المصدر: الجمهورية
الثلاثاء 17 أيلول 2024 07:32:58
مرّ اجتماع سفراء الخماسية مرور الكرام، فلا بيان توضيحياً لما بحثه السفراء، ولا تحدّد ما تقرّر فيه؛ ما تسرّب عنه لبعض المعنيين لا يشي بأنّ اللجنة بصدد انتهاج مسار جديد في تحركها، يعوّل عليه لكسر جدار التعطيل.
وعلى ما هو واضح، فإنّ الجولة الجديدة قد انطلقت؛ السفير السعودي وليد البخاري حطّ في الديمان ووضع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي في أجواء الحراك الجديد، وجهود اللجنة التي تعول على أن تقابلها ليونة من مختلف الاطراف، بما يسهّل فتح نافذة أمل في الجدار الرئاسي.
وأفادت المعلومات الرسمية بأنّ «أبرز النقاط التي تناولها هي اجتماعات اللجنة الخماسية، وما ستساهم فيه زيارة لودريان إلى لبنان في سبيل الدفع بملف الاستحقاق الرئاسي. واكّد البخاري للبطريرك الراعي وقوف السعودية إلى جانب لبنان، واهتمامها بمساعدته في تخطّي أزماته على الصعد كافة». وللغاية نفسها يأتي تحرّك السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو في اتجاه عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه برّي.
أجندة المواعيد
وبحسب مصادر موثوقة لـ«الجمهورية»، فإنّ أجندة اللجنة تلحظ مواعيد جديدة، والسفير المصري وفّر على اللبنانيين أن يتكبّدوا عناء الرهان على طرح نوعي للخماسية، بتأكيده انّ مهمتها محصورة في البحث عن مشتركات للبناء عليها لفتح الباب الرئاسي. بل إنّ «الخماسية»، على ما قال أحد سفرائها لـ«الجمهورية»، عاقدة العزم بتوافق كل أعضائها، على أن تمدّ للبنانيين يد المساعدة لإنزالهم عن الشجرة».
واللافت في كلام سفير الخماسية عينه، تأكيده «انّ الانطباع الذي تكوّن لدينا من اللقاءات التي نجريها، يؤكّد بما لا يقبل أدنى شك، انّ كل الاطراف في لبنان مأزومة وتريد أن ترى نهاية قريبة لأزمة الرئاسة، لكنّها في الوقت نفسه حذرة من بعضها البعض، وتزرع الألغام في وجه بعضها البعض، ربطاً بالتجارب الخلافية التقليدية في ما بينها.
خياران: مصاعب او إيجابيات؟
من هنا، أكّد مصدر ديبلوماسي عربي، انّ حراك الخماسيّة يتّسم بأهميّة كبيرة هذه المرّة، حيث أنّ المناخ السائد بين أعضاء اللجنة، معطوفاً على ما جرى بحثه بين العلولا ولودريان، يشي بأنّ احتمالات الخرق الإيجابي اقوى مما كانت عليه في ما مضى. كل أعضاء اللجنة متفقون على هذا الأمر، وكذلك على عدم التقرير عن اللبنانيين في أمر هو من شأنهم. فاللجنة تساعد وتنصح بتضييق مساحات الاختلاف، واما كرة الحسم في نهاية الأمر، تبقى في ملعب الأطراف في لبنان، التي عليها أن تختار بين الاستمرار في وضع تعطيلي لانتخاب رئيس للجمهورية مفتوح على احتمالات وتعقيدات أكبر ومصاعب فوق قدرة لبنان على تحمّلها، وبين الانتقال إلى وضع مفتوح على إيجابيات، مفتاحه استباق تلك الاحتمالات والتحدّيات بالتعجيل في انتخاب رئيس للجمهورية، كخطوة اولى على طريق إعادة انتظام الحياة السياسية والدستورية في لبنان، وتشكيل حكومة جديدة تضع لبنان على سكة الخروج من أزمته بالخطوات العلاجية والإصلاحية المطلوبة لذلك.
قبل الانتخابات!
وفي سياق متصل، كشف مرجع سياسي لـ«الجمهورية»، عن أنّ معطيات يملكها تؤكّد حضوراً سعودياً فاعلًا هذه المرّة على الخط الرئاسي، وأنّ زيارة لودريان إلى بيروت في حكم المقرّرة خلال الاسبوعين المقبلين.
ولفت المرجع إلى معلومات تبلّغها من مسؤول اوروبي زار لبنان في الآونة الاخيرة، تفيد عن جوّ دولي مدعوم اميركياً، يؤكّد انّ فرصة انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان ممكنة جداً قبل الانتخابات الرئاسية الاميركية في تشرين الثاني المقبل. وهذه الفرصة متاحة أمامهم حتى ذلك الوقت، وخصوصاً انّ تفويتها قد يطيل أمد الفراغ اكثر، ليس إلى كانون الثاني موعد تسلّم الرئيس الاميركي الجديد لمهامه، بل ربما إلى ما أبعد من ذلك بكثير، ربطاً اولاً ببناء الادارة الاميركية الجديدة، وثانياً بما قد يبرز من تطورات أو مستجدات في المنطقة.