المصدر: Kataeb.org
الجمعة 14 شباط 2025 17:49:05
تعليقًا على كلمة الرئيس سعد الحريري في الذكرى العشرين لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، قال عضو كتلة الكتائب النائب الدكتور سليم الصايغ: "استوقفني في كلمته الشق العاطفي الوجداني الذي تجلّى بالتفاعل الكبير أثناء الكلمة، وهو يذكّرنا بمشهدية 14 آذار السابقة التي هي مشاعر مهمّة والأوطان تُبنى ليس فقط على العقل إنما على القلوب والوجدان، وقد تبيّن أن هناك تفاعلًا عفويًا كبيرًا مع الناس والحريري عرف كيف يُخاطب الناس، كذلك أعطى رسالة بالعقل وهي تثبيت لمشروع الشهيد رفيق الحريري الأساسي وهو العودة إلى الدولة والرهان على الدولة ونهائية لبنان كما جاءت في الدستور وهذا الأمر مهم جدًا، إذ لا بديل عن الدولة والدعم بالسياسة للعهد والحكومة، مما يعني أن ليس الانسحاب من الحياة العامة إنما العودة من باب هذه الذكرى إلى عمق الوجدان اللبناني وإلى قلب المعادلة السياسية الداخلية في لبنان، إذ تكلّم عن تيار المستقبل وأعطى كلامًا كبيرًا عن تيار المستقبل لأنه ليس اليوم رئيس حكومة، وهناك أمر مهم وهو العقل اللبناني، العقل السياسي، المعادلة السياسية اللبنانية، فتيار المستقبل يعود بقوة إلى الحياة السياسية اللبنانية ليخوض الانتخابات البلدية والانتخابات النيابية وبالنتيجة عودته الشخصية، فعندما يقول أنا إلى جانبكم ولم أترككم فقد يكون ماديًا شخصيًا in person أو قد يكون بالحضور وهذا أمر سيترك أثرًا كبيرًا، وبرأيي نحن أمام مشهدية تغيير المعادلة السياسية الداخلية اللبنانية ولكن ليس لحساب قوة على قوة أخرى، إنما لكي يأخذ كل واحد الحجم الطبيعي الذي يجب أن يأخذه"، وأضاف: "أنا شخصيًا كنت أنتظر أن يكون أمام الناس نوع من المراجعة للمرحلة السابقة، مشددًا على أن الناس لم تترك سعد الحريري وهو قال ذلك، إنما القراءة السياسية الماضية جعلت نوعًا من انفصال كبير داخل 14 آذار ومن ثم بالآداء الحكومي، ومن ثم بالعهد المنصرم الذي أتى على لبنان بالويلات والذي حاول أن يضع الرئيس الحريري مسافة معه لكن لم يفلح بالقدر الذي كان مفروض أن يصل إليه. وسأل: "هل يا ترى اليوم هو يوم للمراجعة أم لا؟!"
وعن قول الحريري إنه تحمّل المسؤولية عن عدد من الأزمات وقدّم استقالته بخلاف البعض من السياسيين ووضعه مجموعة من الأمور كحصرية السلاح بيد الدولة ومشروع الحريري الاقتصادي والقضاء العادل وما إذا كانت مراجعة للآداء السابق، قال الدكتور الصايغ: "نحن نعتبر أنها بداية المراجعة، فنحن نتمنى لأن تيار المستقبل لن يعمل في فراغ وهناك حركة سياسية كبيرة حصلت، حركة 17 تشرين وما قبل وبعد وحصلت الانتخابات النيابية التي لم يشارك فيها تيار المستقبل والتي أفرزت شخصيات شبابية وغيرها، أصبح هو سيتعامل مع قوى سياسية من خارج البيئة المباشرة لتيار المستقبل، موضحًا أن المراجعة ليست كفحص ضمير ذاتي وهذا أمر يُشكر عليه إنما المراجعة يجب أن تحصل مع الباقين والمفروض عندما يطالب رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل بمؤتمر مصارحة ومصالحة يبدأ فيها الفرد بنفسه من ثم مع الأصدقاء والحلفاء السابقين ومن ثم تتوسّع لتشمل كل الوطن، وهذا ما أتحدث عنه، إذ إنه لا يمكن أن يقوم كل شخص بفحص ضمير ومن ثم يقول طويت الصفحة ويكمل عمله السياسي، إذ يجب علينا أن نقرأ جميعنا الصفحة ذاتها ونقلبها معًا وهذا المطلوب، فلدينا ذكريات مهمة وطنية إيجابية مع الرئيس سعد الحريري"، واستطرد يقول: "أنا شخصًيا شاركت في الحكومة الأولى للرئيس سعد الحريري وكان النمو في لبنان 8% وكان حقيقة عصرًا ذهبيًا للدولة وهذه ذكريات جميلة نرغب باستعادتها على أسس أصلب في المستقبل، مشيرًا إلى أن دور سعد الحريري الشخصي كما تيار المستقبل لا أحد يمكن أن يأخذه منه فهو من يصنعه واليوم ظهر أنه قادر اليوم على استعادة زمام المبادرة وله بالدولة وزرع بالدولة 30 سنة رجالات وأناسًا مؤمنين بمشروع الدولة ويجب أن يتم الارتكاز عليهم للانطلاقة الجديدة للعهد الجديد وللحكومة الجديدة."
وعن جرعة الدعم التي أعطاها الحريري للحكومة وما إذا كان يمكن أن تعوّض عن التململ السنّي الذي رأيناه والتهديد بحجب الثقة لتكتل الاعتدال عن الحكومة قال الدكتور الصايغ: "هذه قد تكون نتائج مباشرة لهذه الكلمة، فاليوم الموضوع ليس موضوع حصة في حكومة فقط بل موضوع خيار سياسي لإنقاذ لبنان وهو ليس موضوع أن هذا لي وهذا لك فهناك تخطٍّ لذلك وهنا ظهر أن الرئيس الحريري قادر، وجميعنا نعرف أن لديه دالّة على بعض النواب ونعرف أنه لا يزال يشكل هو أو السيّدة بهية الحريري نوعًا من المرجعية لكثر لم يتدخلوا لا عن قريب ولا عن بعيد بكل عملية تأليف الحكومة احترامًا للقرار الذي أخذه الرئيس الحريري في الماضي، وأصبح اليوم خرج من منطق المحاصصة ليقول إن هذه الحكومة بمن فيها وما تمثل نحن داعمون لها لاستعادة الدولة وبالنتيجة يعطي إشارة كبيرة للنواب الذين "أخذ على خاطرهم" والذين ربما لديهم مطالب محقة إنه فلنترفع للحظة عن كل المطالب المناطقية وغيرها ونذهب إلى الجوهر وهو إعادة تشكيل السلطة بالكامل في لبنان واجتثاث الدولة العميقة بمنطقها ورموز فسادها وهذا هو أصل الموضوع، وهنا مطلوب دور هام جدًا للرئيس الحريري لأنه يعرف من أكل من لحم أكتافه ومن خانه وهو يعرف من أكل من صحن الدولة من جماعته وهم مطبوعون وممزوجون بالفساد والاتهامات المحلية والدولية وهو تأذى كثيرًا وله دور مهم برفع الغطاء المعنوي والسياسي وأعتقد أنه رفعه عن كل المرتكبين الذي هم جزء لا يتجزأ من المنظومة التي يجب تطهيرها في المرحلة القادمة."