في وقت يعيش فيه سوق الذهب العالمي حالة من الاضطراب مع ارتفاعات غير مسبوقة تخطت فيها الأونصة عتبة الـ 4000 دولار، استحدثت الصين نوعًا جديدًا من الذهب أطلقت عليه اسم «الذهب الصافي الصلب» (Hard Pure Gold)، لتضيف براءة اختراع جديدة إلى سجلها الصناعي.

هذا الذهب ليس تقليدًا ولا مزيّفًا، بل هو ذهب حقيقي بنسبة نقاء 99.9 %، تمامًا كالذهب التقليدي من عيار 24 قيراطًًا، لكنه يتميّز بصلابة تفوقه بأربع مرات. وبحسب خبراء، فإن الصين نجحت عبر مزيج من التقنيات الفيزيائية والكيميائية الدقيقة في معالجة بنية الذهب، لتجعله أكثر صلابة ومتانة من دون أن تنتقص من نقاوته أو لمعانه.

ويمثل هذا النوع من الذهب نقلة نوعية في عالم صياغة المجوهرات، إذ بات بالإمكان استخدام الذهب النقي في صناعة الحلي الدقيقة كالخواتم والأساور والقلائد، بعدما كان ذلك مستحيلاً في السابق بسبب ليونة الذهب الخالص. التقنية الجديدة، المعروفة بتقنية 3D Hard Gold، سمحت بإنتاج مجوهرات ذهبية خفيفة الوزن، متينة، وتحافظ على لمعانها لفترات طويلة، ما جعلها تلقى رواجًا واسعًا في الصين حيث باتت تشكّل ما بين 20 و25 % من مبيعات سوقها للمجوهرات الذهبية.

لا يختلف الذهب الصافي الصلب الصيني في قيمته الاستثمارية عن الذهب التقليدي، بل يُعدّ أيضًا «ملاذًا آمنًا» لحفظ القيمة، خصوصًا أنه يُباع بنفس القواعد المعمول بها في سوق الذهب التقليدي.

يبقى السؤال: هل وصل هذا الذهب إلى السوق اللبنانية؟

المعلومات التي حصلت عليها «نداء الوطن» تؤكد أن الذهب الصيني لم يصل بعد إلى الأسواق اللبنانية، ولا تُعرض أي من مشغولاته حاليًا في محال الصاغة المحلية. إلا أنه لا يُستبعد دخوله قريبًا، خاصة إذا استمر ارتفاع أسعار الذهب عالميًا، ما قد يدفع المستهلكين إلى البحث عن بدائل أكثر صلابة وأقل وزنًا وسعرًا.

فهل نرى قريبًا في لبنان مشغولات ذهبية «صُنع في الصين» تُعرض في واجهات محالنا، ويقبل عليها اللبنانيون كملاذ آمن جديد، أو كمخرج لتعذر الاستمرار في شراء الذهب التقليدي للزينة أو لتقديم الهدايا، في ظل ارتفاع الأسعار الدراماتيكي.