الراعي في لقاء مجموعات الثورة: على الحراك وضع خطة شاملة وواضحة وتهيئة بدائل للفاسدين تحاشيا للفوضى

أكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أن بكركي دعمت وباركت الحراك من الاساس، وطلب من المنتفضين على الواقع المرير وضع خطة شاملة بشأن الغايات والأهداف والوسائل التي تساعد على الوصول إلى الهدف معتبرا ان الثورة والحراك المدني شعلة رجاء وأمل في ظلمة الأيّام.

و دعا البطريرك في اللقاء الذي نظمته حركة نحو الحرية في الصرح البطريركي في بكركي بمشاركة مجموعات من الثورة من مختلف الطوائف والمناطق اللبنانية
الثوار إلى "تهيئة وتحضير بدائل وأجيال جديدة من أجل التمكّن من تغيير التركيبة من الداخل هذا هو طريقنا الوحيد لتُثمر جهود شباب وشابات الثورة فالفوضى لن توصلنا إلى أيّ نتيجة".
وحثهم على تنظيم صفوفهم وتوحيد الاهداف ووضع خطة للحراك تربوية فكرية ثقافية جتماعية انسانية سياسية واقتصادية.
وقال الراعي انه يجب على الحراك تجنّب أي شيء يُفقد المجتمع اللبناني والدولي الثقة بلبنان لأنّنا نريد كسب الناس وعدم خسارتهم وان المطلوب من أجل كسب ثقة الناس تجنّب إزعاجهم والتظاهر وفق الانظمة والقوانين ووفق الاصول والامتناع عن قطع الطرقات لأن في ذلك عقاب للمواطنين وليس للمسؤولين.
واكد ان هدفنا استعادة لبنان الى طبيعته ودوره لأنه بدا يفقد كل ميزاته وطاقاته وافضل ابنائه يهجرونه ولم يعد باستطاعتنا ان نكون مستشفى الشرق وجامعته ومصرفه ووجهته السياحية لذلك نطالب بأن يعود لبنان الوطن الذي نعرفه لكل ابنائه من مختلف الطوائف.
وعن لبنان اليوم قال البطريرك :"لبنان اليوم مريض وبحاجة الى استعادة صحته، لبنان ليس بحاجة الى أن يتغيّر بل الى استعادة هويّته الحقيقيّة بمساعدة هذا الجيل وهذا الحراك، فلبنان بحاجة الى استعادة بهائه وجماله وسُمعته الرائعة في كل دول العالم، والسبيل الوحيد هو العمل الدؤوب وأن نكون كالخميرة التي ستغيّر النهج السياسي والاقتصادي والمالي والثقافي، فقد وصلنا الى مرحلة لم يعد فيها لبنان يشبهنا، فهذا ليس لبنان الذي نعرفه، وأنتم كحراك مدني وثورة أدركتم هذا الأمر وسوياً يجب أن نعمل للتغيير".
وشكر البطريرك حضور شباب وشابات الثورة والحراك من مختلف المناطق اللبنانية يحرّكهم الانتماء للبنان والمواطنة اللبنانية وقال:" هذا ما نعتزّ به منذ بداية ثورة 17 تشرين. أشكركم على كل الكلمات التي تفضلتم بها والصرخات التي أطلقتموها والتي هي بمثابة برنامج عمل سأعود إليه في كل الخطوات التي أقوم بها داخلياَ وخارجياً وخاصة في موضوعي الحياد والمؤتمر الدولي من أجل لبنان التي نعمل عليها داخليا وخارجيا."
وبدأ اللقاء الحاشد الذي قدمه كلوفيس الشويفاتي بكلمة ترحيب من الاب فادي تابت تلاه فادي الشاماتي الذي تحدث باسم حركة نحو الحرية وجاء في كلمته :"حين يتهدد الكيان وتنتهك الحريات، يتطلّع اللبنانيون الى الصرح البطريركي في بكركي، منارة الضمير وصوت الحق الساعي الى بقاء لبنان، معقلاً للحرّية ورسالة للعالم عنوانها "العيش معاً". وهذا ما تحتاجه الانسانية جمعاء، ويتوق اليه شرقنا المعذب الباحث دوماً عن السلام، وهذا ما نؤمن به نحن الحاضرون هنا على اختلاف طوائفنا ومعتقداتنا."
وقال:" ان أكبر المخاطر، هي تلك المتمثّلة بوجود دولة داخل الدولة، الهشّة اساساً، وميليشيا رديفة للجيش الوطني، تتسلّط على قرار الحرب والسلم وعلى مفاصل الدولة، وتأتمر بأوامر خارجية
منتهكة كلّ شرعية دستورية وقانونية، وتتدخل عسكرياً وسياسياً في صراعات، لا دخل للبنانيين بها، ممّا أدخل لبنان في سياسة محاور قاتلة، افقدته عون واهتمام اصدقائه التاريخيين،. واصبح كالمنبوذ المشرّد على قارعة الامم."
واضاف :" ان ادّعاء تحرير ارضٍ لبنانية، لا يستوجب السعي الى احتلال الدولة بكل مؤسساتها ومقدراتها وامتلاك قرارها، وتمنين اللبنانيين بذلك، وكأنه ديناً عليهم الى منتهى الايام. اللبنانيون جميعهم قاوموا الاحتلالات، وسقط منهم الاف الشهداء لتعود السيادة للدولة اللبنانية. فلا إزدواجية بالولاء، ولا فضل للبناني على آخر إلا بولائه للبنان ولرسالته الحضارية. لقد آن أوانُ تحرير الدولة من محتلّيها، وهي مسؤولية اللبنانيين الاحرار من كل الطوائف والمشارب."
واشار الى ان اللبنانيين امام خيارين:
-خيار الاستسلام أمام الانقلاب، المرتكز الى قوة السلاح والمال الخارجي، الذي يستخدم كافة الاساليب غير مشروعة كالقتل والخطف ونهب مقدرات اللبنانيين واستعمال كافة الوسائل لانتهاك الدستور ونسف روح الميثاق وضرب القوانين.
او خيار الصمود والمواجهة، بالاستناد الى قوة الحق، حق اللبنانين بالحرية، وحقهم بدولة حرة سيدة مستقلة، يُحترم فيها الدستور والقانون، وهذا ما يوفّره حيادها، الذي قامت عليه اساساً والذي تنادون به.
ثم تحدث نائب رئيس حركة لبنان الرسالة العميد المتقاعد خليل الحلو.
والذي فند مفهوم وشروط الحياد وقال : الشرق الأوسط هو منطقة صراعات وتسويات منذ عقود لا بل منذ قرون، وهذه الصراعات والتسويات انعكست سلباً على لبنان بسبب موقعه الجغرافي وتعددية شعبه، ولا يبدو في الأفق أنها ستنتهي قريباً، لذلك الحياد حتمي لكي يستطيع لبنان أن يعيش بصورة طبيعية. مفهوم هذا الحياد يجب أن يحاكي واقع المنطقة الذي لا يستطيع اللبنانيون ولا العالم تغييره، أقله على المدى المنظور.
واشار الى ان الحياد في لبنان يجب أن يستوفي الشروط التالية:
1 جيش مركزي قوي وإبقائه على هذه الجهوزية وتطويره، وهذا ممكن بواسطة الدول الصديقة إذا اعتمدنا الحياد
2 وضع سياسة دفاعية في مجلسي الوزراء والنواب (لم يسبق للبنان أن وضع هكذا سياسة)، تنبثق عنها استراتيجية دفاعية ثم استراتيجية عسكرية مبنيتان على عقيدة قتالية قائمة على منع اي طرف لبناني وغير لبناني من القيام بالإعتداء على دول المنطقة العربية وغير العربية دون استثناء ومنع التدخل في شؤونها الداخلية، وتطبيق اتفاقية الهدنة مع إسرائيل (1949) وقرار مجلس الأمن 1701 والتصدي لأي إعتداء عبر الحدود كافة.
وتحدثت السيدة لينا حمدان باسم ثوار بيروت وجاء في كلمتها انه : "
بعد انسحاب اسرائيل من لبنان في 25 أيار من العام 2000، اعتبر قسم من اللبنانيين والأمم المتحدة، انه انسحاب تام وناجز؛ بينما اعتبر حزب الله وسوريا بان هناك ارض لبنانية في تلال كفرشوبا وشبعا لا تزال محتلة وهناك ضرورة لتحرير هذه الأراضي، على الرغم من الخلاف حول كونها لبنانية أو سورية لتبرير استمرار المقاومة المسلحة لاعتبارات اقليمية مع رفض سوريا الى يومنا هذا الاقرار بلبنانيها!

واعتبرت ان المطلوب اليوم هو تطبيق هذه الاستراتيجية الدفاعية التي تضمن حماية لبنان وصونه من أي اضطراب داخلي أو خارجي وذلك لأنها تتسم بشمولها جميع مؤسسات الدولة ومواردها ضمن آليات متكاملة تعتمد على مركزية القرار ولا مركزية التنفيذ.
كما تحدث هيثم عربيد باسم ثوار صرخة جبل وقال :"
بناءً لتراكم الألم والإنحدار، استفاق المارد المأسور، وهو الشعب، ليخطّ ثورته بنداء التغيير والتطوير والإرتقاء، عبر نسج قوّة التحرّر من كلّ مخلّفات منظومة الفساد التي حطّمت منتديات العقول التوّاقة لوطن التنوّع ضمن الوحدة...
لذا، ارتبك الحاكم من ثورةٍ تخطّت سجونه، وحطّمت معاقل دويلاته المملوكة بصكوكٍ طائفيّة لا تدرك معنى الحياة والخير والجمال. بل تعي التعنّت بتوزيع الغنائم على حساب الشعب كلّ الشعب. كما انبرى أسير المحور الفارسيّ وباني هيكله المرفوض، ليرفع إصبعه متوعداً ومهدّداً للشعب وثورته، كي يمنع سقوط هيكل الفساد لسُلطةٍ تنتهِجُ وصاية محوره الآسر!...
واضاف عربيد :" لا، لن نسمح باستمرار معتقلات السُلطة المحطّمة لكلّ آمال الشعب اللبنانيّ الثائر لتحقيق وطن العدالة والإبداع والفنّ والتقدّم، وسنمضي بالثورة التشرينيّة الهادفة لاستعادة الدولة، ورفض دويلات الطوائف والإنقسام والمحاصصة والتشرذم"..
والقت الدكتورة جنان عبد القادر كلمة ثوار طرابلس وجاء فيها:" لقد كانَ لنداء البطريرك التاريخيِ في 27 شباط وقعُ العزاءِ في قلوبنا وبارقةِ الأملِ التي تمسكنا بها بعد أن كادَ اليأسُ من غد ٍ يقضي على أي أملٍ في نفوسِنا و رجاءٍ بوطننا.
جئناكُم بآمالنا نحن الشبابُ الثائرُ ضد كلِ الذين يقودون لبنانَ في رحلةٍ مأساويةٍ من دركٍ إلى آخر في الجحيم.
جئناكُم من شمالِ لبنانَ من عكارَ ومن عاصمةِ الشمالِ طرابلسَ مدينةِ السلامِ والتعايشِ من ساحةِ النورِ التي إحتلّت مركزَ القلبِ لدى اللبنانيين المنتفضين، فإذا صمتت الألسنةُ فجدرانُ مبانيها المهملةِ تنطقُ هناك حيثُ رسمَ العلم اللبناني، يتوسّطهُ بُرعُمُ أرزة لبنان التي انبعثت من جديدٍ. كنا آملين يا صاحبَ الغبطةِ أن يجتاح النورُ ظلامِ نفوسِ السياسيين و لكن قد أَسمعتَ لوناديتَ حيآ و لكن لا حياةَ لمن تنادي" .
واكدت" اننا لن نرضى بعد اليوم الا بثلاثيةِ بطريركِ لبنانَ مار بشارة بطرس الراعي حياد جيش و سيادة ".
وتحدث اخيرا الاستاذ محمد علي الامين وقال في كلمته :" سنبقى منحازينَ إلى الحقّ, والحقُّ فيما تُطالبُ بهِ المرجعيّةُ الوطنيّةُ بكركي ,من استرجاعٍ للدّولةِ المستقلّةِ السّيِّدةِ الّتي لا شريكَ لها في القرارِ والأمنِ والدفاعِ ولا هيمنةَ عليها منَ السلاحِ غيرِالشّرعيّ تحت أيٍّ من المسميّاتِ ,ولا فسادَ ينخرُ مؤسّساتِها."
واضاف الامين :" لا يُمكنُ الادّعاءُ من أحدٍ أيِّ أحدٍ بأنَّ حقوقَ طائفتِهِ تُختصرُ بحزبهِ ليسلِبَ به حقوقَ لبنانيينَ آخرينَ ويضيّعَ الشّراكةَ والمواطنةَ بين اللبنانيينَ.ولأننا لبنانيون..نرفض عسكرة الطائفة ووضع لبنان في أي معادلة تستبيح العيش بين اللبنانيين ومنها ثلاثية المقاومة والجيش والشعب لأنها لا ترتقي الى مستوى الوطن. فالدولة فقط وفقط هي المؤسسة الكبرى المنبثقة عن إرادة الشعب وهي التي تتولى الدفاع وحدها عن البلاد وتطبيق القوانين بسلطاتها القضائية وبقواها الأمنية والعسكرية الشرعية, وكل ما عداها من عناوين الشراكة لها في ذلك هي عناوين للسيطرة على الدولة واسقاطها ."