"الذكاء الإصطناعي" يدخل الإنتخابات النيابية اللبنانية

دخل الذكاء الاصطناعي كعامل تطوير في إطار التسويق للانتخابات النيابية المقبلة في لبنان، وبدأ اختباره من دورة تدريبية أقيمت في البرلمان اللبناني، وخضعت لها مرشحات للانتخابات المقبلة على مدى يومين، بهدف تطوير مهاراتهن على استخدام أدوات التسويق الانتخابي وأساليبه الحديثة.

على الرغم من الجدل القائم حول إمكانية إجراء الانتخابات النيابية عام 2026 أو تأجيلها، شهدت مكتبة البرلمان اللبناني ورشة تدريبية بعنوان "الذكاء الاصطناعي في الاتصال السياسي"، وشاركت فيها سيدات ناشطات في المجتمع وطامحات لخوض الاستحقاق النيابي المقبل، وحضر بعض جلساتها برلمانيون.
وهدفت الورشة إلى تطوير المهارات على إنشاء حملات انتخابية حديثة وفعّالة، بغرض تسخير قوة الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي في الاتصال السياسي، وبناء العلاقات الشخصية وتعزيز المناصرة.

وتقول رئيسة جمعية "لبنانيات نحو مواقع القرار" التي نظمت التدريب، خلود الوتّار قاسم، لـ"المدن"، إن "الورشة أقيمت في مكتبة البرلمان اللبناني لأوجّه رسالة إلى المرأة بأن هذا المكان لها أيضًا، وأن تطوير الذات هو السبيل لتطوير العمل السياسي"، لافتة إلى أن المشاركات في الورشة "هنّ سيدات راغبات في التعلّم، ومعظمهن مستقلات". 

أداة استراتيجية في الحملات
وبينما يسير العالم كله نحو التقدّم، بات الذكاء الاصطناعي اليوم لاعباً مهماً في العمليات الانتخابية والتسويق لها، ويأخذ منحى جديدًا من حيث التأثير في الجمهور وعمليات الإقناع، عبر التقنيات الحديثة، مما يفرض على المرشح تعلّم هذه التقنيات وتوظيفها بما يخدم مصالحه. 

وتقول الأستاذة الجامعية والمدرِّبة المتخصّصة في مجال الذكاء الاصطناعي، سالي حمود، إن "الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا أساسيًا من استراتيجيات العمل الإداري، ويركّز بشكل متزايد على العمل الاتصالي، سواء في الحملات الانتخابية، أو في الاتصال السياسي، أو حتى في التسويق الشخصي". من هنا، تشدد، في تصريحات لـ"المدن"، على وجوب "أن يكون هناك وعي بمسار تطوّره، إضافة إلى ضرورة وضع سياسات خاصة به".

تطوير الذات وسد الفجوة الرقمية
وأصبح لزامًا اليوم التموضع في المشهد المتطوّر، أسوةً بالدول العربية الأخرى، وأن يكون اللبنانيون واللبنانيات فاعلين فيه. وتقول داله غندور، إحدى المشاركات في التدريب، إن "الذكاء الاصطناعي كان بالنسبة إليّ عالمًا غامضًا ومدهشًا في الوقت نفسه؛ لذلك أردتُ أن أتعلّم كيفية استخدامه بطريقة لا تُقلّل من قدراتي الفكرية، بل تُعزّزها". وتضيف لـ"المدن": "العالم يتغيّر بسرعة، وأنا بحاجة إلى مواكبته بعِلم ومعرفة وحذر".
وتسعى النساء من خلال اكتساب تلك المهارات، للتفوّق على من يتمسّك بالأساليب التقليدية في التسويق الانتخابي. وتقول صوفي ظاظا، إحدى المشاركات في التدريب، إن "التكنولوجيا اليوم لم تعد ترفًا بل ضرورة". وتضيف: "أنا مرشحة دائمة للانتخابات، والذكاء الاصطناعي أداة مساعدة مهمة، لكننا في الوقت نفسه بحاجة إلى معرفة مخاطره وإيجابياته كي نستخدمه بشكل صحيح. أطمح إلى توظيفه في حملتي الانتخابية وتسخير كل إمكاناتي لخدمة الناس عبر برنامجي السياسي".