المصدر: اللواء
الكاتب: معروف الداعوق
الخميس 27 تشرين الثاني 2025 07:39:32
بعدما سُدَّت كل الطرق امام حزب الله، للتهرب من تنفيذ قرار مجلس الوزراء بتسليم سلاحه للدولة بايعاز ايراني مفضوح، واصراره على اعادة بناء قوته العسكرية ولو بالحد الادنى قياسا عما كان عليه قبل حرب «الاسناد»، وتجاهل موافقته على اتفاق وقف اطلاق النار وتنفيذ القرار١٧٠١، واخيرا معارضته الفاقعة لموقف رئيس الجمهورية جوزف عون الداعي لاجراء مفاوضات مع اسرائيل لانهاء الاحتلال ووقف العدوان المتواصل على لبنان، شكلت عملية اغتيال رئيس اركانه هيثم الطبطبائي ضربة قاسمة للحزب، واسقطت كل شعاراته الملتوية وحججه الواهية للاحتفاظ بسلاحه بداعي حماية لبنان، وزادت الضغوط عليه من كل الاتجاهات، وفرضت عليه اعتماد احد خيارين الاول، إما الاستمرار بسياسة التعنت ورفض الالتزام بمسار الدولة ورفض تسليم ما تبقَّى من سلاحه، ومعارضة اجراء المفاوضات مع اسرائيل، والاتجاه لمواجهة مع الدولة واللبنانيين المعترضين على استمرار بقاء السلاح غير الشرعي متفلتاً من كل الضوابط الشرعية، ما يمكن ان يهدد وحدة لبنان ويعرض استقلاله واستقراره للخطر..
واكثر من ذلك، تعريض لبنان لمخاطر ضربات عسكرية اسرائيلية واسعة النطاق للقضاء على مراكز وقواعد الحزب المتخفية كما يهدد بذلك المسؤولون الاسرائيليون يومياً، بالتزامن مع استمرار الاعتداءات الاسرائيلية، وتداعياتها المدمرة، في حين ان جزءاً من الاراضي اللبنانية، مايزال تحت الاحتلال الاسرائيلي، بعدما اعادت اسرائيل احتلاله من جديد بفعل مغامرة حرب «الاسناد» التي اشعلها الحزب قبل عامين بحجة دعم حركة «حماس» بمواجهة الحرب الاسرائيلية ضدها بقطاع غزّة، ووضع لبنان كله بعزلة عن محيطة والعالم.
الخيار الثاني، تخلي الحزب عن خيار السلاح والتبعية لايران، والالتحاق بمسار الدولة والانخراط بالعمل السياسي، والتصالح مع كافة الاطراف السياسية، والوقوف وراء الدولة مجتمعة في اتخاذ القرارات اللازمة لانهاء الاحتلال الاسرائيلي ووقف الاعتداءات، واعادة اعمار القرى والبلدات المدمرة، والتصدي لكل التحديات والاطماع الاسرائيلية ضد لبنان.
ولعل هذا الخيار هو الاسلم، لتجنب تبعات التهديدات الاسرائيلية المتواصلة ضد الحزب، ولإفشال مخططات اسرائيل باستمرار احتلالها وعدوانها على لبنان.
لا يمكن الاستهانة بما يواجهه لبنان من تحديات ومخاطر جراء استمرار حزب الله بمعارضة قرار نزع سلاحه، والاعتراض على قرارات الدولة، بعدما تم ربط مساعدة الدولة وحل الازمة المالية من الدول المانحة، بضرورة اغلاق ملف نزع سلاح الحزب بالكامل، و هناك اكثر من ناقوس للخطر يدق ابوابه، ليل نهار، في حين اصبح الحل الوحيد والمتاح للخروج من هذه الدوامة الخطرة، ملاقاة الحزب لمبادرة رئيس الجمهورية جوزف عون في عيد الاستقلال والتعاطي معها بانفتاح وايجابية، لانها تتضمن كل الاسس والعناصر التي تؤمن ابعاد المخاطر المحدقة بلبنان، وتوفير الظروف الملائمة لانخراط الحزب بالحياة السياسية العامة، والعمل يداً بيد مع بقية اللبنانيين لاخراج لبنان من حالة اللاحرب واللاسلم واللاثقة القائمة حالياً، والتي باتت تستنزف قدراته واقتصاده، وتكثيف الجهود معاً، لاعادة النهوض بالوطن كله لمصلحة اللبنانيين جميعاً.