الراعي: من المؤلم حقا غياب رجال دولة

اعرب البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عن أسفه من غياب رجالات الدولة قائلا في عظة الاحد من بكركي: "نحن امام جماعة سياسية خالية من اي مسؤولية وتمارس السياسة وفقا لمصالحها ومن المؤلم حقا غياب رجال دولة ".
واضاف: "نعيش نزيفا في كل مؤسساتنا ونرى التلاعب في اسعار المواد الغذائية والادوية والشعب يجوع وصرنا اشبه بالسمك الصغير الذي يأكله السمك الكبير".
واعتبر ان البرهان على ذلك " ان لا احد يقدم اي مشروع جدي لانهاض لبنان من انهياره الكامل".

اليكم نص العظة كاملا:

. عندما جاءت المرأة النازفة من وراء يسوع، ولمست طرف ردائه فتوقّف للحال نزيف دمها، الذي دام إثنتي عشرة سنة، وكرّر السؤال: "من لمسني، لأنّ قوّة خرجت منّي"، اعترفت مرتعدة لماذا فعلت ذلك، وكيف توقّف للحال نزيف دمها. فقال لها يسوع: "تشجّعي. يا ابنتي، إيمانك شفاك، إذهبي بسلام"، (لو 8: 18).

ولمّا جاء قوم ينقلون ليائيرس خبر وفاة ابنته الصبيّة، ولا حاجة لإزعاج يسوع بالمجيء إلى بيته ليشفيها، قال له الربّ: "لا تخف، آمن فقط وابنتك تحيا" (لو 8: 50).

  1. اللقاء بيسوع يشفي، عندما يكون لقاء إيمانٍ بقدرة الله الشافية، كإيمان المرأة النازفة؛ ولقاءَ رجاءٍ ثابت كالصخر بأنّ الله لا يخيّب، مثل إيمان يائيروس. إنّنا نلتمس من الله اليوم أن يحيي فينا الإيمان، ويثبّتنا في الرجاء. لسنا شعبَ التشكيك، بل شعبُ الإيمان. ولسنا شعب اليأس بل شعب الرجاء. بالإيمان والرجاء نؤكّد أنّ الله هو سيّد التاريخ وحده، فيتدخّل ساعة وكيفما وعندما يشاء. فإن أمهل، لا يهمل.
  2. يسعدنا أن نحتفل معًا بهذه الليتورجيا الإلهيّة، فأرحّب بكم جميعًا، وأحيّي كلّ المشاركين عبر تيلي لوميير- نورسات، وسائر وسائل الإتصال الإجتماعيّ. وأوجّه تحيّة خاصّة إلى عائلة المرحومة جورجيت بطرس مرعب، أرملة المرحوم شاكر ياغي مختار العاقورة. وقد ودّعناها بالأسى والصلاة منذ شهر ونصف مع إبنها بولس مختار العاقورة، وأرملة إبنها المرحوم ماجد، وابنتها ماجدة وشقيقها أنطوان، وأرملة شقيقها المرحوم مورات وسائر أنسبائهم. نصلّي لراحة نفسها وعزاء أسرتها.
  3. يستهلّ إنجيل اليوم كلامه بأن "الجمع استقبل يسوع، لأنّهم جميعهم كانوا ينتظرونه" (لو 8: 40). فيسوع هو قبلة أنظار كلّ إنسان وشعب يؤمن به، وعلى شفاهه صرخة الأجيال: "تعال أيّها الربّ يسوع" (رؤيا 22: 20). المسيح، فادي الإنسان حيّ وآت أبدًا في حياتنا اليوميّة، كما وعد: "ها أنا آتٍ أجعل كلّ شيء جديدًا. أنا الألف والياء، الأوّل والآخر. أنا أعطي العطشان من معين ماء الحياة مجّانًا" (رؤ 21: 5-6).
  4. الإيمان عطش إلى المسيح.

يائيرس، رئيس المجمع، "عطش"، آمن بيسوع فانتظر ووقع ساجدًا على قدميه متوسّلًا أن يأتي بيته ليشفي ابنته الصبيّة المشرفة على الموت. "وعطشت" إلى يسوع أيضًا المرأة النازفة وانتظرته، وآمنت أنّها إذا استطاعت لمس طرف ثوبه تشفى. العطش إلى يسوع المسيح هو عطش إلى الله الواحد والثالوث: الآب الذي يخلق ويحفظ بعنايته، والإبن الذي يخلّص ويشفي، والروح القدس الذي يشرك في الحياة الإلهيّة. بقوّة هذا الإيمان أقام يسوع ابنة يائيرس من الموت بندائه: "يا صبيّة قومي". فعادت روحها إليها، وللوقت قامت (لو 8: 54-55). وشفى المرأة النازفة بلمس طرف ثوبه: "وحالًا توقّف نزف دمها" (لو 8: 44).

  1. هذا الإيمان وهذا الخلاص متواصلان عبر أسرار الكنيسة السبعة التي أسّسها الربّ يسوع لتكون "أداة" لحضوره معنا ولعمل الله الثالوث فينا، و"علامة" لنعمة الخلاص ومنحًا لها. الأسرار هي: المعموديّة، والميرون، والقربان، والتوبة، ومسحة المرضى، والزواج، والكهنوت.

في إنجيل اليوم كانت "الأداة" لمس النازفة طرف ثوب يسوع، وذهاب الربّ إلى بيت يائيرس ومناداته الفتاة الميّتة: "يا صبيّة قومي". وكانت "النعمة" الشفاء من النزيف والقيامة من الموت. لا يستطيع