المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الأربعاء 21 آب 2024 15:41:22
كتبت نجوى ابي حيدر في المركزية:
لا تنفك واشنطن تكرر على لسان كبار قادتها وموفديها الى المنطقة عبارة "الفرصة الاخيرة" في ما يتصل بمفاوضات وقف اطلاق النار في غزة الدائرة بين القاهرة والدوحة ، سعيا للوصول الى هدنة تتطلع اليها تعزيزا لأوراقها الدبلوماسية والانتخابية الرئاسية في منطقة تعتبر نفسها جد معنية بها. محاولة اخيرة تقودها ادارة الرئيس جو بايدن في ظل وضعية عسكرية متقدمة جدا. ذلك ان حركة حماس بعد عشرة اشهر على الحرب شارفت على الانتهاء عسكريا وسياسيا، فنقل نتنياهو معركته الاساس الى الجبهة الشمالية وبعث رسائل واضحة للمعنيين بدءأً بتدمير مطار الحديدة واغتيال اسماعيل هنية وفؤاد شكر وليس انتهاء بتصفية مسؤولين فلسطينيين في لبنان ، فاستعاد قوة الردع الاسرائيلية وشعبيته التي انخفضت جدا اثر عملية طوفان الاقصى. وفي ظل ظرف مماثل لن يكون مستعدا لتقديم اي تنازل ، خصوصا انه يرى اخصامه مربكين. فالحوثيون لم يردوا على استهداف مرفأ الحديدة، والرئيس السوري بشار الاسد نأى بنفسه وبلاده عن المعارك وفتح الجبهات ، الميليشيات العراقية منسحبة من المشهد، حزب الله لم يرد على اغتيال شكر وايران كذلك .
ازاء هذا المشهد، يجد نتنياهو نفسه في موقع المتفوق عسكرياً، فلماذا يتنازل او يذهب الى هدنة؟ هو إما يذهب اليها بشروطه، اي هزيمة كاملة لحماس ، مع عدم الانسحاب من معبر فيلادلفيا والمحافظة على تموضعاته الحالية وشن حرب حينما يريد ، وهي حتما مذلة للفريق الاخر، او استكمال الحرب، وفي الحالتين يعتبر نتنياهو نفسه منتصرا، والفريق الاخر خاسرا.
من هذا الموقع، تقول مصادر سياسية دبلوماسية لـ"المركزية" يتصرف نتنياهو ويتعاطى مع مفاوضات غزة. ولهذا السبب يفرض شروطه ويتمترس خلفها. ولهذا السبب ايضا تسود اجواء تشاؤمية بين الوسطاء. ولهذا السبب اطلق الرئيس الاميركي جو بايدن موقفه امس، ولهذا السبب ايضا وايضا ستصطدم محادثات القاهرة والدوحة بالحائط المسدود.
وتضيف: على رغم مواقف نتنياهو هذه المعاكسة للرغبات الاميركية بإنجاح المفاوضات وفرض الهدنة، وعلى رغم التشنج الذي طرأ على العلاقات بين البلدين للمرة الاولى بفعل عدم تجاوب نتنياهو مع الطروحات الاميركية، استقدمت واشنطن كل اساطيلها الى المنطقة في دليل الى انها لن تتخلى عن حليفتها التاريخية، وقد اعلنت للملأ انها ستكون الى جانب اسرائيل فيما لو اندلعت الحرب ووجهت رسالة الى ايران ومحورها عما قد تكون عليه المعركة في حال وقعت على المستوى الشامل. شأن يبني عليه رئيس وزراء اسرائيل للمضي في التصلب واستفزاز الفريق الممانع بمزيد من التصعيد الممتد في لبنان من القرى الجنوبية الحدودية الى صيدا فالبقاع ومزيد من اغتيال الشخصيات الفلسطينية على غرار العضو في حركة فتح خليل المقدح اليوم.
الشهران المقبلان هما الاشدّ خطورة تقول المصادر ، كون واشنطن ستنكفئ عن الساحة الاقليمية وتنشغل بانتخاباتها الرئاسية، وسيستغل نتنياهو الانشغال هذا للمضي في ما يصبو اليه، من تصفية حماس وقادة حزب الله وجر المنطقة برمتها الى الحرب الشاملة، ان رأى ذلك مناسباً لمصلحته، فهو ان كان يريد الهدنة بشروطه فكذلك يريد انهاء الحرب بشروطه وتحقيق اهدافه ومحورها انهاء حماس وازالة خطر حزب الله عن حدوده .