الراعي مُستاءٌ من أداء العهد والسلطة الحاكمة

كشفت المعلومات المتوافرة لـ"السياسة" من مصادر مسيحية بارزة قريبة من البطريركية المارونية، أن هناك حالة استياء كبيرة لدى البطريرك بشارة الراعي، من أداء العهد والسلطة الحاكمة، دفعته إلى إطلاق النداء في عظته أول من أمس، والذي استأثر باهتمام الأوساط السياسية المسيحية والإسلامية، بعدما وصلت الأمور حداً لا يمكن السكوت عنه.

ولم تخف المصادر وجود عتب بطريركي على إخفاق العهد في تحقيق الإنجازات التي كان يأملها الشعب منه، وهذا ما بدا من خلال الانتقادات التي توجه بها البطريرك إلى لقاء بعبدا الأخير، غامزاً من قناة رئيس الجمهورية ميشال عون الذي دعاه إلى فك الحصار عن الشرعية، في إشارة إلى ضرورة اتخاذ ما يلزم من إجراءات لفك الارتباط بـ "حزب الله" الذي يمسك بمفاصل السلطة، بهدف حمل الدول العربية والغربية إلى إعادة النظر بقرارها وقف دعم لبنان.

وأشادت أوساط دبلوماسية خليجية وغربية، كما علمت "السياسة" بمواقف البطريرك الراعي التي "وضعت النقاط على الحروف، وعكست بكثير من الوضوح مواقف السواد الأعظم من اللبنانيين الذين يتوقون إلى رفع اليد عن بلدهم، ليتمكن من إعادة الروابط مع محيطه العربي ومع العالم، سعياً منه للخروج من هذا المأزق الذي يتهدده بأوخم العواقب"، مشيرة إلى أن "نداء البطريرك الراعي يشبه كثيراً نداء البطريرك الراحل نصرالله صفير بشأن السيادة والاستقلال في الـ 2000" .

الى هذا، اشارت "القبس" الكويتية الى ان مواقف الراعي تتطابق مع ما يعبّر عنه عدد من السفراء في لبنان، والذين، وفق ما كشفته مصادر إعلامية، عقدوا اجتماعاً في ما بينهم في الأيام القليلة الماضية للبحث في مختلف تطورات الوضع اللبناني. ووفق ما تكشف المعلومات، فإنه من بين السفراء الذين حضروا هذا الاجتماع: سفراء فرنسا، بريطانيا، ألمانيا وسفير الاتحاد الأوروبي، وقد تركّز البحث حول وجوب إقناع الحكومة اللبنانية بعدم الذهاب نحو قرارات سياسية غير واقعية، تؤدي إلى مزيد من التأزم والانهيار، بدلاً من البحث عن تصحيح العلاقات مع المجتمع الدولي وإظهار قدرة على اتخاذ القرارات السريعة، للحد من هذا الانهيار. وتكشف المعلومات أن هناك مبادرة جديدة، يستعد هؤلاء السفراء للاضطلاع بها، بعد بلورتها؛ عنوانها الأساس «نزع أي فتيل قابل للتفجير».