المصدر: الوكالة المركزية
الكاتب: لارا يزبك
الخميس 12 كانون الاول 2024 13:35:57
تحركت المياه الراكدة في المستنقع الرئاسي، وينشط على هذه الضفة، لاعبون محليون وخارجيون. في السياق، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه برّي امس، سفراء اللجنة الخماسية في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة.
وبعد اللقاء، قال السفير المصري علاء موسى، أنّ "اللجنة الخماسية أبلغت الرئيس برّي بأهمية انتخاب رئيس جامع للبنانيين وقادر على تنفيذ الإصلاحات". وأضاف أنّ "برّي حريص على انتخاب رئيس للجمهورية وأكد لنا أن الجلسة المقبلة ستكون مفتوحة وبدورات متتالية". وأكّد موسى أنّ "المشاورات مستمرة بين القوى السياسية بهدف الوصول الى توافق على اسم او اكثر لطرحها خلال الجلسة المقبلة"، كاشفًا "أنّنا تحدثنا عن المواصفات التي ستأتي بهذه الاسماء".
ايضا، من معراب، واثر لقائه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، قال موسى: نحن نعتبر أن جلسة 9 كانون المقبل خطوة ستستتبع خطوات كثيرة متعلّقة بمستقبل لبنان وازدهاره وتجاوزه الكثير من العقبات، وبالتالي أتصوّر أن في الفترة الممتدة من اليوم إلى التاسع من كانون سيكون هناك حوار مستمر ما بين القوى السياسيّة في لبنان وأيضاً ما بين أصدقاء لبنان وهذه القوى وصولاً إلى تحقيق ما يصبو إليه الجميع في انتخاب الرئيس". واعتبر ان "الأحداث الإقليميّة قد تكون دافعاً أكبر إلى الإنتهاء من ترتيب البيت الداخلي في لبنان، باعتبار أن المنطقة تمر في أوقات صعبة، وبالتالي لبنان القوي الواثق الذي يعمل بكامل قوّته هو الذي سيكون النموذج الأفضل لمواجهة هذه التحديات والتغلّب عليها".
بحسب ما تقول مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية"، فإن ما يعمل عليه الخماسي ويتطلع اليه، هو محاولة انضاج حل كامل متكامل، لا يقف عند حدود انجاز الانتخابات الرئاسية، بل يتخطاها الى سلّة، تشمل ايضا رئيس الحكومة العتيدة وشكل الحكومة والأجندة التي ستعكف على تطبيقها في المرحلة المقبلة، وبنودها عسكريا واصلاحيا اقتصاديا وسياديا..
ووفق المصادر، فإن المجتمع الدولي يريد وضع القطار اللبناني على السكة مرة لكل المرات، والانتهاء من وجعة راس الملف اللبناني التي طالت كثيرا وتخللتها فصول سياسية ودستورية وعسكرية وأمنية وحربية. عليه، فإن الخارج يريد طي صفحة هذه التوترات كلّها لا بل "حرقها" اذا أمكن، وايجاد تسوية شاملة طويلة الامد، للأزمة اللبنانية. هذا الامر قد يتطلب وقتا، تضيف المصادر، سيما ان مطالب الافرقاء اللبنانيين ونظرتهم الى العهد المقبل واولوياته، لا تشبه بعضها مطلقا بل تتناقض. لذلك، جلسة 9 كانون قد لا تكون حاسمة، الا انها ستحفّز عملية التفاهم على مرشح، وتزخّم الاتصالات بين القوى المحلية والدولية، وصولا الى انجاز الانتخاب وما سيليه، بسلاسة، سيما وأن الجلسة العتيدة ستكون مفتوحة كما تعهّد بري. اي ان الاستحقاق وُضع على نار حامية و"لم يبق الا ان يتصاعد الدخان الابيض"، تختم المصادر.