الصايغ: الردع الحقيقي لإسرائيل يكون عبر الجيش اللبناني صاحب الشرعية بعيداً عن التهويل والتظاهر بمظهر القوة

شدد عضو كتلة الكتائب اللبنانية النائب الدكتور سليم الصايغ  على ان الدولة اللبنانية هي الوحيدة المسؤولة وهي مرجعية القرار الوحيدة في لبنان.

وإذ سأل:" في حال أقدمت اسرائيل على ضرب العمق اللبناني وتدمّرت مناطقنا مقابل إطلاق الصواريخ، كيف ننتصر للقضية الفلسطينية"؟ لفت الى ان لبنان يمكنه مناصرة القضية الفلسطينية بوحدة الصف في بيروت وتحويل لبنان إلى منبر الحقوق والقانون، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي بإمكانها الإنتصار لقضية فلسطين.

الصايغ دان جريمة عيناتا، وقال ضمن برنامج "بدبلوماسية" عبر OTV: "أي اعتداء على المدنيين مرفوض وما حصل في لبنان هو جريمة حرب موصوفة"، معتبرا ان "على الدولة اللبنانية أن تدافع عن مواطنيها عبر القنوات الديبلوماسية الحكومية".

وردا على سؤال، قال: "ما يقلقني أولا هو مواقف "ذرف الدموع" والإستنكار من دون القيام بأي عمل فعلي يحمي لبنان، وثانياً يجب مساعدة الفلسطينيين للخروج من هذه الحرب والتوجّه إلى حلّ دائم لأن الإحتكام إلى منطق الحرب لديه نتيجة صعبة من القتل والضحايا".

ولفت الصايغ الى ان ما يحصل في غزة أصبح يُعدّ "إبادة"، واعتبرنا في لجنة الخارجية في مجلس النواب أن هناك تخطٍّ لكل قوانين الحرب والقانون الدولي الإنساني وأعلنّا موقفاً واضحاً عن جريمة مستشفى المعمداني وكنّا سبّاقين بين الدول العربية.

ورأى ان ما تقدّم به وزير الخارجية عبدالله بو حبيب في الأمم المتحدة هو ما قام به لبنان والدولة اللبنانية تجاه مواطنيها.

وقال: "نشهد على حرب قائمة في المنطقة بغطاء من أعضاء فاعلين في مجلس الأمن الدولي ومن المُهمّ اليوم هو العمل الجاد على الهدنة الإنسانية والممرات لإنقاذ من يمكن إنقاذهم من نيران الحرب".

واكد الصايغ انه يجب تطبيق القرار 1701 في جنوب لبنان، لكن الكلام غير كافٍ ويجب تفعيل دور الجيش اللبناني واليونيفيل على الحدود الجنوبية للبنان وعندها أي اعتداء اسرائيلي يكون على الشرعية اللبنانية الأمر الذي يمكن ضبطه بالقنوات الديبلوماسية.

ولفت الى ان الحدود الجنوبية مكشوفة ولا تخضع لشرعية الدولة بل هي تحت إمرة المجموعات المُسلّحة الأمر الذي يُكبّل لبنان أمام المحافل الدولية، والدليل على ذلك كلام رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي عندما أعلن أنه "عاجز" عن اتّخاذ قرار السلم والحرب كونه مصادر من حزب الله.

اضاف: "بالشكل عينه الذي نتضامن فيه مع أهل غزة وأهلنا في الجنوب، يجب البحث عن أفضل طريقة لوقف جرّ لبنان إلى هذه الحرب".

وتابع: "بكل أسف نعتبر أن المبادرة اليوم على الساحة الجنوبية هي بيد حزب الله، وهو الذي افتتح الجبهة منذ اندلاع الحرب بين غزة واسرائيل من دون مشورة أي من الأفرقاء اللبنانيين، وهو يعتبر أنه معني بجبهة الجليل".

وقال: "اسرائيل تحضرت منذ سنوات للحرب على جبهتين، وإن كانت استراتيجية حزب الله هي لتشتيت الجيش الإسرائيلي فهذا الأمر غير واقعي كون النتيجة على أرض الواقع هو الدمار والقتل".

وأردف: "نرفض أن نُعرّض أهلنا للموت نصرةً لأي جهة خاصّةً بظلّ الأزمات التي تمرّ بها البلاد".

ولفت الى ان حزب الله ينفرد بقرار السلم والحرب بلبنان أسوةً بتعطيل الإستحقاقات الدستورية أبرزها الإنتخابات الرئاسية، أمّا إيران فتستعرض على حساب الشعوب ووزير الخارجية الإيراني هدّد بفتح الجبهات إن خطى جندي اسرائيلي في غزة لكن تبين أن عملية اسرائيل لديها غطاء دولي أكبر من ايران.

ولفت الصايغ الى انه مؤخراً رفعت الولايات المتحدة بعضاً من العقوبات على إيران وأفرجت عن 7 مليارات دولار في مرحلة التفاوض، لكن لا توافق أميركي - إيراني في ملف النفوذ الإقليمي، لأن قرار عمليات الميليشيات في المنطقة لا يزال بيد إيران.

واردف: "لا نعرف حقيقةً ما يحصل على الأرض بالفعل بل ما نسمعه هو من الإعلام الحربي من الطرفين، لكان ما نتمناه هو أن تبقى الأرض لأصحابها".

وردا على سؤال، اجاب: "عملياً إيران تريد الحفاظ على المكتسبات التي حصلت عليها من رفع العقوبات، والأموال حُوّلت لإيران بعد اندلاع الحرب، وتبيّن بالإعلام من قبل إيران عدم شيطنة الولايات المتحدة في محاولة للوصول إلى اتفاق بحضور ايراني الأمر الذي لم يحصل.

واضاف: "ايران تريد تصعيد الحرب تدريجياً بعيداً عن الحقد والحقد المتبادل، وما يحصل اليوم هو عبارة عن "تحسين أوضاع" قبيل الوصول الى التسوية الكبرى، وعلى سبيل المثال الحرب في غزة تشهد على تقدم أمتار قليلة تدريجياً كما نرى توسع الجبهة تدريجياً أيضاً في جنوب لبنان".

وتابع: "من الطبيعي اليوم أن يقول العقل الإستراتيجي أن فتح الجبهات كافة سيؤثر استراتيجياً على موقع اسرائيل، وتقدم المشهد بقطاع غزة يترجم استمالة الرأي العام الدولي وليس الشعبي لصالح تل أبيب وبالتوازي مع الحشد العسكري الكبير من الممكن أن نشهد على حربٍ أكبر وقد تكون مفاجئة".

ورأى الصايغ ان المنطق يقول أن اسرائيل قامت بعمل استباقي وأخلت المستوطنات الكبرى على الحدود مع لبنان الأمر الذي ينذر بعملية قد تكون خاطفة وغير متوقعة.

وقال:" لحزب الله التفوق ميدانياً بطريقة "حرب العصابات" لكن عامل الوقت ليس لصالحه وعليه تسليم الحدود للجيش اللبناني وفقاً للقرار 1701، والجيش لديه كلّ المقدرات وبيده الشرعية أمام المحافل الدولي".

وشدد على ان انتشار الجيش اللبناني بعتاده الأميركي وشرعيته على الحدود الجنوبية وفقاً للقرار 1701 سيكون درعاً للبنان بوجه اسرائيل.

واكد على ان الردع الحقيقي لاسرائيل يكون عبر الجيش اللبناني صاحب الشرعية بعيداً عن التهويل والتظاهر بمظهر القوة خاصّةً ما قام به حزب الله منذ العام 2006 وبقرارٍ إيراني بظلّ غياب الردع.

وإذ قال: "لبنان يدفع فاتورة لا علاقة له فيها"، سأل: "لماذا لا تفتح سوريا "المستقوية بالقضايا العربية" جبهة الجولان عوضاً عن جنوب لبنان؟  ليجيب: "لكن ما يحصل اليوم هو تراشق عبر الحدود وتنظيرات عسكرية وانتصارات من هنا وهناك لا تُقدّم مصلحة الشعب اللبناني".

وشدد الصايغ على ان الدولة اللبنانية هي الوحيدة المسؤولة وهي مرجعية القرار الوحيدة في لبنان، وفي حال ضرب اسرائيل العمق اللبناني وتدمّرت مناطقنا مقابل إطلاق الصواريخ، كيف ننتصر للقضية الفلسطينية.

وختم بالتأكيد على ان لبنان يمكنه مناصرة القضية الفلسطينية بوحدة الصف في بيروت وتحويل لبنان إلى منبر الحقوق والقانون، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي بإمكانها الإنتصار لقضية فلسطين.