المصدر: Kataeb.org
الكاتب: د. إيلي صقر
الأربعاء 16 نيسان 2025 14:52:40
في مشهد حمل أبعادًا تاريخية وسياسية متعددة، أحيا حزب الكتائب اللبنانية الذكرى الخمسين لانطلاق المقاومة اللبنانية، في احتفال ضخم أقيم في ملعب الشياح – عين الرمانة، تحت عنوان واضح: التمسك بالهوية السيادية، واستعادة الدور التاريخي للكتائب في رسم معالم مرحلة الحرب وما تلاها.
الاحتفال، في توقيته ومضمونه، لم يكن مجرد محطة تكريمية للشهداء والذاكرة، بل رسالة سياسية متكاملة الأركان، موجهة إلى الداخل والخارج على حد سواء.
أرادت الكتائب من خلال هذا الحدث أن تؤكد على ما تعتبره دورها الطليعي في حماية لبنان في مرحلة ما قبل نشوء الدولة الفعلية، مستعيدةً خطاب "المقاومة اللبنانية" الذي شكّل في الوجدان المسيحي – الكتائبي ركيزة لرفض الهيمنة الفلسطينية، ثم السورية، ولاحقًا الإيرانية عبر حزب الله.
منذ تسلّمه رئاسة الحزب، يسعى النائب سامي الجميّل إلى إعادة تشكيل صورة الكتائب كحزب معارض للمنظومة بكل أطيافها، محافظًا في الوقت نفسه على رمزية تاريخية تعود لزمن "الشرعية السيادية". وفي هذا الإطار، يأتي خطاب الذكرى الخمسين بمثابة تكريس لهذا الخط الجديد – القديم: حزب حديث في الشكل، تقليدي في المرجعية.
الرسائل التي حملها الاحتفال كانت مزدوجة:
لخصوم الداخل: تذكير بأن السلاح غير الشرعي لن يمر بلا مقاومة سياسية – وربما شعبية – جديدة.
للبيئة المسيحية: محاولة لإعادة جمع الشارع حول مشروع "لبنان أولاً" ولكن من خارج أي استتباع إقليمي أو مساومة.
للمجتمع الدولي: تأكيد بأن في لبنان قوى سياسية ما زالت تؤمن بالدولة والمؤسسات وبالقرار السيادي.
يبقى السؤال الأساسي: هل يكفي التذكير بالماضي لتصويب الحاضر؟ أن استحضار الذاكرة مع رؤية جامعة للمستقبل تؤسس لمؤتمر المصالحة والمصارحة.
الكتائب، في احتفالها الخمسين، اختارت بوضوح العودة إلى الجذور، واعتماد سياسة مد اليد للوصول الى بناء دولة حضارية جامعة.