المصدر: وكالة أخبار اليوم
الخميس 26 تشرين الثاني 2020 15:57:26
كل زيارة يقوم بها البطريرك الماروني تكون مفيدة"، فكيف اذا كانت الى الفاتيكان في ظل ادق مرحلة يمر بها لبنان"....
يغادر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى الفاتيكان يوم السبت المقبل حاملا معه الملف اللبناني بمختلف جوانبه، من مشروع الحياد الايجابي الذي كان قد اعلن عنه في تموز الماضي، وصولا الى المساعدات التي يحتاجها اللبنانيون لا سيما المسيحون، مرورا بملف النازحين السوريين وما يتركه من اعباء في ظل ازمة اقتصادية حادة.
.. على غرار زيارة بولندا
غير ان اهم ما في الزيارة، وفق ما كشفه مرجع ماروني متابع ان على هامش لقاء الكرادلة، خصص البابا فرنسيس البطريرك بلقاء ثنائي خصص لبحث القضية اللبنانية، مشددا على ان البابا لن يترك فرصة الا وسيطالب فيها بمساعدة لبنان، وسيسخّر في هذا المجال كل علاقاته الدولية، كما انه سيدعو المجتمع الدولي الى التعامل بجدية مع لبنان.
واذ اشار المرجع الى اهمية طرح الملف اللبناني وما يحتاجه البلد امام الكرادلة الذين لهم تأثيرهم في دولهم، كشف ايضا عن ان البطريرك الراعي سيدعو الحبر الاعظم الى زيارة لبنان في، معتبرا ان زيارة البابا الى بلد يعاني من ازمة قد تكون خشبة خلاص على غرار زيارة البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى بولندا في 1979 التي "أعادت الحياة والرقي إلى الأمة البولندية"....
رسائل الى البابا
وفي هذا السياق، اشار المرجع الى ان رسائل تصب في نفس الخانة كانت قد وجهت في الاسابيع الاخيرة الى الفاتيكان، تركّز على اهمية الدور الذي يلعبه الحبر الاعظم في الشرق الاوسط انطلاقا من لبنان الدولة الوحيدة فيه التي يحكمها رئيس مسيحي.
وهذه الرسائل التي رفعتها شخصيات مارونية وكاثوليكية، تطالب الفاتيكان التدخل المباشر، كونه صاحب مصلحة في الحفاظ على لبنان، لا سيما لناحية تركيبته الثقافية والتربوية والتعليمية، لا سيما بعد تراجع الحضور المسيحي في العراق وسوريا.
وتعتبر ايضا ان للفاتيكان القدرة على تحريك سفاراته الموجودة في كل العواصم الغربية والشرقية ذات الصلة بالملف اللبناني، لا سيما بعدما عزز انفتاحه على الدول الاسلامية من خلال زيارة البابا التاريخية الى الامارات في شباط 2019.
خطة عمل لخدمة المحبة الاجتماعية
والى جانب ملفي النازحين والحياد الذي تأكد للجميع ان الهدف منه انقاذ لبنان قبل الوصول الى العقوبات وما سوى ذلك، يحمل الراعي معه "خطة عمل لخدمة المحبة الاجتماعية" التي اعدتها المؤسسات المارونية.
وكان ممثلون عن هذه المؤسسات (لجنة الإغاثة البطريركية، الرابطة المارونية، والمؤسسة المارونية للانتشار جمعية "Solidarity" ، والمؤسسة المارونية للإنماء الشامل، وكاريتاس لبنان، والبعثة البابوية، والصليب الأحمر، وجمعية مار منصور دي بول، والمجلس العام الماروني، وتجمع موارنة من أجل لبنان، ومؤسسة كلاسي غروب، ولابورا، وفرح العطاء، والمجلس الوطني لثورة الأرز)، قد عقدوا بالامس اجتماعا في بكركي من اجل وضع اللمسات الاخيرة على الخطة التي انطلق اعدادها منذ نحو 8 اشهر، على خلفية الازمة الاقتصادية الحادة والضائقة المالية التي بدأت في خريف العام 2019، اضافة الى التداعيات التي تركها تفشي وباء كورونا.
وهنا، اشار المرجع الى ان هذه "المؤسسات تقاوم باللحم الحي"، وتعمل على تقديم الدعم المادي للمؤسسات التربوية والاستشفائية والتأمينية التابعة الى الكنيسة، كما هي لم تتخلف يوما ان تأمين رواتب الموظفين.
وعلى سبيل المثال، اوضح المرجع ان المؤسسات التربوية توفر التعليم المجاني لعدد كبير جدا من المجتمع المسيحي رغم التراجع المالي والاقتصادي المستمر منذ 3 سنوات لغاية اليوم، حيث هناك فئة باتت تعجز عن تسديد الاقساط والايجارات ... كما لفت الى ان الصندوق التعاضدي الاجتماعي الصحي يغطي الكثير من العائلات، ومن ليس لديه القدرة على تسديد رسوم التأمين فلا تقصير في توفير الطبابة له.
وختم المرجع مشددا على ان الراعي سيطرح هذه الملفات في الفاتيكان ليس فقط مع البابا بل ايضا مع الكرادلة.