الصايغ: الكتائب لن يلعب دور "الطوباوي" في كسروان – جبيل وقادرون عبر تشكيل تحالف "ذكي" على تثبيت حضورنا

يبدو أنّ عوامل كثيرة ومتنوّعة ستحول دون تكرار التّجربة الانتخابية نفسها في دائرة كسروان جبيل، فدخول مكوّنات وازنة على صعيد القاعدة الشعبية والدور السياسي الفاعل إلى حلبة المنافسة غيّر حسابات كلّ من الزّعامات العريقة والأحزاب السّياسية المسيحية الكبرى. وهنا يبرز التساؤل: أين حزب "الكتائب" من إعراب هذه التّحالفات المستجدّة وهل سيستمر بتحالفه مع النائب نعمة افرام في حال قرّر الأخير خوض المعركة إلى جانب عديله النائب فريد هيكل الخازن؟

"حزب "الكتائب" لن يلعب دور "الطوباي" في الانتخابات النيابية المقبلة"، هذا ما أكّده النائب سليم الصايغ في حديث خاص لموقع "الكلمة أونلاين"، جازمًا أن أي تحالف يجب أن يتوافق أوّلًا مع خطّ الحزب السيادي الوطني، ويراعي مصلحة الحزب الانتخابية ثانيًا، ويوفّر حظوظ الفوز الفعلية لمرشّحه ثالثًا".

من هنا، سُئل الصايغ، هل ما زال التحالف مع النائب نعمة افرام قائمًا في خضم الحسابات الانتخابية المستجدّة؟، أجاب الصايغ مشدّدًا على أن "هذا التحالف ثابت وصلب حتى السّاعة وهو ما أكّده بدوره النائب افرام في حديث تلفزيوني سابق".

ولكن، ماذا لو انضمّ افرام إلى تحالف أوسع يضمّ كل من النائب الخازن والنائبين السابقين وليد الخوري وفارس سعيد، خصوصًا أن مشاورات متقدّمة تنشط في هذا الإتّجاه، وهل تتوفر الشروط المذكورة فتلتحق بهم؟ ردّ الصايغ، كاشفًا أن الشروط التي سبق ذكرها غير متوفّرة حتى الساعة في تحالفٍ عريضٍ يضمّ الأقطاب الخمسة".

موقفكم يتقاطع مع ما ينقله البعض عن أنّه لم يعد هناك مكان متوفّرٌ لـ "الكتائب" ضمن هذا التحالف لاسيما بعد دخول النائب الخازن على الخطّ فما صحّة هذا الكلام؟

في هذا الإطار، أوضح الصايغ أنّ "بعض السّياسيين "يفكّرون بصوت عالٍ" في الصالونات السّياسية والاجتماعية، وبدل الاحتفاظ بأفكارهم يتداولونها جدّيًا، معتبرين أنّهم عبر هذا الاسلوب يروّجون لها فتصبح أمرًا واقعًا ولكن كلّا، الأمور لا تسير على هذا النحو"، مضيفًا: "مش هيك القصة".

يبدو أن التوافق على صيغة مشتركة ترضي الفرقاء الخمسة دونه عقابات حتى اللحظة فما هي السيناريوهات الأخرى المتاحة أمامكم؟

الصايغ أفاد بأّن "تقدّمًا في المشاورات بدأ يبرز بين "الكتائب" والنائب السابق فارس سعيد، وهذا التقدّم يشكّل ركيزة أساسية في المعركة الانتخابية، خصوصًا أنه يؤمّن نقطة التقاء بين المبادئ الوطنية والمصلحة الانتخابية، أمّا "القوات اللبنانية"، فاحتمال التحالف معها واردٌ أيضًا ولكنّه يحتاج للدّرس المعمّق على مختلف الصعد قبل اتخاذ هذه الخطوة".

إذًا، المشهد معقّد حتّى الساعة، ما يوجب عدم الغوص في التفاصيل على اعتبار أنها عملية مركّبة تستدعي جهدًا ومتابعة يومية، وفقًا للصايغ الذي اكتفى بالقول: "حزب الكتائب قادرٌ عبر تشكيل تحالف "ذكي" يمكّنه من تثبيت حضوره في دائرة كسروان جبيل عبر إيصال كتائبي وربما أكثر إلى مقاعد البرلمان".

يتوقّع حزب "الكتائب"، هبوب رياح التّغيير في هذه الدائرة حاملةً نتائج مختلفة عمّا سبق، فهل يكسب الرهان أم أن الرّياح الانتخابية ستجري بما لا تشتهيه سفينة "الكتائب"؟