الصايغ: الموقف الوحيد المفيد اليوم هو أن يعلن الحزب من طرف واحد أنه يريد إنقاذ لبنان من الحرب المقبلة كما فعل الإمام الخميني

أكد عضو كتلة الكتائب النيابية، النائب الدكتور سليم الصايغ في حديث له ضمن برنامج "حوار المرحلة" مع الاعلامية رولا حداد  عبر  LBCI  ان موقفنا من التفاوض مع اسرائيل يستند الى موقف الرئيس جوزاف عون وغبطة البطريرك مار بشارة الراعي اللذين يطالبان بالتفاوض لمصلحة لبنان، مشددا على ان السلام ليس استسلاما بل يتطلب خارطة طريق واضحة تحفظ السيادة والمصالح العليا ومصلحة الشعب اللبناني.

 ورأى ان حزب الله مطالب بان يعلن انه في كنف الدولة ويلتزم بالقرارات الدولية ويتحول الى حزب سياسي، لان استمرار اعتباره نفسه خارج اتفاقية وقف الأعمال العدائية وخطاباته المرتبطة بإيران يضعف موقف المفاوض اللبناني. 

وأوضح ان المشكلة تكمن في إعادة الحزب بناء ترسانته العسكرية بما يشكل خرقا واضحا لاتفاق وقف إطلاق النار ويمنح إسرائيل ذريعة إضافية لضرب لبنان.

وأشار الصايغ الى ان كل حرب لها هدف استراتيجي وسياسي وقد حققت كل أهدافها العسكرية قبل وقف اطلاق النار باعتراف رئيس أركانها. من بعدها وبعد نفاذ المهل  لتطبيق الاتفاق اعتمدت استراتيجية الضغط المستمر جنوبا وبقاعا عبر بناء النقاط الخمس وملاحقة كادرات حزب الله متهمة اياه بالالتفاف نعلى الاتفاق. بالواقع استمرّ الطرفان بخرق الاتفاق الواحد بالنار من الجو  والتمركز على الارض والآخر بالسر عبر التسلح في الخفاء.

 وعن الكلام عن حرب جديدة، اعتبر  الصايغ ان الهدف الحالي يختلف عن السابق حين وقّع حزب الله على اتفاق استسلام فانه من المحتمل ان يكون  الهدف اليوم مزدوج ، اولا تأمين  الحدود  حتى نهر الليطاني بعملية برية ، محذرا من تحويل جنوب الليطاني الى أرض قاحلة. ثانيا، هندسة الشعوب، اذ سيضغط تهجير الجنوبين على كل البنية التحتية اللبنانية وعلى ركائز الدولة اللبنانية  فلا قدرة للبنان  على تحمل ذلك. 

ورأى ان الموقف الوحيد المفيد  اليوم هو ان يعلن الحزب من طرف واحد انه يريد انقاذ لبنان من الحرب المقبلة كما فعل الإمام الخميني يوم قبوله بقرار وقف إطلاق النار الاممي مع العراق وشبّه ذلك بمن يتجرع السم لكنه فعلها إنقاذا لبلده ، مذكّرا بموافقة السيد نصرالله قبل استشهاده على وقف إطلاق النار لانه أدرك ان استمرار الحرب اصبح من جدوى.

وتحدّث الصايغ عن لقاء جمع عددا من النواب حيث نقل وزير الخارجية المصري مخاوف من اجتياح بري للبنان بعد مغادرة قداسة البابا لاوون الرابع عشر، فيما الوفد الأميركي الذي زار لبنان أبلغهم ان أمامهم مهلة ستين يوما لاتخاذ خطوات حازمة لحصر السلاح وإلا سيُترك لبنان وجها لوجه مع إسرائيل. 

وأكد ان التعامل مع الخارج يتطلب فهم طريقة تفكيره فلا نطلب منه ان يفكر من منظورنا والخارج يأخذ اعلان الحزب انه استعاد  قدراته العسكرية بتمويل إيراني على محمل الجد وهو لا يفهم لماذا لم تتحرك  الدولة في الماضي لمنع ذلك. 

وأشاد الصايغ بموقف الرئيس عون الذي وصفه بالمتقدم، مذكّرا بانه استذكر كما لم يفعلها اي رئيس من قبله في جمهورية الطائف الرئيسين الشهيد بشير الجميّل والشهيد رينيه معوض والوزير الشهيد بيار الجميّل كرموز للاستقلال والسيادة  في تأكيد على خطاب القسم فيما الخارج يضغط لحصر السلاح ويدرك حدود قدرة الجيش.

وشدد على ان من يهاجم الرئيس عون عليه ان يقدم حلولا عملية ورئيس الكتائب النائب سامي الجميّل طالب بحلول عملية، مشددا على إن ضرب معنويات الجيش يهدد الأمن ،و مؤكدا ان الحل بيد الحزب الذي عليه تسليم السلاح وان الجيش سيستمر بتنفيذ خطته إنفاذا للقرار السياسي والحكومة هي في الواجهة والمسؤولة وطنيا وسياسيا.

ورفض الصايغ اعتبار الدولة رديفا للحزب، مؤكدا ان الحرب اليوم هي بين الحزب وإسرائيل وان الجيش اللبناني هو من سينزع السلاح، محذرا من ان لبنان ليس مستعدا لدفع الثمن السياسي لمثل هذه الحرب بالرغم من التضامن الإنساني بين ابناء الوطن الواحد.

وعن زيارة قداسة البابا، وصفها الصايغ بانها زيارة رجاء يتابعها بشغف، معتبرا ان لقاءه بالشبيبة في بكركي مهم ليستمع الى هواجسهم وانه سيكتشف ان لبنان تحول كله إلى جزيرة رحمة في عالم من اللامبالاة تلبية لنداء البابا بيندكتوس للعالم اجمع. 

وانتقد الصايغ ممارسات الحزب في الاتفاقات التي تفاوض عليها الرئيس نبيه بري، معتبرا انها كانت شبيهة بممارسة التقية حتى اعادة  بناء نفسه، مشيرا الى خطابات الشيخ نعيم قاسم التي تدرجت من نية الحزب الدخول الى الدولة بعد وقف اطلاق النار مرورا  بالاعتزاز بإعادة بناء قدراته الأمنية والعسكرية وصولا إلى تحدي الدولة اللبنانية يرفضه خطة الجيش او الانصياع لقرار الحكومة يوم صخرة الروشة . 

وأكد ان الجميع يريد السلام باستثناء الحزب، مذكّرا بالمبادرة العربية التي ُطرحت السلام في عز قوة سوريا  في لبنان، ورأى ان العودة الى اتفاقية الهدنة قد تكون خطوة مرحلية بانتظار حل الدولتين ،مشددا على ضرورة وضع تصور رؤيوي جريء للخروج من الأزمة يضع خارطة طريق للسلام تأخذ بالاعتبار  حاجة لبنان والموقف العربي.

انتخابيا، واذ انتقد الصايغ تعطيل المجلس النيابي من قبل الرئيس نبيه بري، قال:" هو عرّاب التعطيل خلال فترات رئاسته للمجلس، لذا فانه لن يتردد في تعطيله شهر او شهرين،وليتفضل ويفتحه ويعقد جلسة، وهل هو فرح ان يكون رئيسا لمجلس فارغ؟ هذا ليس حلا ولا حل بالعودة إلى الدستور والأصول".

واضاف: " ان العودة إلى اللجان لا ينفع اذ إن درسنا الاقتراحات في اللجان وتحوّلت الى الهيئة العامة والرئيس بري رفض وضعها على جدول الاعمال نكون قد أضعنا الوقت سدى ، لذا هناك مشروع مكرر معجل عليه وضعه على جدول الاعمال  وهناك ايضا مشروع الحكومة ، الا ان بري حاكم بأمر سلاح حزب الله وليس بحكم الدستور ، والقضية أبعد بكثير مما نتصور، وبري يثبت انه يأخذ الطائفة الشيعية الى مكان اخر، وهذا يعطينا سببًا اضافيا لكسر الاحادية .

واردف: "لا يخيفنا أحد بالمؤتمر التأسيسي، فنحن ننتظره قبل الجميع، ويتكلمون عن اتفاق الطائف كأنه مقدس ،ونحن جاهزون لوضع كل الملفات على الطاولة انما ليس وفقا للشروط التي ينادون بها، وطالما السلاح على الطاولة فاننا لن ندخل الى ما يريدونه، ونحن "أم الصبي"، ولا نخشى احدًا، ونحن بموقع نرى فيه الدولة تربح وتتقدم  واليوم وافقنا على قرض للطاقة ، ولولا ثقة الجهات المانحة والارادة ان تقف الدولة على رجليها لما جرى ذلك".

وتابع: "نحن بنصف المعركة وهي لم تنتهِ، وبري حاول وتشاطر في انتخابات رئاسة الجمهورية  الا اننا لم نسمح له بالاتيان بالمرشّح الذي يريده، وهم ربحوا جولات، انا من ربح الحرب السياسية فهو نحن، فنحن جلبنا الحكومة التي نريد و رئيس الجمهورية الذي نريد، وهم اضطروا للتعامل مع هذا الواقع.

وفي ما يخص تصويت المغتربين، قال:" نريد ان يصّوت كل مغترب في المكان الذي هو فيه، والوقت يمر انما لم ينفد، ونحن اليوم ننظم صفوفنا وفرحون بالأعداد التي تسجّلت من قبل المغتربين، ونشد على أيديهم، ولن نصنع من بري "غريندايزر"، وفي أغلب المعارك التي تواجهنا فيها معه لم يربح.

واضاف: "نحن لا نريد التمديد وما من احد "بيسترجي" طرحه، كما ان ما من طرح جدي له".

 وإذ سـأل:" هل له عين التيار الوطني الحر التحدث عن حقوق المسيحيين بعدما فعل بهم ؟ اجاب: فليتواضع الكل، والشعارات الماضية نفدت،والقول انهم أعادوا لهم الحقوق معيب، فهل هذا قانون انتخابي؟ وهكذا تسترد الحقوق للمغتربين كما أعاد حقوق المسيحيين في الداخل؟

واضاف: إن اردنا استراجع الدولة علينا فضح الزبائنية، والمال السياسي وشراء الذمم ، ونحن ناضلنا في سبيل لبنان ولن نبقل استنساخ تجارب الماضي، والاعلاميون الشرفاء عليهم الاضاءة على هذه النقاط. 

  وعن حلفاء الكتائب في الانتخابات المقبلة، قال: "نحن متحالفون مع النائب نعمة افرام في الانتخابات القادمة في كسروان، اما في المتن، الكتائب لديها وزنها المهم، وهي صانعة الالعاب، ولديها عدة خيارات في المتن وهي مفتوحة، كما في "كسروان –جبيل"، ومن المبكر حسم التحالفات حاليا، كما اننا لن نكون مكنة تعيد تدوير من غطى الثنائي، ولا ارى التحالف مع التيار في اي دائرة، لان هناك مسار طويل كان  على التيار خوضه قبل انتخابات 2026، وان اردنا بناء لبنان جديد علينا العمل على الكثير من الامور".

 واوضح ان الانتخابات في نقابة المحامين نقابية وليس سياسية، ونحن  لم نعقد التحالفات التي قيل عنها ، وكل فريق  دعم بطريقة احادية المرشح الذ ي يريده، ومن يحلل الارقام يرى ان مرشح الكتائب نال اعلى الارقام،في حين انه في معركة النقيب الاصوات توزعت بطريقة اخرى،  ونحن لم ندخل  في لعبة التحالفات، وفخورون اننا جلبنا اعلى رقم في انتخابات المحامين.

 وعن التحالفات الانتخابية دائرة الشمال، قال: " ما من شيء محسوم لغاية اللحظة، وما من فريق وضع اوراقه على الطاولة ،ونحن والنائب ميشال معوض بنفس الخط السياسي ، والافضلية له في زغرتا ونحن دعمناه في الانتخابات الرئاسية، كما ان التحالف مع تيار المردة ليس مطروحا ،ونحن اليوم علينا ان نكون منسجمين مع قناعاتنا وليس كلما تبدلت موازين القوى نبدل مواقفنا.

ونفى ما قاله الصحافي قاسم قصير عن زيارة لرئيس الكتائب الى الضاحية وقال" ليس صحيحا ان الشيخ سامي كان سيزور الضاحية بتنسيق من حزب الله  وانفي هذا الكلام نفيا قاطعا، فما من اتصالات سياسية معها،،وقاسم قصير يدعونا للقيام بنشاطات في الضاحية لا شأن للحزب فيها، ونحن نتكلم معه وهو يرغب بان يكون هناك تقارب مع الشيعة".

 وعن "بخ السم" في اميركا، قال: " رئيس الكتائب عقد 6 لقاءات ناجحة جدا في واشنطن، وهو اخذ على عاتقه تظهير الصورة كما هي في لبنان، ونحن نقول الكلام على "راس السطح"، ونقول ان الرئيس عون وضع لبنان على مسار جيد، ومن واجب الدول الصديقة مساندته، ونقول لهم بدعم الجيش اللبناني ".

وردا على سؤال اجاب: "نحن نعرف يقين المعرفة ان الرئيس عون لا ينوي ان يكون للعهد لوائح في الانتخابات والرئيس لا يريد مستدامين وأبواق من حواليه ولا أكلة جبنة ولا يحب المستزلمين الذين يأخذون منه القوة المعنوية ولا يعطون عهده إلا سمعتهم المعروفة".