ألحق الضرر النفسي بهم نتيجة عدم قدرتهم في الدفاع عن بعضهم البعض.


رعاية مستمرة!
ووفقًا لمصادر قضائية لـ"المدن" فإن حالة الأطفال النفسية كانت سيئة جدًا، ويحتاجون إلى متابعة مستمرة، وقد أحيل ملفهم إلى قضاة الأحداث لحمايتهم، وهناك متابعة دقيقة من أطباء متخصصين بالطب النفسي لحمايتهم ومساعدتهم في التخلص من الآثار النفسية السيئة التي نتجت عن تعرضهم للاغتصاب، وهم حاليًا بعهدة مؤسسات الرعاية التي تهتم بهم بشكل يوميّ".

وأكدت المصادر أن القضاء اللبناني تعامل مع هذه القضية بدقة كبيرة نظرًا لحساسيتها، وحرصًا منه على حياة الأطفال، لافتًا إلى أن الوالدة طالبت بإسقاط الحق الذي نظمته، إلا أن القضاء اللبناني كان مصرًا على إنصاف الضحايا. وأوضح المصدر إلى أن المتهم طالب بمنحه الأسباب التخفيفية لكن القضاة رفضوا هذا الأمر، لكونه اعترف بجرمه الذي اقترفه نتيجة خلافاته مع زوجته. وعلى هذا الأساس، أنزلت عقوبة الأشغال الشاقة به لمدة 68 عامًا.

ليست المرة الأولى التي يتسلّم فيها القضاء اللبناني دعاوى اغتصاب. لكن فداحة هذه الجريمة وما أورده الحكم من توصيف لوحشية مرتكبها بحق أطفاله شكلت صدمة للمجتمع وللمحكمة التي جاء في حكمها أنه "للمرء ان يتأمل كيف حاول الطفل ان يبعد عنه كائنا يفوقه قوة وضخامة، والذهول الذي أصابه بعد ان شاهد وشعر برمز أمانه، بوالده، وهو يتحول الى مغتصب سببت له وحشيته، الكثير من الآلام والاوجاع، ودفعته الى محاولة الهرب، التي أفشلها إقفال باب، أو نباح كلب، أو خوف على شقيق أو شقيقة".

لتخلص "حيث، أمام كل ما تقدم، وأمام ما تفرضه مقتضيات العدالة الانسانية التي اعتمدها قانون العقوبات، نهجا وغاية، وصرخة المطالبة بالحق، التي أطلقها كل من ن. وخ. وع. أثناء إدلائهم بإفاداتهم في التحقيق الاولي، وعلى الرغم من إسقاط الحق الذي نظمته والدتهم، ترى المحكمة الانتصار، لطلب الاطفال – الضحايا الثلاثة، وبالتالي الانتصار للعدالة التي لا تقوم قرارات هيئة المحكمة، إلا على أساسها".