المصدر: وكالات
الاثنين 15 أيلول 2025 09:22:37
تعيش غزة تحت نيران الجيش الإسرائيلي مع مغادرة نحو 300 ألف فلسطيني المدينة إلى الجنوب، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت".
وأشارت تقديرات إسرائيلية إلى أن نحو ثلثي سكّان مدينة غزة يرفضون المغادرة و"هو ما يُعد مؤشراً على فشل خطة التهجير الجماعي التي سعت إليها الحكومة الإسرائيلية لتفريغ شمال القطاع".
بعد الموافقة على عملية الاستيلاء على مدينة غزة واحتلالها في بداية آب/أغسطس الماضي، كشف مسؤولان إسرائيليان لشبكة "سي أن أن" الأحد عن أن العملية البرّية على مدينة غزة ستبدأ في الأيام المقبلة.
وقال أحد المسؤولين: "إنّها تقترب جدّاً"، بينما لفت الثاني إلى أنّها قد تبدأ الإثنين.
قبل هجومها البرّي، سرّعت إسرائيل من وتيرة تدمير الأبراج الشاهقة والمباني الرئيسية الأخرى التي تشير إلى أن "حماس" تستخدمها.
ورسمياً، أطلق الجيش الإسرائيلي في 3 أيلول/سبتمبر، عملية عسكرية باسم "عربات جدعون 2" لاحتلال مدينة غزة بالكامل.
"6 أشهر"
في السياق، أبلغ رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن عملية السيطرة على مدينة غزة تتطلّب 6 أشهر وأن حركة "حماس" لن تُهزم عسكرياً أو سياسياً حتى بعد احتلال مدينة غزة، وفق ما ذكرت القناة 12 العبرية.
وأشار رئيس الأركان المستوى السياسي إلى أن العملية البرّية التي يستعد الجيش لتنفيذها في مدينة غزة "لن تحقّق حسماً كاملاً".
وأشار إلى أن الهدف من موقفه هو "توحيد التوقّعات مع الحكومة بشأن نتائج العملية البرية المرتقبة".
وأضاف في جلسة مغلقة أن "تحقيق حسم نهائي يتطلّب توسيع العمليات إلى مناطق أخرى في القطاع، بما يشمل المخيّمات المركزية، وهو ما قد يضع على إسرائيل تحدّياً مدنيّاً لا يرغب الجيش بتحمّله".
وبحسب تقديرات المؤسسة الأمنية، فإن السيطرة على غزة قد تستغرق ما بين أشهر عدّة ونصف عام، قبل بدء مرحلة تطهير أوسع للمنطقة، وفق الإعلام العبري.
من جهّتها، ذكرت "يديعوت أحرونوت" نقلًا عن مصادر برلمانية أنّ زامير أبلغ أعضاء في الكنيست أن نتنياهو لا يشاركهم تفاصيل المراحل المقبلة من العمليات العسكرية في قطاع غزة.
وبحسب الصحيفة، أكّد زامير أنّ "هناك حالة من عدم اليقين داخل المؤسسة العسكرية والسياسية بشأن ما يُعرف بـ"اليوم التالي" في غزة، وما إذا كانت هناك خطّة استراتيجية واضحة لإدارة الوضع بعد انتهاء العمليات العسكرية، أو لمرحلة ما بعد حماس".
ويأتي هذا التصريح وسط تقارير إسرائيلية متزايدة تشير إلى خلافات عميقة بين المستويين السياسي والعسكري، بالإضافة إلى ضبابية الرؤية بشأن مستقبل القطاع. وقالت يديعوت أحرونوت إنّ هذا الغموض يُصعّب على الجيش الإسرائيلي وضع خطة طويلة الأمد، ويزيد من التحديات على الأرض.
"خطّة الاحتلال..."
إلى ذلك، أشارت القناة "12" إلى أن نتنياهو شدّد خلال الاجتماع الأمني في وقت سابق الأحد على ضرورة "البدء بالعملية ضمن الجدول الزمني المتّفق عليه"، وسط تزايد المخاوف من أن تؤدّي العملّية البرّية إلى تعريض حياة الأسرى لدى "حماس" للخطر.
وقالت القناة إن نتنياهو بحث مع وزراء وقادة الأجهزة الأمنية "السيناريوهات المحتملة" في حال أقدمت "حماس" على إيذاء الأسرى أو إعدامهم خلال القتال.
ولم تكشف القناة عن طبيعة الخطوات التي تجري دراستها.