الردّ الأميركي يستبق عودة برّاك ولا تمديد للمهل بعد مطلع 2026

تتنوع قراءات الرد الأميركي على الورقة اللبنانية، بالمقدار المحدود مما تسرب عنه، باختلاف الانتماءات السياسية. وهناك تباينات عميقة من هذا الطرف وذاك، والجميع يؤكد أن ثمة غموضا يكتنف الورقة اللبنانية وصولاً إلى الرد الأميركي، في ظل التخمينات والقراءات الكثيرة.

حتى الآن الأمور موضع أخذ وردّ، إلى حين عودة الموفد الأميركي توم براك إلى بيروت، حاملا رداً أميركياً حاسما. وبحسب المطلعين ولاسيما من لهم صلات وصداقات مع الإدارة الأميركية، فالتأكيد واحد أن هناك فترة زمنية سيحددها براك، تشير المعلومات إلى أنها ممتدة إلى العام الجديد، والسلاح يجب أن يسلم خلال هذه الفترة، وبعدها ليس من تمديد للمهل أو زيارات أو إرضاء لهذه الجهة أو تلك، بل ثمة حسم عندما تحدد الفترة الزمنية. وهذا موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب شخصياً الذي يتابع الملف اللبناني، الأمر الذي أكده براك للذين التقاهم عندما قال إن "الرئيس ترامب يولي الوضع اللبناني عناية خاصة وهو على بيّنة من كل ما يجري".

وتفيد المعلومات أن الولايات المتحدة الأميركية لن تتخلى عن لبنان، وستدعمه على كل الصعد ولا سيما لناحية مساعدة الجيش اللبناني، خلافاً لكل ما يشاع.

في هذا السياق، يقول النائب أشرف ريفي لـــ"النهار": "ليس في وسع "حزب الله" المناورة لأن "زمن الأوّل تحول". فمعلوماتنا تشير إلى أن الموفد الأميركي توم براك عائد إلى لبنان بتوجه أميركي واضح جداً، وتحديد فترة زمنية ليسلم الحزب سلاحه، لذلك أي رهان على عامل الوقت والتحولات بات من الماضي، فالأميركي والمجتمع الدولي والمسؤولون في دول الخليج يؤكدون أن لا مناص من تسليم الحزب سلاحه للدولة اللبنانية، وأن بعد الحرب الإسرائيلية-الإيرانية ليس كما قبلها".

فهل يدفع الرد الأميركي بـ"حزب الله" إلى تسليم سلاحه؟ يجيب ريفي: "لقد حاول الحزب أن يجر واشنطن إلى مفاوضات، إلا أن الولايات المتحدة، هذه الدولة الكبرى، لا تحاور الحزب. فالرئيس نبيه بري هو من يحاور، وقد نقل موقفه إلى الموفد الأميركي، وعلى هذه الخلفية ترك براك للدولة اللبنانية أن تقوم بدورها من خلال الحوار الجاري اليوم بين رئيس الجمهورية والحزب، ليسلم الأخير سلاحه إلى الدولة والسلطة المركزية، ودون ذلك ليس هناك أي اعتبارات أخرى، لأن الورقة الأميركية التي سيحملها براك ستكون حاسمة، والزيارة الثالثة ستكون ثابتة".

النائب عبد الرحمن البزري يقول من جهته: "معلوماتي أن الرد الأميركي يتضمن صفحتين، ولدينا أجواء من جهات عديدة ستتوالى فصولها في وقت قريب حول هذا الرد، والوضع دقيق جداً وليس بالسهل، ونتمنى موقفاً وطنياً جامعاً وإلا دخلنا في المحظور".