المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الثلاثاء 7 تموز 2020 16:00:48
بمعزل عمّا قد تقود اليه او تحققه الحركة السعودية – الاميركية الفاعلة على الساحة اللبنانية معطوفة على حراك داخلي ناشط محوره احزاب المعارضة ورافعته مواقف البطريركية المارونية وسيدها مار بشارة بطرس الراعي التي ذكّرت بالدور التاريخي لبكركي في المحطات والاستحقاقات الوطنية وركنه الاساس مضمون "اعلان بعبدا" الذي اطلق ديناميته مجددا الرئيس ميشال سليمان في "اللقاء الوطني" في بعبدا، فإن اوضاع البلاد لا يمكن ان تستمر على حالها طويلا بعدما وصل الموسى اليوم الى ذقن المستشفيات التي فقدت قدرتها على المقاومة معلنة التوقف عن استقبال المرضى، الا للحالات الطارئة واقفال جميع الاقسام بعد ثلاثة اسابيع.
واذا كان الموت مصيرا محتماً لمن يمرض من اللبنانيين ، فيما لو دخل القرار الطبي حيز التنفيذ، فإن البلاد برمتها دخلت مرحلة الموت السريري واعلان وفاتها رسمياً ليس اكثر من مسألة وقت لم يعد طويلا، ما دامت السلطة تتصرف على قاعدة ان "البلد ماشي" والتعيينات المحاصصتية "بتمشي" بدورها، غير آبهة الا بالبحث عن كيفية الاستمرار والصمود بضعة أشهر مراهنة على نتائج الانتخابات الاميركية، علّها تقلب صفحة التشدد "الترامبي" وتعيد زمن حكم الديموقراطيين المتساهل مع المحور الايراني.
وتؤكد مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية" ان السلطة الحاكمة وحتى ذلك الموعد، تحاول استنزاف كل ما تبقى في خزينة الدولة ومصرف لبنان علّه يؤمن لها الصمود في وجه العقوبات وشد الخناق الذي تبدو واشنطن ماضية فيه للقضاء على حزب الله، ولو كلف الامر اختناق لبنان معه. فالادارة الترمبية تتطلع الى طي هذه الصفحة قبل انتخاباتها لتضيفها الى رصيد انجازات العهد، وحزب الله الممسك بناصية الحكم في لبنان يراهن على المقاومة حتى الرمق الاخير فمن يسبق او يصرخ اولاً، هنا السؤال.
وتضيف ان المنظومة السياسية وازاء سلسلة الاخفاقات الحكومية حاولت جاهدة احداث صدمة تخفف من وطأة النقمة الشعبية المتعاظمة عليها من خلال تغيير حكومي اصطدم بعدم توافر البديل لرفض العهد وتياره اي عودة للرئيس سعد الحريري الى السراي، استنادا الى نصيحة الرئيس نبيه بري الذي ما زال يصر على ان الحريري وحده قادر على فتح باب المساعدات للبنان بعدما اقفل بالمفتاح في وجه حكومة دياب بإقرار وزرائها.
ازاء هذا الواقع، تكشف المصادر ان الخيار الوحيد الذي بقي متاحا امام هذه المنظومة هو محاولة انجاز بعض التعيينات المدرجة في الاطار الاصلاحي من الخارج علّها تعيد بعضا من الثقة المفقودة بالحكم وتؤمن اعادة اطلاق المسار التفاوضي مع صندوق النقد الدولي الذي يشترط لذلك توحيد الارقام وانجاز الاصلاحات، لذلك جاءت تعيينات مجلس ادارة كهرباء لبنان اليوم.
بيد ان ما لا تدركه السلطة، هو ان الخارج، كل الخارج من الخليج الى الغرب، عازم ومصرّ اكثر من اي وقت مضى على عدم تعويم اي وضعية لحزب الله في لبنان او مدّ حبل النجاة له بالمساعدات او بالدعم. فالقرار متخذ مهما كلف الثمن، تختم المصادر.