الخارجية الأميركية تحذّر: المنطقة نحو مزيد من العنف والمعاناة

زاد التصريح الناري للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، بعد الكلام المنسوب الى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي ومسؤولين ايرانيين آخرين، مستوى التوتر في المنطقة، وعزز المخاوف من أن الضربتين القويتين اللتين وجهتهما إسرائيل إلى إيران و"حماس" و"حزب الله" لن تمرا من دون رد قد يدفع المنطقة إلى المجهول.
 
وخلال خطاب عبر شاشة أثناء تشييع "حزب الله" القائد العسكري فؤاد شكر الذي قضى بغارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، خاطب نصرالله الإسرائيليين بالقول: "إفرحوا واضحكوا قليلاً وستبكون كثيراً"، مضيفاً: "لم تعرفوا أي خطوط حمر تجاوزتم وأي نوع من العداون مارستم والى أين مضيتم وذهبتم".
 
وإذا كان حصول الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنية في طهران وشكر أمراً محسوماً، فإن حجمه وشكله سيشكلان عاملاً أساسياً في تحديد مسار الصراع ومصير المنطقة.
 
ونسبت وكالة "رويترز" إلى خمسة مصادر أن مسؤولين إيرانيين كباراً التقوا بممثلي حلفاء طهران في المنطقة من لبنان والعراق واليمن لمناقشة الرد المحتمل على إسرائيل.
 
وقال مصدران طلبا عدم الكشف عن هويتهما لحساسية الأمر إنَّ ممثلين عن "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، وكذلك حركة الحوثي اليمنية و "حزب الله" وفصائل مسلحة عراقية حضروا الاجتماع في العاصمة الإيرانية.
 
ونسبت تقارير إعلامية إلى مصادر أن خامنئي أصدر توجيهات بالردّ على إسرائيل مباشرة.

ولم تكن التصريحات الصادرة من إسرائيل أكثر هدوءاً. وأفاد بيان لمكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد زيارة لقيادة الجبهة الداخلية بأن "إسرائيل مستعدة جيداً لأي سيناريو دفاعاً أو هجوماً. سنحمّل مرتكب أي عمل عدواني ضدنا، كائناً من كان، ثمناً باهظاً جداً".
 
وفي التقديرات الإسرائيلية أن الرد آت من لبنان. وفي هذا السياق، تحدثت وسائل إعلام عبرية عن تلقي عشرات المصانع التي تحوي مواد خطرة في الشمال على الحدود مع لبنان أوامر بالإغلاق، وأن قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية طالبت مصانع بإيقاف الإنتاج وتفريغ مستودعات أو خزّانات تحتوي مواد غازية قابلة للانفجار خوفاً من استهدافها.  
 وأوقفت شركة الخطوط الجوية المتحدة الأميركية الرحلات الجوية إلى إسرائيل حتى إشعار آخر. 
وحذر مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الإسرائيليين من السفر خارج البلاد.
 
الخارجية الأميركية
 وأبلغت الناطقة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأميركية إليزابيت ستكني إلى "النهار" أن المسار الذي تسلكه المنطقة يتجه نحو المزيد من الصراع والعنف والمعاناة وانعدام الأمن. ورفضت التعليق على تقارير عن ارسال تعزيزات عسكرية أميركية الى المنطقة، محيلة السؤال على وزارة الدفاع.


ومع ذلك، رأت أن كسر دوامة العنف لا يزال ممكناً و"من الواجب تحقيقه"، وأن ذلك يبدأ بوقف إطلاق النار ثم البناء عليه لإنهاء الصراع في غزة وتحقيق الهدوء بين اسرائيل ولبنان، ثم العمل على تحقيق سلام وأمن أوسع وأكثر ديمومة.
 
ولكن كيف يمكن تحقيق ذلك فيما المنطقة تغلي بعد التصعيد الأخير، كررت أن "تجنب حرب شاملة في المنطقة يبدأ باتفاق لوقف إطلاق النار، والوصول إلى ذلك يتطلب من جميع الأطراف التوقف عن القيام بأي أعمال تصعيدية. كما يتطلب منهم البحث عن أسباب للتوصل إلى اتفاق، وليس البحث عن أسباب لتأخير الاتفاق أو رفضه". وأضافت: "من الملح أن تتخذ جميع الأطراف الخيارات الصحيحة في الأيام المقبلة، لأن هذه الخيارات هي الفرق بين البقاء على طريق العنف وانعدام الأمن والمعاناة، أو الانتقال إلى شيء مختلف تماماً وأفضل بكثير لجميع الأطراف المعنية".
 
وهل تتدخل الولايات المتحدة لتجنيب بيروت القصف في حال توسعت الردود، تجيب: "تركز الولايات المتحدة على التوصل إلى حل دبلوماسي ينهي جميع الهجمات ويسمح للمدنيين في كل من إسرائيل ولبنان بالعودة إلى ديارهم بأمان. هذه هي أولويتنا".
 
وأيُّ رسائل ينقلها الوسطاء الأميركيون إلى الجانب الإسرائيلي و"حزب الله"، تقول: "تجري الولايات المتحدة مناقشات مستمرة مع نظيريها الإسرائيلي واللبناني. وسنواصل دعم الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل دبلوماسي على طول الخط الأزرق. نحن لا نعتقد أن الحرب الشاملة أمر لا مفر منه، ونعتقد أنه لا يزال ممكناً تجنبها".