المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الخميس 17 أيلول 2020 14:34:47
يقترب لبنان مع كل يوم يمضي من حافة الانهيار الشامل دولة وكيانا على ما يحذر منه اهل الداخل والخارج. وتعتبر المبادرة الفرنسية التي يقودها الرئيس ايمانويل ماكرون لانقاذه من الموت المحتم الذي يتجه اليه، حبل الخلاص الوحيد المتوفر امامه راهنا، في وقت يتلهى المسؤولون فيه بالاختلاف كالعادة على المحاصصة المذهبية والشخصية في التركيبة الوزارية التي تحتاجها البلاد اليوم اكثر من اي وقت لتكون على شاكلة ما حدد عناوينها الرئيس ماكرون مصغرة من الاختصاصيين البعيدين عن الاحزاب والقوى السياسية المتحكمة بمفاصل الوطن الذي يئن مما ارتكبه في حقه اهله، خصوصا من تعاقبوا على قيادته واوصلوه الى هذه الحال من موت سريري محتم، بعدما كان يعرف بسويسرا الشرق ويفاخر به كوطن نموذجي.
ولبنان الذي تضيق فرص الانقاذ امامه على ما تقول الاوساط المراقبة بات اليوم امام خيارين لا ثالث لهما. اما الاستجابة سريعا الى المبادرة الفرنسية والتعاون معها لتشكيل حكومة "مهمة" تنفيذا لما تم الاتفاق عليه في قصر الصنوبر بين الرئيس الفرنسي والقيادات اللبنانية، تباشر في تنفيذ الاصلاحات بحسب الاولوية المعروفة (القضاء والكهرباء والمرفأ والمعابر) وسواها، او الذهاب الى الفوضى الامنية وتاليا الحرب الاهلية على ما تؤشر اليه الوقائع شمالا وبقاعا وحتى في جبل لبنان ومداخل العاصمة بيروت واحيائها الحبلى بالمناوشات الليلية التي غالبا ما تسفر عن وقوع قتلى وجرحى، تبقى ذيولها جمرا تحت الرماد قابلا للاشتعال في كل لحظة. هذا عدا الخلايا الارهابية النائمة التي عادت لتستيقظ من جديد في العديد من القرى والمناطق النائية في اقضية طرابلس وعكار .