السنيورة: لا قيمة عسكرية لـ"قوات الفجر"

الحرب البرّية المستمرّة في غزّة ظلت أصداؤها تتردّد في لبنان وقد ارتفعت الاصوات المنددة بالمجازر التي ترتكبها اسرائيل في حق الفلسطينيين فيما تبقى الأنظار شاخصة نحو الجبهة الجنوبية لترقب مسار المواجهات العسكرية.

وفي هذه الاجواء، نصحت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية المواطنين الأردنيين بتجنب السفر إلى لبنان خلال هذه الفترة إلا للضرورة القصوى.

وفي المواقف، رأى الرئيس فؤاد السنيورة في حديث إعلامي أنّ «حزب الله، وعلى مدى السنوات الماضية، عمد إلى إيجاد وتأسيس تنظيمات هامشية إلى جانبه، وبالتالي هو يستعين بها من وقت إلى وقت، وذلك على شاكلة ما يسمى «سرايا المقاومة». وهذا الأمر يحصل أيضاً مع «الجماعة الإسلامية» والتي عملت إلى إعادة أحياء ما يسمى «قوات الفجر». هذه القوى ليس لها عملياً أي قيمة عسكرية، وهي تعيش على الدعم الذي يقدمه لها «حزب الله»، وهي لا تتحرّك إلاّ من خلال ما يُطلبُ إليها أن تقوم به من قبل «حزب الله». وهدف «حزب الله» من ذلك، ان يعطي صورة بأنه ليس وحيداً ضمن بيئته، بل هو يشمل جميع اللبنانيين، وأن جميع اللبنانيين منخرطون في هذه العملية العسكرية وهذا ليس صحيحاً».

وطالب مجلس المفتين في لبنان في بيان بعد اجتماعه الدوري برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، بـ»وقف اطلاق النار فوراً في غزة وفتح المعابر وإدخال المساعدات الغذائية والطبية إلى الأهالي»، ونبّه «إلى خطورة الاعتداءات المتكررة على قرى وبلدات الجنوب اللبناني». وحذّر من «امتداد الفراغ إلى المراكز الهامة في الدولة اللبنانية وانعكاساته السلبية على الأمن والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي وكل مقومات الدولة».

وأكد «التيار الوطني الحر» في بيان بعد اجتماع هيئته السياسية برئاسة النائب جبران باسيل أن «مبدأ التيار هو رفض أي تمديد لأي مسؤول تنتهي ولاية خدمته وهذا مبدأ يتبعه «التيار» منذ انخراطه في الحياة السياسية، وقد مارسه حتى ضدّ نفسه مرتين عندما رفض نوّابه التمديد لمجلس النواب، كما رفض «التيار» التمديد لعددٍ من الحالات في الادارة والاجهزة الأمنية. أمّا من يخرج عن مبادئه كتقديم اقتراح قانون للتمديد لشخص، بحجّة الخوف على الفراغ في وقت تتوفر فيه وسائل اخرى قانونية لمنع هذا الفراغ، ويكسر مبدأ رفضه تشريع الضرورة، لا لسبب الّا للنكايات السياسية والمصالح الخاصة، فهذا شأنه ويبقى على الرأي العام ان يحكم على تقلباته وادائه».

وزار وفد من كتلة «تجدّد» ضم النواب أشرف ريفي، فؤاد مخزومي، أديب عبد المسيح وميشال معوض، متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، واكد عبد المسيح أنّ الكتلة «تتوقف عند ظاهرة انتشار الدعوات للتسلح تحت عنوان المقاومة وهذا يجري في بيروت وفي الكثير من المناطق. إنّ هذه الدعوات خطيرة ومرفوضة فالجيش اللبناني والقوى الأمنية الشرعية هي المسؤولة عن أمن المواطنين ونرفض أن يتم تشريع غابات السلاح لأن ذلك سيكون بداية للفوضى».

ووجه النواب: ملحم خلف، أسامة سعد، بولا يعقوبيان، ياسين ياسين وشربل مسعد، إلى الحكومة 13 سؤالاً عن خطتها لمواجهة اي احتمال لعدوان قد يطال لبنان. وطالب النواب في أسئلتهم بتوضيحات عدة لما عرضته الخطة وما إذا بدأت الحكومة أي اجراءات بشأن النازحين في المناطق الحدودية المتاخمة لفلسطين المحتلة وأعدادهم ومقاربة استمرارية الدعم لهم.

إلى ذلك، وجّه الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط كتاباً إلى الشخصيات العربية واللبنانية التي وقّعت الرسالة إلى «مؤتمر القاهرة للسلام»، جاء فيه: «... أما وأن الأحداث والتطورات باتت في مستوى آخر من جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الإحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة وفي الضفة الغربية على السواء، وأما وأن مستوى الانحياز الغربي والتغطية لهذه الجرائم تخطيا كل المعايير وضربا بعرض الحائط كل مفاهيم الإنسانية وحقوق الإنسان، وفي وقت يغيب فيه تماماً أي موقف أو تحرك عربي فاعل - بكل أسف - ويترك الشعب الفلسطيني أسير مصيره في مواجهة آلة الاحتلال الوحشية ومشاريع القتل والتهجير، فإنني أرى أنّ تلك الرسالة لم يعد لها من مغزى أمام كل ما يصيب الفلسطينيين».