المصدر: Kataeb.org
الاثنين 7 تشرين الأول 2024 10:45:47
أكد عضو كتلة الكتائب النيابية النائب الدكتور سليم الصايغ ألّا مخطط بيانيًا واضحًا عند رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فهو يسعى الى فتح الخيارات امام كل ضربة، اي يذهب الى غزة يستطلع ويستكشف ويبدأ بالتجهيز وبتركيب حملة غزة ويسعى الى فتح كل الخيارات الممكنة وعندما ينتهي يذهب من غزة الى الجبهة التي يعتبرها تشكل الأكثر خطرًا عليه، وأضاف في مداخلة عبر قناة الغد: "اليوم فتح جبهة الضفة قبل لبنان ولكن سنحت الفرصة له باختراق معين على جبهة لبنان وبالنتيجة قرّر الدخول إلى لبنان، وقد يكون الهدف السياسي غير موجود إنما بما أنه ينتمي الى مدرسة متطرّفة في السياسة وفي الجيوسياسة فهو يذهب الى استعمال أقصى قوة لديه من اجل فتح الخيارات وهذا ما نلاحظه في لبنان، فهو يأخذ الحجة والحجة قائمة أن هناك اعتداءات يومية عليه من لبنان بسبب حرب الإسناد التي هجرت شمال اسرائيل وعندما جائت اللحظة الزمنية أطبق على الوضع لبنان بأقصى قوة ممكنة. في نظر نتنياهو ليس هناك من ضرورة في بادىء الأمر لربط الجبهات ببعضها، انما بعد استعمال كل القوة في كل جبهة يتم درس امكانية الربط بين الساحات من قبل إسرائيل كربط غزة ولبنان والضفة والجولان، اذ تصبح هذه العملية متاحة أمامه عندما يتم ضرب كل العناصر والعوامل التي قد تقف بوجهه، وما نراه حصل في غزة ويحصل الآن في لبنان لكن كل ذلك من دون أفق سياسي وهو لا يستطيع ان يصنع الأفق السياسي لانه بحاجة الى مظلة دوليةقد تكون متوفرة للحرب انما غير قائمة بعد لليوم التالي. واليوم الكل ينتظر نتيجة استعمال كامل القوة ليتم في ما بعد ترتيب الأوراق السياسية حسب ما تحدده المعركة.
ولفت د. الصايغ إلى أن اسرائيل في المرحلة الاولى استعملت القوة انتقائيًا في الاغتيالات لكوادر الحزب وكأنه ضرب للجهاز العصبي لحزب الله وبعد نجاح هذه الضربات الامنية الاولى تعاظمت قدرتها في المرحلة الثانية عبر استهداف كل القيادات العسكرية والسياسية والأمنية قبل ان تنتقل إلى المرحلة الثالثة لتعتمد الضربات التدميرية للبنى التحتية لحزب الله وكانها تكسير للهيكل العظمي للحزب.، استفادت إسرائيل من سكوت المجتمع الدولي مما يحصل لا بل هو داعم بصمت للعملية الاسرائيلية في لبنان اذ صور الإسرائيلي نفسه انه ضحية نتيجة حرب المشاغلة وعرف ان يبين ان ضرباته محددة ودقيقة لذلك جاءت
ردة الفعل الدولية مختلفة عما حصل مع غزة، ففي غزة هناك القضية الفلسطينية وهي قضية شعب يقاوم لوجوده بغض النظر عما حصل في 7 أكتوبر وعلى من يقع الحق فيها فضلا على ان إسرائيل ارتكبت في غزة كل الجرائم الموصوفة في القانون الإنساني مما ألب الرأي العام الدولي ضدها وأدى إلى عزلتها. بينما الوضع في لبنان مختلف فهي بدت هنا الضحية حتى بدت وكأن هناك دعما دوليا لها وهذا فتح لها فرصا إضافية ، مما يعطيها خيارات متنوعة، وعند المضي في كل خيار جديد تستخدم كامل قوتها للمضي به، فإن كان باستطاعتها القيام بالعمل الأقصى فلماذا تبقى بالعمل الأدنى ألا وهو حماية الحدود فقط؟
وتابع: "بنظريتها الجديدة تعتبر إسرائيل أن حماية حدودها الشمالية تبدأ ببيروت لأن القرار يخرج من بيروت والتنظيم في بيروت فتضرب الرأس بدلا من الأطراف والأمر الملفت والذي لم نتحدث عنه بشكل كاف، هو ضرب مركز قيادة الاستخبارات التابعة للحزب أي كل الداتا والشبكات والعملاء في لبنان والخارج،
وشدد على أن اسرائيل تمكنت ولو ظرفيًا من تحقيق ليس فقط ضربات موجعة بل قاسمة لا يمكن ترميمها وربما إعادة بنائها تتطلب شهورًا أو سنين.
وعمّا إذا كانت نظرية الردع سقطت قال: "هي سقطت بمجرد اندلاع الحرب بين حزب الله واسرائيل فهو كان يقول انه يلتزم بقواعد الاشتباك انما لم يكن هذا معلنًا من قبل اسرائيل، فقد كان يلتزم بها بطريقة أحادية، إنما ولا مرة اعترفت اسرائيل بقواعد اشتباك وشعرت انها بحل من الأمر وكانت تعمد الى الاغتيالات خارج منطقة الحدود اللبنانية وتستعمل كل الوسائل الطيران والصواريخ وما إلى هناك".
وشرح أن مفهوم الردع هو مفهوم ما قبل العسكري وهدفه منع اندلاع الحرب وتخويف الآخر وزرع القناعة انه اذا اعتمد القوة سيُجابه بقوة أكبر مما سيمنعه من استعمال القوة تجاهك انما بمجرد سقوط وقف إطلاق النار وبدء العمليات الحربية ونتحدث باطار محدود للصراع بناء على تفاهمات إنما لا نستطيع ان نرتكز الى مفهوم الردع وهذا ما جعل رئيس الكتائب يقول ان الردع قد سقط وهو يقصد انه تم تثبيت سقوط مفهوم الردع بين حزب الله وإسرائيل الذي اعلنت مرارا وكتبت عنه انه قد سقط بمجرد اندلاع الحرب على الحدود في ٨ اكتوبر.
وذّكر ان الردع أساسًا مفهوم تم استعماله بالحرب الباردة من قبل القوى النووية بشكل ألا يجرّب أحد أن يستعمل القنبلة النووية تجاه الآخر وانسحبت على الحرب التقليدية ولكن سقطت بلبنان.
وأردف الدكتور الصايغ:" اليوم اذا ما بدأت إسرائيل عملية برية وتم طرح اشكالية الدفاع عن الأرض اللبنانية بوجه هجوم تقوم به اسرائيل فهنا الأمر فيه نقاش، وبشكل عام وواضح لا نقبل بأي انتهاك للسيادة اللبنانية إنما المسألة المطروحة والتي يجب الإجابة عنها بسرعة كبيرة هي: لمن نريد أن نوكل مهمة الدفاع عن الأرض اللبنانية؟ نحن لا نريد إلا الجيش اللبناني البارحة واليوم وغدا"
وأشار إلى أن ايران لديها سياسة ثابتة لم تتغير وبيّنت بعهد الرئيس الأميركي باراك اوباما فهي تريد الاعتراف بدورها في المنطقة كقوة إقليمية لديها مصالح وحاضرة لأن تلتزم بالاتفاق النووي شرط ان يكون تحت رعاية الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتريد أن تدخل الى المجتمع الدولي من باب التعاون وليس من باب التنافس.
وأضاف: "حصل اتفاق نووي انما بقي موضوع الاعتراف بإيران وتأثيرها على العواصم الكبرى لا سيما بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت موضوع إشكالية، فيومًا يقول الأميركيون انهم يعترفون بنفوذ ايران ويوما آخر لا نعترف بهذا الموضوع، وهنا توجد ضبابية بالموقف الأميركي الفعلي بالرغم من انهم في العلن يقولون لم نعترف ولم نعط أي شيء لايران"، وتابع: "بعد اندلاع أحداث 7 أكتوبر اعبرت ايران ان هذا الأمر قد يكون تثبيتًا لدورها كشريك أميركي في المنطقة من هنا رأينا الوزير الراحل عبد اللهيان يكرر زياراته الى بيروت ليبدو المحاور مع الحزب ليقنعه بالالتزام بضوابط معينة لهذه اللعبة وبالوقت نفسه يصر على نصرة القضية الفلسطينية ويطلب من الأميركيين التعاون وهم يطلبون منه التعاون كذلك إنما من لم يعترف بهذا الدور الايراني ليس العرب ولو أنهم لا يحبون رؤية ايران تمدّد أذرعها في المنطقة إنما اسرائيل، ففي كثير من الأوقات ننسى أن الطرف الاساسي الذي لديه حق النقض وقد يكون في كثير من الأحيان وهو صانع السياسات الاقليمية انما هو اسرائيل التي لا تريد دور الشراكة مع ايران لسبب انها تعتبر ان السنوار وحماس والضيف لديهم شراكة كبرى مع ايران ان لم يكونوا على تعاون وهم ضربوا أمن اسرائيل بالعمق ويعتبرون أن حزب الله الذي أبرموا معه تفاهمات غير مباشرة ومن خلفه ايران لإشاعة الأمن والاطمئنان على حدود لبنان، هذا الشريك غير المعلن لضمان الحدود أعلن انه حاضر ليفتح حربا لم تبدأ اسرائيل بها وقادر على أن يصيب اسرائيل العمق وكأن اسرائيل التي كان يمكنها ان تبرم مع ايران تفاهمات معينة أصيبت بالصميم، إذ إن ايران لا ترى ما تريد اسرائيل بقدر ما ترى ما تريد أميركا لأنها القوة العظمى، من هنا نرى نوعا من التخبط في وضوح الصورة ومن هنا نرى أن هناك سقوفا معينة لهذا الصراع فلا إيران تريد أن ترهق كاهل أميركا بضرب صواريخها بالآلاف على اسرائيل لأن هذا يعني نقطة لا رجوع مع أميركا أي الحرب الحتمية، وكذلك الإسرائيلي لا يريد أن يضايق أميركا بشكل ألا يعود الأميركيون ينصرون اسرائيل في حال تعرّضت لهجمات على حدودها أو بالصواريخ البالستية، فالكل يراعي الكل بسقوف معينة فهذه حرب وجودية لإسرائيل وللفلسطينين لذلك هم يستعملون كل الوسائل الممكنة ضد بعضهم البعض ولكن ليست حربا وجودية لايران ولا لأميركا ولا حتى لحزب الله وهم لا يستعملون كل القوة الموجودة بين أيديهم الواحد ضد الآخر.
وعن كلام النائب سيزار أبي خليل من أن سليمان فرنجية والعماد جوزاف عون أبعدا عن المعركة الآن، قال الصايغ: "لم نسمع أنّه هناك حق نقض يُمارس ضد اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون، فالأمر عكس ذلك حيث أن الوضع أوصلنا الى نقطة فوضى مُحتملة في الداخل اللبناني حيث هناك مليون ومئتي ألف نازح والكثير منهم يملكون أسلحة فردية بسبب تخوفهم من التفلّت الأمني، فلا مكان لهم للإيواء وفي المقابل، هناك عدد كبير من اللبنانيين مسلّحين وبطريقة غير منظمة لذلك الفوضى المحتملة تتطلّب نوعًا من حزمٍ وقيادةٍ قادرة على تحريك القطاعات العسكرية بحنكةٍ وحكمةٍ وقوّةٍ وهذا ما يعني أنّنا سنرى في الإستحقاقات المتتالية كرئاسة الجمهورية أو الحكومات الإنتقالية دورًا بارزًا لقيادة الجيش في المرحلة المقبلة".