الراعي يبحث في روما نتائج قمّة بكركي وملفّ قرى الشريط الحدودي.. ماذا بعد القمة؟

تُطرح تساؤلات في أي محطات ومؤتمرات ولقاءات عمّا بعدها، هل ينتهي مفعولها فور ارفضاض هذه الاجتماعات واللقاءات أم ثمة متابعة ومواكبة لها؟ هذا ما ينسحب على القمة الروحية التي عُقدت في بكركي، وطرحت عناوين كبيرة وبياناً "مبكلاً"، كان موضع ترحيب من كل القوى السياسية والحزبية والهيئات الروحية، لا سيما أنها كانت مدعومة من كل الأطراف السياسية، باعتبار أن ثمة واقعاً لا مفرّ منه، بأن كل مرجعية روحية لها غطاؤها السياسي الداعم لها، ودون ذلك عبثٌ القيام بأي خطوات تلقى النجاح إن لم يتوفر هذا الغطاء.

والسؤال: ماذا بعد هذه القمة؟ وما الجديد، لا سيما على ضوء زيارة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي لروما؟

في السياق، تشير مصادر مقربة من بكركي مواكبة للقمة وما بعدها، إلى أن البطريرك يبحث مع كبار المسؤولين في الفاتيكان كل ما أحاط بقمة بكركي الروحية، علماً بأنه كان هناك ارتياح من الكرسي الرسولي للنتائج التي تمخضت عنها، وهذا هو المطلوب من الفاتيكان، أي الحوار الإسلامي-المسيحي والإرشاد الرسولي وخلاص لبنان من أزماته ووقف الحرب وانتخاب رئيس للجمهورية، وما بينها من مستجدات تمثلت بالتهجير الذي أصاب قرى الشريط الحدودي مثل رميش ودبل وعين إبل والقليعة وسواها. وكأن التاريخ يعيد نفسه في ما حصل في الحروب الماضية، حيث أولى الفاتيكان هذه المسألة العناية المطلوبة، وثمة معلومات أن هذا الموضوع سيتطرق إليه البطريرك مع المسؤولين في الفاتيكان، لأجل مواكبة ومتابعة القضية التي تُعدّ من الأولويات. وثمة معلومات بأن أهالي الشريط الحدودي الذين رفعوا مذكرة إلى الدول الكبرى والفاتيكان، تمنوا أن يأتي إلى منطقتهم موفد بابوي على غرار ما حصل في محطات سابقة، وكان المبعوث البابوي آنذاك بوهيغيز شكل مظلة واقية لأبناء الشريط أمنياً واجتماعياً وإنسانياً وروحياً.

أما ماذا بعد قمة بكركي؟ فتقول المصادر المقربة من الصرح لـ"النهار"، إنه فور عودة البطريرك الراعي من روما الأسبوع المقبل، ستشكل لجنة متابعة من جميع الأطراف الذين شاركوا في القمة، لرفع مذكرة إلى الدول الكبرى والمنظمات الدولية والأممية تطالبها بتنفيذ البنود التي أعلنتها في القمة الروحية، وضرورة الإسراع في تطبيقها، خصوصاً أنها تشكل توافقاً روحياً ومظلة سياسية، ما يعني ضرورة الدعم والمساعدة لتنفيذها.