الصايغ: أي اتفاق محصور بجنوب لبنان هو تمهيد لفتنة داخلية لبنانية وأدوات الماضي لم تعد تنفع

أوضح النائب الدكتور سليم الصايغ أننا نعيش في أوهام وكل شخص يتمنى شيئاً ويعتبر أنه سيصبح واقعاً، مشيرًا إلى أن هناك نوعين من الأفكار الموجودة اليوم: الأولى تقول أن الامور ستعود الى ما كانت قبل 7 تشرين والثانية أن هناك تغييراً جذرياً ولا عودة لتلك الفترة.

الصايغ وفي حديث لبرنامج "بلا رحمة" عبر إذاعة لبنان الحر، قال:" نكون واهمين عندما تقيم دولتنا الفاشلة وساطة مع حزب الله الذي ليس لديه قرار فيما القرار عند إيران، إذ بعد اغتيال المسؤول الايراني الرفيع في سفارة إيران في دمشق أعطوا الايرانيين إشارة لأمين عام حزب الله السابق حسن نصرلله ألا مكان آمن في بيروت ونُصح بالخروج من لبنان، وبعد اغتياله أخذ الايراني على عاتقه إعادة هيكلة الحزب". 

وتابع:" رئيس الحكومة يقوم بجهد كبير ليقول أن هناك صوتًا آخر في لبنان غير الصوت الايراني، ونحن دعمناه وسندعمه حتى النهاية إذ علينا تعزيز ما تبقى من هذه الدولة الفاشلة، ولاننا نعيش حالة إنكار بات ضروريًا وضع لبنان تحت الفصل السابع في الأمم المتحدة، فقد قبلنا بالوصاية الاقتصادية في مؤتمر "سيدر" ثم قبلنا بالوصاية السياسية بعدما قبلنا باللجنة الخماسية واستسلمنا في الاتفاق البحري مع اسرائيل، واليوم بدلا من إنشاء خلية أزمة سياسية لمواجهة الحرب التي من الاساس قلنا الا مصلحة لنا بالدخول فيها تحولنا إلى تحمل تداعياتها الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية بينما المطلوب تحرير القرار الوطني".

وردًا على سؤال حول المفاوضات الجارية لوقف الحرب، قال:" نكتشف في الاعلام ما يحصل حول مفاوضات وقف النار، لا نعرف من يفاوض ومع من ليخبرونا على ماذا يتفاوضون لربما ندعمهم، نحن قلنا لممثلة الامم المتحدة في لبنان وفي نيويورك وفي كل المحافل الدولية أن كل ما يحدث اليوم هو بمثابة استعمال عدة الماضي للذهاب الى المستقبل ".

وتابع:" الفكرة الموجودة لدى الاميركيين اليوم تقول بوجوب وضع آلية تنفيذ كنشر الجيش على الحدود وتمكينه، ولكن هذا لا يخدم مصلحة لبنان ولو أُخذ رأينا بالموضوع لقلنا أن هذا الامر لا يصلح فالمصيبة أن الدولة مستقيلة من دورها وسلّمت قرار السلم والحرب لحزب الله، وفي الماضي صار أيضًا الخطأ نفسه تمثل بربط نزاع على أساس أن التقاطع الدولي لا بد من ان يفرض حلًا في لبنان لتبسط الدولة سيطرتها ".

وإذ أكد أن حزب الكتائب لم يقبل يومًا بتشريع السلاح غير الشرعي، قال:" لو كنت أفاوض اليوم باسم الدولة اللبنانية لما قبلت بالورقة المطروحة".

وردًا على سؤال حول لقاءات كتلة الوفاء للمقاومة المستمرة مع الكتل النيابية، قال:" الهدف هو القيام بعملية شرح لما يحصل راهنًا وللتواصل مع الكتل النيابية كي لا يبقوا معزولين وكأنهم يقولون نحن موجودون في السياسة ونقوم بدورنا، الامر الذي يفتح أمامهم خيارات سياسية داخلية وفي مكان ما يمكّنهم من وضع التضحيات في الميدان على الطاولة السياسية".

وتابع:"على حزب الله أن يفهم أن إسرائيل لا تريد أي حل دبلوماسي أو سياسي، والرئيس ميقاتي اعترف أن تأخر اتخاذ قرار فصل الجبهة اللبنانية عن غزة أوصل الامور إلى طريق مسدود، أما اليوم فمنطق الحرب هو السائد والاقوى على الارض سيفرض شروطه ومنطق القوة هذا يعني طواحين دماء ومزيد من الدمار". 

وردًا على سؤال، اعتبر الصايغ أن حزب الله حزب عقائدي جهادي لا يستسلم سوى لله فلا يمكن القول له بالاستسلام، ولكن عليه أن يدرك أن حياة الانسان لها قيمة مقدسة كبيرة أيضًا ونحن لا نطلب منه الاستسلام وقلنا أن انكسار أي مكون لبناني هو انكسار للبنان ولكن كل ما نقوله لنتساوى كلبنانيين.

وتوجه للحزب بالقول: "سلّم لمنطق الدولة والشرعية اللبنانية وللقوانين الدولية لان ثَبُت أن خيارك الاخر لم ينفع بشيء وهو انتحار، لنسلّم جميعًا لمنطق الدولة وهذا الامر لا يعجب ايران لانها تتطلع إلى المقايضة على لبنان ولو كان مدمراً وبالتالي حزب الله يتحمل وحده المسؤولية، ففيما نحن نتحمل المسؤولية الاجتماعية الناتجة عن قراره بخوض الحرب لن نقبل بتحمل المسؤولية السياسية ولن نقبل بفرض أمر واقع وعندها ليتم الطلاق فنحن لا نريد تحويل لبنان الى غزة" .

وردًا على سؤال حول علم قوات اليونيفيل بوجود مخازن أسلحة لحزب الله في الجنوب، قال:" قوات اليونيفيل كانت تخبرنا بالتدريبات التي تحصل ولكن هناك إرادة دولية لربط النزاع مع إيران في لبنان، لذلك لا حل الا بالعودة الى الثوابت والا ستسقط بيروت ولبنان كله".

وحذر الصايغ من أي اتفاق محصور في جنوب لبنان لانه تمهيد لفتنة داخلية لبنانية، معتبرًا أن عدّة الماضي لمعالجة المستقبل لم تعد تنفع.

وتوجه الى الوسيط الاميركي آموس هوكستين، قائلا:" من حيث تدري أو لا تدري فأنت تسلم لبنان الى ايران وبعدها ستجلس وتتفاوض معها ، ما يعني عودة الامن والحكومات بالتراضي وإذعان للفساد والزبائنية واستمرار للمنظومة السابقة مع فرض عقوبات صورية، وبرأيي أيًا كان الفائز في الولايات المتحدة الاميركية علينا ان نقول الا عودة الى ما كان قبل 7 تشرين".

وتابع:" اتفاق الطائف يسلّم بالمساواة والشراكة الوطنية بين الافرقاء الداخليين وينص بوضوح إلى تسليم سلاح الجميع إلى الشرعية الدولية لذلك على حزب الله تسليم السلاح ولنعود الى وثيقة الوفاق الوطني ولنطبق القرارات الدولية، إما علينا مناقشة موضوع الشراكة في لبنان".

وردًا على سؤال، قال:" لو أردنا حقا الاستثمار بالدبابة الاسرائيلية لكان الى اليوم الشيخ بشير الجميّل رئيساً للجمهورية وهو لا يزال رئيس القلوب ولكانوا هم اليوم من يحمل له الحقيبة، لان بيئتهم كانت أول من احتفل بالبشير عند انتخابه، نحن نريد العيش في بلد فيه سلم أهلي حقيقي والدين المسيحي يتحدث عن مفهوم السلام حتى مع العدو، فلسفتنا ليست يتأليه الحرب إنما بتقديس  الوجود، فكما واجهنا المماليك وغيرهم منذ ١٤٠٠ عام لم نتوانى لحظة عن الاستشهاد للبقاء الكريم كذلك لم نرض إلا باختراع مشروع الحداثة والانوار والرقي والتقدم في هذه الارض، هذا هو لبنان الذي نريد".

وردًا على سؤال حول جرف اسرائيل للقرى الحدودية، قال:" من الخطأ الاستراتيجي جرف القرى في الجنوب وكأنها هي من تهدد أمن إسرائيلي  في حين الدفاع عن الدول لا يكون عند الحدود إنما في النظام الإقليمي وعماده القرار السياسي في العواصم في كل دولة معنية مما يعني ان حماية الجنوب والحدود هي من بيروت". 

خطاب نعيم قاسم
وتعليقًا على خطاب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم الاخير، اعتبر أن حزب الله يريد الظهور أنه شريك مسؤول وقادر، مضيفًا:" يجب المرور بالسفارة الإيرانية للتكلم مع الحزب".

الانتخابات الاميركية
وعن الانتخابات الاميركية، قال الصايغ:" اعتدنا ألا نتكل إلا على أنفسنا والمسألة اليوم ليست بين الديمقراطيين والجمهوريين انما بين الولايات المتحدة وإسرائيل التي تريد تعطيل قدرة إيران على تحريك أذرعتها في المنطقة ويعتبرون أن إيران أدت وظيفتها في المنطقة".
وتابع:" الخط الجمهوري يريد الوصول الى نتيجة بأقل خسائر ممكنة والديمقراطي يريد الوصول الى نتيجة عبر التفاوض الذي يسرّع في الوقت عينه من تمكين القدرة النووية لايران، وفي حال وصول هذا الخط فسيأخذ المسار الدبلوماسي وقته وهذا ليس من مصلحة إسرائيل التي ستحاول ضرب إيران".

التمديد لقائد الجيش
وعن التمديد لقائد الجيش، قال:" اذا توافرت اليوم المعطيات نفسها التي كانت العام الماضي فستنسحب النتيجة أيضًا لهذه السنة، ولكن السؤال الاهم لمعطلي انتخاب رئيس ولرئيس مجلس النواب:" هل تريدون جيشًا، ودولة"؟ نحن نريد تفعيل المؤسسات عبر المؤسسة الام وهي رئاسة الجمهورية".

ملف النزوح
وعن النازحين في كسروان وجبيل وكافة المناطق،  أشار إلى أن المناطق المضيفة للنازحين هي المناطق التي تؤمن بالدولة وبالجيش اللبناني والتي هي اليوم تحمي البيئة الحاضنة لحزب الله الذي لم يستطع حمايتها، لذلك فلنتواضع ونفكر بالمستقبل بعيدًا عن منطق الاستقواء.