السفير المصري: سيكون لفشل المفاوضات تبعات سيئة على كل الأطراف

أكد السفير المصري في لبنان علاء موسى أهمية الزيارة الأولى لوزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الى لبنان في خطوة للوقوف الى جانبه، ومساندته في هذا التوقيت الحرج الذي يتعرض فيه لتهديدات كثيرة، مشيراً الى أن كل المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم عبدالعاطي أكدوا ضرورة توفير المناخ اللازم للخروج من مأزق ارتفاع واتّساع حدة التوتر خوفاً من أن تتوسّع الحرب.

موسى ومن برنامج المشهد اللبناني على قناة الحرّة شدّد على أهميّة إعطاء فرصة لمفاوضات الهدنة في غزة التي تجري في الدوحة، وعدم إعطاء أي طرف الفرصة للهروب من مسؤولياته والتوجّه نحو طريقٍ تصادميّ فيه توسعة للجبهات، وهذا ما تتخوّف منه مصر.

وردّاً على سؤال عن أن القرار ليس بيد الحكومة اللبنانية، رأى موسى أن للحكومة أدواتها واتصالاتها مع أطراف معيّنة.
وإذ أكد لبرنامج المشهد اللبناني أن لدى مصر تواصل مع جميع الأطراف، أشار موسى الى أن وزير الخارجية المصري ومنذ تسلّمه مهامه منذ أقلّ من شهر تَواصَلَ مع نظيره الإيراني أكثر من خمس مرات آخرها أمس، ومحور الحديث كان نفسه مع الحكومة اللبنانية وهو ضرورة تهيئة المناخ لنجاح مفاوضات السلام المنعقدة في الدوحة. 

موسى تحدّث عن رغبةٍ إيرانيّة بإيقاف الحرب في غزة في أسرع وقت ممكن، ولكن في الوقت نفسه نقل عن الإيرانيّين تأكيدهم أن اغتيال اسماعيل هنية يمثل خرقاً للسيادة الايرانية وأنهم يحتفظون بحق الرد.

وعن أجواء المفاوضات، أكد السفير المصري للحرّة أنه بسبب سيطرة اليمين المتطرّف على الحكومة الإسرائيليّة الحاليّة، كلّما اقترب المفاوضون من الحلّ كلّما بحثت هذه الحكومة في سبب جديد لتفجير الأوضاع، لأن العامل الشخصي يطغى على المصلحة العامة.

وقال موسى للحرّة: "المفاوضات الجارية هي الطريقة الوحيدة لإيقاف الحرب في غزة، والأطراف المفاوضة تصرّ على استكمال الطريق مهما بلغ طوله، لأن الإعلان عن فشل المفاوضات سيكون له تبعات سيئة عدة على كل الأطراف.
وعن الإجتماع المقبل للمفاوضات الثلاثيّة بين أميركا والدوحة ومصر، أكد موسى أنه سيُعقد في القاهرة قبل نهاية هذا الأسبوع وسيضمّ شخصيات على أعلى مستوى، فيما التواصل بين الوسطاء ما زال مستمراً ويجب العمل على التفاصيل الصغيرة الفنيّة والمهمّة، آملاً أن يتمّ تحقيق انفراجة أو اختراق ما.

من جهة ثانية، أكد وزير موسى أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في المنطقة لأن الإدارة الأميركية والرئيس جو بايدن يدركون تماماً بأن هذه فرصة لا بد من اغتنامها، وإذ أشار للحرّة الى أن بايدن قدّم نهاية يوم الجمعة الماضية اقتراحاً لتقريب وجهات النظر، جزم بأن الأطراف المعنية تعمل على سدّ هذه الفجوات وفقاً لهذا المقترح الذي دعمَهُ البيان الثلاثي، مستطرداً بالقول :"دعينا نرى إلى أين سنصل من الآن حتى انعقاد الاجتماع الثلاثي قبل نهاية هذا الأسبوع في القاهرة! ولكن أتصور أن زيارة بلينكن اليوم الى اسرائيل وغداً الى القاهرة ستساهم بكسر بعض الفجوات".
واعتبر موسى أن الوسيط الأميركي آموس هوكستين وخلال جولاته قطع شوطاً كبيراً فيما يتعلق بترتيبات الجنوب تحت عنوان تطبيق القرار 1701 بجوانبه كافة، مشيراً الى أن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي سمع من رئيس مجلس النواب نبيه بري والأطراف المعنيّة أن هناك روحاً إيجابيّة مهمّة خلال جولة هوكستين، وأنه وقف اطلاق النار في غزة سيؤثر على جبهة الجنوب.

وعن اللجنة الخماسيّة والملفّ الرئاسي، أكد موسى لبرنامج المشهد اللبناني أن التركيز الآن هو على وقف إطلاق النار في غزة لأن هذا الأمر سينسحب على كل الملفات الأخرى ومنها الملف الرئاسي، وقال: إذا لم تدرك الاطراف اللبنانية بعد أن هناك تحديات عظيمة حاليّة وقادمة وأن مواجهة هذه التحديات يجب ان يتم من خلال إنجاز الاستحقاقات الدستورية المهمة، فهذا خطأ جسيم، لأن عامل الوقت ليس في صالح أحد، مضيفاً: التحدي القادم صعب، ولا بد من تجاوز الخلافات البسيطة ووضع مصلحة لبنان في سلّم الأولويات.