الساحة السُّنية... الخيارات المتاحة لملء الفراغ!

كتب عمر الراسي في وكالة "أخبار اليوم":

مع بدء الاستعدادات الى الانتخابات النيابية، تطرح اسئلة عن التموضع والتحالفات، لا سيما على مستوى الساحة السنية التي تعاني من شبه فراغ في القيادة، لا سيما بعدما فشل الرئيس سعد الحريري من تشكيل حكومة، ولم تخلق حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الصدمة الايجابية المطلوبة، لا سيما نتيجة التعطيل الذي اصابها مع بداية انطلاقتها.
واليوم مع عودة الحريري الى بيروت، لا بدّ من ان تخرج الى العلن التحضيرات لمختلف الاطراف، ومن بينها الجماعة الاسلامية.
وفي هذا الاطار، يعتبر رئيس المكتب السياسي للجماعة النائب السابق عماد الحوت ان المزاج السُّني يطمح لوحدة الطائفة وقوتها في مرحلة تتقلب فيها الاوضاع في لبنان، وبالتالي هذا الامر لا يتناقض مع موقف الناخب وحرية قراره، لافتا الى ان جميع من يتعاطى الشأن العام يشعر ان الناخب السُّني يبحث عن عمود فقري يرتكز عليه، وحالة من القوة حتى يتوازن الوضع في لبنان وبالتالي ننطلق بعد ذلك الى توازن حقيقي.

ويرى ان محاولة البعض دخول الساحة السنية والاستيلاء على ارادة الناخب بشكل او بآخر، تقابل بردة فعل وهذا امر طبيعي.
وردا على سؤال حول ما هو المنتظر من الرئيس سعد الحريري بعد عودته الى لبنان؟ يتحدث الحوت عن تراجع واضح في قدرة تيار المستقبل على جمع الساحة السنية، نتيجة لظروف محلية واقليمية، قائلا: لكن لا بدّ من التذكير ان الطائفة السنية كان لها دور سياسي واضح قبل ظهور اي قوة حزبية أكانت تيار المستقبل او سواه.
ويشدد الحوت على ان جميع من يتشارك هذه الساحة من بينهم تيار المستقبل هو اليوم معني بايجاد حالة من التفاهم حتى تستطيع الطائفة ان تتجاوز هذه المرحلة ليس باقل الخسائر انما بتوازن يتيح لها ان تكون على طاولة نقاش مستقبل لبنان بجدية.
وعن الخيارات الانتخابية، يؤكد الحوت ان ليس هناك اي انقسام على مستوى الجماعة الاسلامية في مقاربة الواقع السياسي والانتخابي في لبنان، مشيرا الى ان الجماعة رسمت اولوياتها بوضوح في هذا الاستحقاق:
اولا: وحدة وحضور المكون السُّني في لبنان في اطار نقاش مستقبل لبنان
ثانيا: المسار الاصلاحي لبنية الدولة (وهذا ما تبنته الجماعة منذ سنوات).
ويتابع: الهدفان لا يستقيمان في طرح ان تكون هي حصان طروادة لاختراق الساحة السنية، بل على العكس هي تسعى لجمع فرقاء هذه الساحة وتحصينها في وجه الاختراق.
ويخلص الى القول: يبقى ان بعض الفرقاء قد تغريهم حالة الفراغ في الساحة السنية، لكن اشك في الذهاب الى المقلب الآخر.
ويختم، موضحا انه على مستوى الاستعداد للانتخابات اتصالاتنا الآن مفتوحة مع مختلف الفرقاء، انطلاقا من الاولوية لتحقيق الهدفين المشار اليهما.