المصدر: Kataeb.org
الاثنين 25 أيلول 2023 19:00:01
اعتبر النائب الدكتور سليم الصايغ أننا في لحظة كيانية تقرّر مصير لبنان رافضاً منطق التعطيل الذي يعتمده حزب الله في كل استحقاق بهدف فرض إرادته على كل اللبنانيين، واذا ما استمر منطق التعطيل سيستمر اندثار المؤسسات الرسمية.
وقال في حديث عبر "حوار اليوم" من الـOTV:" حزب الله دعا كل الأطراف اللبنانيين الى التوافق على سليمان فرنجية رئيسا، ويدعو يوميا إلى الحوار لبحث طريقة ايصاله ليس إلا وبالتالي مقاربتهم تعطل الديمقراطية من خلال تعطيل الدورات المتتالية وإقفال ابواب المجلس منذ ١٤ حزيران".
وشدد الصايغ على ان إسم فرنجية لم يعد في التداول بين كبار اللاعبين في الشأن اللبناني".
وعن الحوار الذي سيدعو اليه الرئيس نبيه بري، قال الصايغ:"الحوار لا جدوى منه سواء أكان يشكّل مخرجا او فرصة لفرنجية والحوار سيكون مسرحية لتمثيل ادوار كُتِبت خارج الحوار".
أضاف:" الحوار لزوم ما لا يلزم ولن يكون هناك اتفاق لانهم لن يتمكنوا هكذا من اختصار الدستور والعملية الديمقراطية ولا نية جدية او قدرة على الاتفاق او الدفع بإتجاه خيارات جديدة، اذ ان تجاربنا مع كل الحوارات السابقة توم. انا انها كانت كلها تصب في خانة إما التمييع أو الفرض، بينما نحن نطالب بتطبيق الدستور، وهل تطبيق الدستور بحاجة لحوار؟".
ولاحظ ان ثمّة انهيارا لمفهوم الدولة في لبنان و"المطلوب ان يفهم الجميع اننا نعتبر ان الذهاب الى العملية الديمقراطية سيكون حصرا لننتخب رئيسا يكون مؤتمنا أولا بأوّل على استعادة الدولة اللبنانية واذا لم يكن هذا السقف ستكون هناك صفقة اخرى واتفاقات تدميرية للبنان ".
وقال الصايغ:" اليوم هناك انتقاص فاضح للدولة وسيادتها ونحن ندور في حلقة مفرغة في وقت أن المشروع الاقليمي يسير والمسارات مفتوحة ولبنان سيتحوّل الى ضاحية فقيرة من ضواحي النهضة العربية الاقليمية الكبرى التي تحضّر بينما كان لبنان سابقاً المنصة المشرقة للنهضة العربية ".
وسأل:" كيف لنا ان نستعيد دورنا ولبنان محكوم ونعطي جوائز ترضية وسياسية لمن يمنع قيام الدولة في لبنان؟!".
وعن مسار الانتخابات الرئاسية، قال الصايغ:"سبق وقدّمنا مرشحا وواجهونا بورقة بيضاء ولم يعطوا مرشحا ثم قالوا هذا مرشحنا تفضلوا لنتفق عليه ونقيم حوارا لنعرف ماذا تريدون منه والفرنسيون كانوا داعمين لهذا التوجه ونحن نقول ان هذا الامر لا يستوي فلتكن جلسات مفتوحة، لاحقا تخلينا عن ترشيح معوض وتقاطعنا على جهاد أزعور كمرشح وسطي واعتبرنا ان على حزب الله ان يلاقينا الى منتصف الطريق الا انه لم يفعل ولم يسمح بانعقاد دورات متتالية ".
أضاف:"هم منعوا قيام الديمقراطية التي تقول بدورة واثنتين وثالثة لاننا كنا على يقين بأن الدورة الثانية سوف تأتي برئيس للجمهورية واذ استشعروا على مرشحهم منعوا اكتمال العملية الانتخابية وقاطعوا الدورة الثانية".
وتابع الصايغ:"في الجمهورية الاولى كانت تحصل انتخابات حقيقية كما حصل مع فرنجية وشمعون وغيرهم وعند الازمات كان التدخل الدولي لحماية لبنان وتحصين حياديته لان لبنان بوظيفته هو دولة من دول عدم الانحياز وهنا قوته، حتى بالمواجهة الكبرى مع اسرائيل كان لبنان دولة مساندة لا مواجهة بقرار من الجامعة العربية ولان هناك أزمة وجودية كيانية فان رئيس الجمهورية سيأتي بعملية من نقلتين: اولا تثبيت موازين القوى السياسية بشكل ان حزب الله مع فائض قوته لا يؤثر على العملية الديمقراطية والنقلة الثانية هي انه لا يمكن الاتيان برئيس ضد حزب الله ولا برئيس لحزب الله انما لكل لبنان ".
وعن المواجهة، أكد الصايغ اننا تحدثنا بمواجهة كيانية وجودية بكل القطاعات وليس حصرا بالمؤسسات الدستورية وحيثما يجب كما ان المواجهة قائمة في مجلس النواب بكل التفاصيل "واليوم مثلا فان وزير الثقافة هو وزير يسوّق لمفاهيم الحزب ونحن نوسّع المواجهة لان القصة لم تعد فقط الموضوع الرئاسي وبالتالي لن نذهب لنطبّل ونزمّر بالحوار والمهم انه لا يعنينا الا الدستور والمواعيد والمواقيت الدستورية وكيف سنواجه."
وقال:" لو لم نواجه لكان فرنجية رئيس جمهورية لبنان منذ 6 أشهر ولا نزال حتى الساعة في حوار مع التيار الوطني الحر ولدينا تأكيدات ان الأخير على تقاطعه معنا مهما كانت ملفات الحوار مع حزب الله ولن نتكلم عما يدور بين التيار والحزب أدبيا بينما التيار يضعنا في الاجواء ".
وعن ملفات الحوار بين الحزب والتيار موقف الكتائب منها، قال الصايغ:"ان موضوع الصندوق الائتماني لم يُفتح جدياً في ما خصّ ثروة لبنان والاصول وكيفية استثمارها ".
أضاف:"ليس الكتائب من يُسأل عن اللامركزية لان اقتراح القانون الذي يناقَش كتبه الوزير السابق زياد بارود ثم حمله الوزير مروان شربل وعندما رأينا ان التعثر يمنع تقديم الوزير مشروع اللامركزية حملناه كنواب كتائب كإقتراح قانون وحصلت أكثر من 80 جلسة لمناقشته وبقيت بعض نقاط فقط عالقة".
وتابع: "نحن ملتزمون الى النهاية باللامركزية ولكن نعتقد أنّ هذه العملية يجب أن تتم في اللجان النيابية التي قامت بعملها و"الجمهورية الثانية" بُنيت على أساس عقد ميثاقي أي نعيد ما فُقد مركزيا بالتعويض عنه لامركزياً وهو ما شجّع المسيحيين على القبول بالطائف بعدما خسروا فيه لناحية صلاحيات الرئاسة وامتيازات اخرى ، وبالتالي ما تم تحصيله دستوريا نرفض التسوية عليه اليوم رئاسيا."
وشدّد الصايغ على ان الكتائب أمّ اللامركزية وأبوها و"نعتبر ان اللامركزية مهمة بشكل لا توضع بميزان وحسابات سلطة ومقايضة" مشيرا الى ان الحوار بين الحزب والتيار غير ملزم لأحد ويجب الذهاب الى اللجان وهذا لا يعني ابدا اعطاء فرنجية سدة الرئاسة مقابل اقرار ما هو دستوري بالأساس.
ولفت الصايغ الى ان موقفنا واضح وهو اننا لا نريد رئيسا يضعه حزب الله على رأس لبنان.
وعن التحرك الفرنسي والقطري، رأى الصايغ ان لا شيء اسمه حركة احادية الجانب انما هناك تحركات تتكامل لا تتنازع ومن اقدم بمبادرة الى الساحة المحلية لديه غطاء وقال:"للدول نفَس وعملية سياسية طويلة ولودريان اتى عندما فشلت المبادرة الفرنسية الاولى بغطاء من "الخماسية" فاتى بتفويض والقطري يأتي للتسهيل بمعنى انه سيحاول تسريع لعبة اللاسماء قبل ان يأتي الموفد الفرنسي مجددا".